أجبر موناكو مضيفه باريس سان جيرمان على التعادل الإيجابي بهدف لمثله، ضمن المباراة التي أقيمت بينهما على أرضية ميدان حديقة الأمراء في ختام المرحلة الرابعة من منافسات الليغ1، ليرتفع بذلك رصيد فريق العاصمة للنقطة العاشرة في الصدارة أمام مارسيليا بفارق الأهداف، بينما ارتقى فريق الإمارة للمركز الثاني عشر برصيد خمس نقاط.
بعد اكتساح مضيفه ليل بسبعة أهداف بالجولة الأخيرة، استقبل باريس سان جيرمان في قمة مباريات الجولة الرابعة من الليغ 1، فريق الإمارة موناكو وذلك على أرضية حديقة الأمراء، فريق العاصمة أظهر جاهزية كبرى مع انطلاقة هذا الموسم، وأرسل إنذارًا شديد اللهجة لجميع خصومه، فبحصيلة هجومية قياسية بلغت 17 هدفًا خلال ثلاث مباريات، يبدو أن ثلاثي المقدمة المتمثل في نيمار وميسي وكليان مبابي في أحسن أحوالهم، وقادرين على اصطياد الخصوم بجميع الطرق، لذلك مثّلوا أبرز الأسلحة التي عول عليها كريستوف غالتييه من أجل تحقيق الانتصار الرابع توالياً.
في الجهة المقابلة، حل موناكو ضيفًا ثقيلاً على العاصمة، فأبناء الإمارة لا يعيشون أفضل فتراتهم هذا الموسم، وعلى عكس المتوقع ببداية الموسم، انطلاقة الأحمر والأبيض للموسم جاءت متعثرة بعد اقصاءه من الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوربا أمام آيندهوفن الهولندي من ناحية، وعجزه عن تحقيق نقاط الفوز على ملعبه لويس الثاني بالجولتين السابقتين من ناحية أخرى، حيث تعادل مع رين بالجولة الثانية، قبل أن ينقاد لخسارة ثقيلة أمام ضيفه لانس برباعية لهدف في الجولة الأخيرة.
ما أنتج حالة من السخط والغليان لدى فئة كبيرة من جماهير موناكو على الإدارة، المقصرة في سوق الانتقالات خاصة بعدم تعويض تشواميني المنتقل لريال مدريد، كذلك غضبت الجماهير من المدير الفني البلجيكي فيليب كليمان من جهة أخرى، لكن هذا الأخير تمنى لو يعود الفوز من العاصمة بالذات، وطمح للنسج على منوال الموسم الفارط حينما أسقط صاحب اللقب بثلاثية نظيفة.
بداية المباراة سيطر عليها الحذر من الجانبين بالعشر دقائق الأولى، فانحصر اللعب بوسط الميدان، وظل سجالاً في صراعات ثنائية بين لاعبي الفريقين، بعد ذلك أحكم أبناء العاصمة قبضتهم على معركة الوسط وبسطوا سيطرتهم على خصمهم، الذي ورغم تقوقعه في مناطقه بقى مناوراً، وبكرة عكس مجرى اللعب قطعها متوسط الميدان كامارا بشراسة من أرجل ليونيل ميسي، وأرسلها بشكل متقن خلف الدفاعات الباريسية، تلقاها زميله الألماني فولاند وركنها بإحكام بالزاوية اليسرى لشباك دوناروما.
هدف السبق لأبناء الإمارة حرك المكينة الهجومية لأصحاب الأرض، فكاد نيمار أن يعيد المباراة لنقطة الصفر في محاولة أولى اصطدمت بخط الدفاع، ليرد عليها الضيوف بشكل عاجل عبر مخالفة مباشرة نفذها هنريك بدقة، لكن دوناروما أزاحها خارج الخشبات ببسالة، وأبقى النتيجة على حالها، وببلوغ الشوط الأول المنعرج الأخير، كثف الباريسيين من محاولاتهم، فصوّب ميسي كرة قوية من خارج منطقة الجزاء وقف القائم أمامها، لتعود لمبابي أمام شباك خالية، لكن القائم وقف بجانب الضيوف للمرة الثانية، وأبى إلا أن ينهوا الفترة الأولى متقدمين.
في الشطر الثاني بدت عزيمة أبناء فيليب كليمان مشابهة لما ظهرت عليه في النصف الأول، ففي الدقيقة 54 كاد وسام بن يدر أن يستغل الخروج الخاطئ للحارس الإيطالي دوناروما ومضاعفة تقدم فريقه، لكن لمسته الأخيرة افتقدت للدقة اللازمة، تهديدٌ لم يقف بعده أبناء غالتييه مكتوفي الأيدي، بل كثفوا من ضغطهم بغية تعديل الكفة، وكان لهم ما أرادوا في الدقيقة 68 بعد أن أعلن الحكم بينوا باستيان عن ضربة جزاء لصالحهم إثر عرقلة نيمار، الذي انبرى لها بنفسه معلناً عودة فريقه للمباراة.
هدفٌ استمر بعده الهيجان الهجومي لزملاء ميسي بغية قلب الطاولة على ضيفهم، فتتالت الفرص السانحة لهم بالتهديف، بداية بكرة أشرف حكيمي الصاروخية والتي ردها القائم للمرة الثالثة بالمباراة، دقائق قليلة بعد ذلك كان مبابي على بعد خطوة واحدة من وضع فريقه بالمقدمة، لكن مارك نوبل تعملق في صد تصويبته، التي مثلت ختام محاولة الباريسيين قبل الصافرة النهائية للحكم.