واصل ريال مدريد انطلاقته الصاروخية هذا الموسم، وحقق فوزه السادس تواليًا في الدوري، والثامن في جميع المسابقات، عندما هزم مضيفه أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-1 في ديربي العاصمة مدريد، ضمن قمة مباريات الجولة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
الفريق الملكي حقق أفضل بداية له في الدوري منذ موسم 1988، ونجح في استعادة صدارة الليغا من برشلونة وطمأن جماهيره على قدرة الفريق بالمحافظة على اللقب قبل ذهاب لاعبيه إلى التوقف الدولي، في وقت واصل أتلتيكو مدريد تراجعه، وبات مصير مدربه دييغو سيميوني على المحك.
الأنظار على فينيسيوس جونيور
هي مباراة لا تقبل القسمة على اثنين بأتمّ معنى الكلمة، وكل فريق لن ترضيه أية نتيجة ما عدا الفوز. ريال مدريد بصم على انطلاقة موسم مثالية، وحصد العلامة الكاملة في الليغا وفي دوري الأبطال حتى ما قبل الديربي، وهو أمر لم يحققه أي فريق آخر في أوروبا. الميرينغي يسعى للحفاظ على ريادة الجدول قبل التوقف الدولي، وأي تعثر في الديربي سيكون ثمنه صدارة الليغا لصالح الغريم التقليدي برشلونة.
في المقابل فإن أتلتيكو مدريد لا يعيش أفضل أيامه، فالفريق تعثّر مرتين في الدوري خلال خمس جولات، وخسر مباراته الأخيرة في دوري الأبطال أمام باير ليفركوزن، ما زاد من ضغوطات الجماهير ضد المدرب دييغو سيميوني.
عامل آخر سيزيد من حماوة المباراة، تمثل بتصريح لكوكي قائد أتلتيكو مدريد، طلب فيه من فينيسيوس جونيور عدم الرقص للاحتفال بحال سجل هدفًا في المباراة، تبعه تصريحات من مسؤول في الاتحاد الإسباني وبعض الصحفيين ضد اللاعب البرازيلي وصفت بالعنصرية، ما استدعى موجة تضامن واسعة مع جونيور، قادها نجوم كرة قدم مؤكدين على حق اللاعب بالاحتفال بأهدافه.
أصحاب الأرض دخلوا المباراة بخطة دفاعية كما هي العادة، وبرسم تكتيكي خليط بين 5-3-2 و 3-5-2, وشارك أنطوان غريزمان منقذ الفريق في المباريات الأخيرة، كأساسي للمرة الأولى هذا الموسم، ليشكل خط مع المقدمة مع البرتغالي جواو فيليكس، فيما بقي ألفارو موراتا على مقاعد البدلاء.
في المقابل استمر غياب كريم بنزيما قائد ريال مدريد ونجمه الأول، ولجأ أنشيلوتي للرسم المعتاد 4-3-3, وتشكل خط المقدمة من الثلاثي فالفيردي - رودريغو – جونيور.
تقدم مستحق للملكي بالشوط الأول
دخل أتلتيكو مدريد المباراة بقوة، وسنحت له أكثر من فرصة في ربع الساعة الأول، أبرزها بواسطة غريزمان وكاراسكو، لكن واقعية ريال مدريد قالت كلمتها مرة أخرى، ونجح الملكي بافتتاح التسجيل عند الدقيقة 17 بعد هجمة منظمة وصلت الكرة فيها إلى شواميني، فمررها بروعة إلى رودريجو، ليتابعها من لمسة واحدة داخل المرمى، ويمنح فريقه التقدم، ويحتفل برقصة برازيلية مع زميله جونيور.
هدف ريال مدريد أطفأ حماسة لاعبي أتلتيكو، واتخذت المباراة طابعًا خشنًا، وقبل أن ينجح الهنود الحمر بلملمة أوراقهم، ضربهم فالفيردي المتألق بشدة هذا الموسم بهدف ثان، بعدما تابع تسديدة جونيور المرتدة من القائم بسهولة داخل مرمى أوبلاك في الدقيقة 31. حاول أتلتيكو مدريد تقليص الفارق قبل نهاية الشوط الأول لكن براعة أوبلاك وقفت في وجهه، ليعلن الحكم عن نهايته بتقدم مستحق للملكي.
هدف متأخر لا يكفي لعودة أتلتيكو
على عكس الشوط الأول كانت بداية الشوط الثاني هادئة، مع محاولات لاعبي الملكي قتل نسق المباراة، فيما اتسمت هجمات الروخي بلانكوس بالعشوائية. حاول سيميوني تعديل الأوتار، فزجّ بموراتا وكونيا عند الدقيقة 60.
بعد دقائق مملة لم تشهد أية أحداث، نجح أتلتيكو مدريد بتقليص الفارق عند الدقيقة 82، بعدما حوّل البديل هيرميسو كرة عرضية بكتفه داخل المرمى، ليعطي زملاءه وجماهير المتروبوليتانو أملًا بالعودة. لكن هيرميسو عاد وقضى بنفسه على هذه الآمال عندما طرد في الدقيقة 91، لتنتهي المباراة بفوز ثمين للملكي أعاده للصدارة.