ألترا صوت - فريق التحرير
بلغ ريال مدريد نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما انتزع تعادلًا بنتيجة صفر لمثله أمام ليفربول في إياب ربع النهائي، مستفيدًا من فوزه ذهابًا بثلاثيّة لهدف، فانتهت رحلة الريدز عند ثمن النهائي، حاله حال بوروسيا دورتموند الألماني الذي خسر في ملعبه أمام مانشستر سيتي بهدفين لواحد، ليكرّر السيتيزينس فوزهم ذهابًا بنتيجة مطابقة، ويتخلّص غوارديولا من لعنة ربع النهائي التي لازمته في المواسم الثلاثة الماضية.
قبل أيام قليلة فقط، أدرك ريال مدريد أنّه بصدد دخول فترة غاية في التعقيد، أمامه ثمانية أيام مفصليّة في مسيرته هذا الموسم، يتخلّلها ثلاث مباريات عليه أن يدخلها بمنطق أكون أو لا أكون، مباراتان أمام ليفربول في دوري أبطال أوروبا، بينهما لقاء الكلاسيكو الذي سيحدّد معالم الليغا، كلّ هذه الضغوطات أتت والفريق يعاني من غيابات في عموده الفقري، سيخوض هذه المواجهات دون العديد من الأساسيين أمثال فاران وراموس وهازارد وآخرين.
النادي الملكي أنجز المهمّتين الأوّليتين بنجاح، تفوّق على ليفربول رغم الغيابات في صفوفه بلقاء الذهاب، ثلاثيّة قرّبت الميرينغي من نصف نهائي دوري الأبطال، وبقائمة مماثلة من الغيابات أنهى مهمّة الكلاسيكو بنجاح، فاقترب كثيرًا من الصدارة بفارق نقطة واحدة فقط، أيامٌ قليلة الخيبات فيها تقصم الظهر، والمكاسب فيها هائلة للغاية، ومن أجل تحقيق ختام مثالي لمعركة الأيام الثمانية، كان عليه النجاة من فخّ الأنفيلد، عليه أن يتجنّب الهزيمة بفارق هدفين، ولو حدثت الهزيمة فلتكن بفارق هدف واحد.
كان على ليفربول أن يحقّق انتصارًا تاريخيًا على النادي الملكي، يجب أن يتخطّاه بفارق هدفين على الأقل، بشرط أن لا تهتزّ شباكه، وإن حدث ذلك فيجب أن ينتصر بفارق ثلاثة أهداف في أقلّ تقدير، وسوى ذلك يعني خروج الريدز من مسابقات الموسم كافّة خالي الوفاض، فالسيتي يحلّق في صدارة البريميرليغ، والريدز خرجوا من بطولتي كأس الاتحاد وكأس الرابطة، ولا تمثّل دوري أبطال أوروبا بالنسبة لهم سوى القشّة التي يتعلّق بها الأحمر الغريق.
حاول ليفربول أن يفتتح التسجيل مبكّرًا، وكاد أن يفعلها في الدقيقة الثانية، حينما مرّر ساديو ماني كرة على طبق من ذهب لمحمد صلاح، النجم المصري انفرد بالحارس كورتوا وسدّد الكرة، لكنّ النجم البلجيكي أنقذ الموقف ببراعة، عاود الريدز ضغطهم فأرسل ماني عرضيّة وصلت لصلاح، شتّتها الدفاع إلى ركنيّة، النادي الإنجليزي لم ييأس، واصل ضغطه الرهيب على مرمى ضيفه، لكنّ كورتوا أحبط أصحاب الأرض، حينما تألّق في التصدي لتسديدة ميلنر.
وعلى عكس مجريات اللقاء، كاد كريم بنزيما أن يفتتح النتيجة، فحاول تمرير كرة ارتطمت بالدفاع واتّجهت نحو المرمى، لكنّ القائم قال كلمته، في وقت استمرّ ليفربول بمحاولات لتسجيل هدف على الأقل في الشوط الأوّل، لكنّ تسديدة صلاح علت العارضة، سبقها تصويبة مماثلة من فينالدوم، وكان لها المصير نفسه.
تكرّر السيناريو في الشوط الثاني، ضغط رهيب من ليفربول قابله دفاع مطبق، فلو حدث وتخطّى الفريق حاجز كاسيميرو سيجد قلبَي الدفاع، ولو وُفّق المهاجم بتخطّيهما فورائهما حارسٌ اسمه كورتوا، كما اتّسمت هجمات الريال المرتدّة بالخطورة، وكاد فينيسيوس أن يسجّل هدفًا لولا تألّق الحارس بيكر، والذي منع فرصة مزدوجة من فينيسيوس وبنزيما وأنقذ مرماه على دفعتين، فيما تسابق لاعبو الريدز على إهدار الفرص، وبان عليهم الإحباط في كلّ مرّة يضيع منها هدفًا، أمام ثقة وصلابة الميرينغي ودفاعاته، لينتهي اللقاء كما بدأ، تعادلٌ سلبيٌ وضع الريال في نصف النهائي مستفيدًا من انتصار الذهاب، ووداعٌ منطقي لليفربول الذي خرج من الموسم خالي الوفاض.
من جهة أخرى، تخلّص بيب غوارديولا مدرّب مانشستر سيتي من لعنة دور الثمانية، لعنةٌ لازمته في المواسم الثلاثة الماضية بمسابقة دوري الأبطال، حينما ودّع المسابقة من هذا الدور، الموسم الماضي خرج بأقدام لاعبي ليون، والذي قبله ودّع المسابقة أمام توتنهام، والموسم الذي سبقه خرج أمام ليفربول، والآن كان عليه أن يتخلّص من ذلك على حساب بوروسيا دورتموند الألماني.
النادي الألماني هُزم ذهابًا بهدفين لواحد، أي أن الفوز بهدف واحد فقط سيكون كافيًا لتكريس اللعنة على غوارديولا، وبالفعل، تقدّم أسود فيستفاليا بهدف لبيلينغهام أنهوا به الشوط الأوّل لصالحهم، كان النادي الألماني متأهّلًا لنصف النهائي حتّى الدقيقة 55، حينما منح حكم اللقاء الضيوف ركلة جزاء بسبب لمسة يد ساذجة من إيمري جان، نفّذها بنجاح النجم الجزائري رياض محرز، قبل أن يقتل فيل فودين أحلام دورتموند بهدف ثان، لينتهي اللقاء بنتيجة مطابقة لمواجهة الذهاب، غوارديولا يصل مع مانشستر سيتي إلى نصف النهائي، ويضرب موعدًا مع باريس سان جيرمان الذي أطاح بحامل اللقب، فيما سيلعب ريال مدريد مع تشيلسي الذي تخطّى بورتو البرتغالي.
اقرأ/ي أيضًا:
رغم الغيابات المؤثّرة.. ريال مدريد يتفوّق على ليفربول بثلاثيّة
تأجّل الحسم إلى مواجهة الإياب.. فوزٌ شاقّ لمانشستر سيتي على بوروسيا دورتموند