منحت ركلات الترجيح فريق الزمالك المصري بطولة كأس الاتحاد الأفريقي للمرّة الأولى في تاريخه، وذلك بعد تفوّقه على فريق نهضة بركان المغربي، والذي انتصر ذهابًا في المغرب بهدف وحيد، وخسر بالنتيجة نفسها في إياب النهائي الأفريقي، ليلجأ الفريقان لركلات الحظّ التي ابتسمت للزمالك وأفرحت أكثر من 80 ألف متفرّج احتشدوا في استاد برج العرب بمدينة الإسكندرية.
لم يدر في خلد أحد أنّ الزمالك صاحب البداية الكارثيّة في دور المجموعات سيصل للمباراة النهائيّة من كأس الكونفدرالية، فالفريق المصري فشل في تحقيق الفوز بأوّل ثلاث جولات، هُزم في المباراة الأولى خارج الديار برباعية أمام غور ماهيا في كينيا، وفشل في تحقيق الانتصار بمصر على نصر حسين داي الجزائري، وفعل الأمر ذاته في أنغولا وتعادل مع فريقها بيترو أتلتيكو، وهنا أصبح الزمالك متذيّلًا للمجموعة الأخيرة، وهو بحاجة لانتفاضة جذرية تنتشله من مصير الإقصاء المبكّر، والذي كان قريبًا جدًا.
كسر الزمالك نحس المركز الثاني الذي لازم الكرة المصرية في 4 مناسبات بالسنوات الأخيرة، نال خلالها منتخب مصر وناديي الأهلي والزمالك وصافة كأس أمم أفريقيا ودوري أبطال أفريقيا
استطاع الزمالك في الجولة الرابعة من دور المجموعات أن يبدأ أولى خطواته في درب الانتصارات على حساب بيترو أتلتيكو الأنغولي بهدف، ثمّ ردّ في الجولة الخامسة على رباعيّة غور ماهيا الكيني السابقة بمثلها، ومع تعادله مع نصر حسين داي الجزائري في الجولة الأخيرة ضمن الزمالك صدارة المجموعة والتأهّل لدور الستة عشر برصيد 9 نقاط وبفارق نقطتين فقط عن صاحب المركز الرابع والأخير بترو الأنغولي، وفي ربع النهائي اصطدم الزمالك بحسنية أغادير المغربي، فنجح بالخروج سالمًا من المغرب بتعادل سلبي ذهابًا، وفي الإياب تفوّق أصحاب الأرض على المغاربة بهدف وحيد، فحجزوا مكانهم في دور نصف النهائي بمهمّة أصعب، ألا وهي تجاوز النجم الساحلي التونسي، وهنا استطاع الزمالك أن يكرّر ما فعله أمام حسنيّة أغادير، فاز في القاهرة بهدف وحيد، وخرج سالمًا من تونس بتعادل سلبي أهّله للنهائي الأسطوري، بعد أن كان الجميع يراهن على خروجه المبكّر من دور المجموعات، إثر البداية المتعثّرة في الجولات الثلاث الأولى.
اقرأ/ي أيضًا: نهائي دوري أبطال أفريقيا.. الترجّي يفرّط بفوز متاح والوداد يتشبّث بآماله
عندما وضعت القرعة فريق نهضة بركان مع اثنين من نفس البلاد بمجموعة واحدة، وهما الرجاء الرياضي وحسنية أغادير، لم يشكّك أحد في قدرة الرجاء على اكتساح جميع خصومه في المجموعة، وترك المركز الثاني المؤهّل لدور الثمانية كي تتصارع عليه نهضة بركان وحسنية أغادير وأوثو دويو الكونغولي المتواضع، لكنّ الصفعة الكبرى تلقّاها الرجاء، إثر فشله في الفوز بالجولات الخمس الأولى، ولم ينجح في تحقيق ذلك سوى في الجولة الأخيرة، وحينها كان الفريقان البركاني والأغاديري قد ضمنا التواجد في الدور التالي، في مجموعة تصدّرها نهضة بركان عن جدارة واستحقاق، كما واصل الفريق المغربي مغامرته في دور الثمانية وتخطى غور ماهيا الكيني بمجموع مباراتين بلغ 7-1، هذا الفريق الكيني الذي كبّد الزمالك الهزيمة برباعية وخسر بمثلها أمامه في دور المجموعات، لكنّ الاختبار الأصعب كان أمام الصفاقسي التونسي في الدور نصف النهائي، حيث خسر المغاربة ذهابًا بهدفين دون رد، وحقّقوا الريمونتادا إيابًا وبلغوا النهائي بعد الفوز 3-0.
أراد الزمالك أن ينهي فترة عمرها 17 عامًا لم يتوّج خلالها بأي لقب قارّي، فالفريق المصري الذي رفع كأس دوري أبطال أفريقيا 5 مرّات، خسر في آخر نهائي له أمام صن داونز عام 2016 ضمن دوري الأبطال، والفرصة سانحة هنا لكسر نحس المركز الثاني الذي لازم الكرة المصرية في آخر 3 سنوات، نال خلالها الزمالك وصافة بطولة أفريقيا عام 2016، تلاه الأهلي في عامي 2017و 2018 ونال المركز الثاني لنسختين متتاليتين من دوري أبطال أفريقيا، تخلّلها وصافة منتخب مصر لكأس أمم أفريقيا 2017على حساب الكاميرون.
اقرأ/ي أيضًا: هزيمة مدوّية للترجّي التونسي في كأس العالم للأندية
مع تفوّق الفريق المغربي ذهابًا بهدف وحيد أتى في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، كان لزامًا على لاعبي الزمالك البحث عن هدف مبكّر يعيد لهم الأفضليّة، أو على الأقلّ يمنح الثقة للاعبين المدعومين من 80 ألف متفرّج قد يتحوّلون لوسيلة ضغط هائلة، في حال استطاع الفريق المغربي أن يسجّل هدفًا، لأن الزمالك عليه حينها تسجيل 3 أهداف لحصد اللقب، وكانت أبرز محاولات الشوط الأوّل من نصيب أصحاب الأرض، عندما انفرد يوسف أوباما بالحارس المغربي وصوّبها من فوقه بعيدًا عن المرمى، في وقت شكّلت خلاله تحرّكات الضيوف مزيدًا من الخطورة على دفاعات الزمالك التي نجحت في إيقاف مفعولها، لكنّ الحال بقي على ما هو عليه حتّى بداية الشوط الثاني.
مع بداية النصف الثاني من المباراة النهائيّة، حصل لاعبو الزمالك على ركلة جزاء منحها إياهم حكم اللقاء بعد استعانته بتقنية الفار، حيث اتّضح لمس يد مدافع نهضة بركان للكرة، وهنا انبرى المدافع الزملكاوي محمود علاء للمهمّة، ونفّذ ركلة الجزاء بنجاح معلنًا تعديل كفّة المواجهة بين الذهاب والإياب، وبعد هذا الهدف ازداد الحذر بين الجانبين وشابت محاولات الطرفين قلّة التركيز والكثير من العصبيّة، وغابت الفرص الخطرة عن المباراة التي كان أبرز مشاهدها الختاميّة طرد اللاعب المغربي عمر النمساوي إثر ضربه المتعمّد لمحمود كهربا نجم الزمالك، ولم يؤثّر ذلك على توازن فرص اللعب بين الفريقين، لأن المباراة كانت في طريقها للنهاية، ولن يكون هنالك وقتين إضافيين، فاحتكم الطرفان لركلات الحظّ الترجيحية التي ابتسمت لأصحاب الأرض، وأنهت مغامرة الفريق المغربي الذي كسب احترام الجميع، فيما نال الزمالك كأس الاتحاد الأفريقي للمرّة الأولى في تاريخه، كما اعتبر المصريون ذلك فأل خير على الكرة المصرية التي تستعد لخوض غمار كأس أمم أفريقيا على ملاعبها، ولن يرضيها سوى الفوز بالكأس.
اقرأ/ي أيضًا: