تستعد السعودية لظهور جديد في المحفل الكروي العالمي، بعد أن نجح منتخب "الصقور الخضراء" في انتزاع إحدى بطاقات القارة الآسيوية الأربع المؤهلة إلى النسخة الاستثنائية التي تستضيفها جارتها قطر في نوفمبر القادم.
المنتخب السعودي سبق له أن شارك في 5 نهائيات عالمية كأكثر منتخب عربي آسيوي حضورا في كأس العالم، والتواجد في قطر 2022 سيكون السادس له في تاريخ البطولة والثاني على التوالي بعد مونديال روسيا 2018.
ومنذ تأهله الأول عام 1994 انقطع منتخب المملكة السعودية عن المشاركة في كأس العالم مرتين فقط في نسختي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، حيث تواجد في 4 نهائيات على التوالي (1994، 1998، 2002، 2006).
اجتهادٌ وتأهلٌ مستحق
استهل المنتخب السعودي مشواره في تصفيات كأس العالم من دور المجموعات الأول، حيث لم يخسر "الأخضر" أي مباراة، ونجح في التأهل إلى الدور الحاسم متفوقا على منتخبات أوزبكستان، وفلسطين، واليمن، وسنغافورة، بعدما جمع 20 نقطة من 6 انتصارات وتعادلين.
في التصفيات النهائية لعب المنتخب السعودي ضمن المجموعة الثانية إلى جانب نظرائه من اليابان وأستراليا وعمان والصين وفيتنام، في اختبار صعب على كتيبة المدرب الفرنسي هيرفي رينار التي كانت خارج الترشيحات بالنسبة لبعض المحللين اللذين توقعوا تأهل "الساموراي" و"الكنغر" مباشرة إلى النهائيات، لكنّ السعودية أنهت السعودية التصفيات في صدارة مجموعتها بـ 23 نقطة حصدتها من 7 انتصارات وتعادلين وهزيمة، سجلت خلال 10 مباريات 12 هدفا وتلقت 6 أهداف.
مشاركات "الأخضر" المونديالية
سجلت السعودية أول مشاركة لها في نهائيات كأس العالم عام 1994 في مونديال الولايات المتحدة الأمريكية، حينها وقعت في مجموعة قوية رفقة منتخبات قوية تفوقها خبرة وسمعة كروية هي، هولندا، وبلجيكا، والمغرب.
واجه منتخب السعودية في المباراة الافتتاحية نظيره الهولندي، وكما كان متوقعا انتصرت "الطواحين" بهدفين لواحد بعد أداء محترم من عناصر المنتخب الخليجي.
وأظهر المنتخب السعودي ثقة أكبر على أرض الملعب في ثاني مبارياته في دور المجموعات، وتمكن من حصد أول ثلاث نقاط له في تاريخه المونديالي عقب فوزه على شقيقه المغربي بهدفين لهدف.
وفي الجولة الختامية كان الانجاز الأبرز للكرة السعودية الذي تمثل في تحقيق انتصار تاريخي على منتخب بلجيكا بهدف رائع سجله سعيد العويران بعدما انطلق بالكرة من قبل دائرة نصف الملعب، وراوغ كل من في طريقه، ليسجل صنفه الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم. الفوز على بلجيكا جعل السعودية تتصدر ترتيب مجموعتها وتتأهل إلى دور الـ 16 لتلاقي السويد التي أنهت أجل قصص "الصقور الخضراء" في كأس العالم بفوزها في تلك المباراة بثلاثة أهداف لواحد.
وعقب هذا الانجاز، تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في ثلاث مناسبات متتالية، لكنه لم يترك أي بصمة تذكر إذ خرج من الدور الأول في جميع تلك المشاركات دون تحقيق أي انتصار. وغابت السعودية عن مونديالي 2010 و2014 لتعود للمشاركة في مونديال روسيا 2018 حيث أوقعتها القرعة في مجموعة واحدة إلى جانب الأوروغواي ومصر والبلد المستضيف.
المنتخب السعودي واجه نظيره الروسي في المباراة الافتتاحية وخسر بخماسية نظيفة، ثم سقط أمام أوروغواي بهدفٍ وحيد، قبل أن يُحقق الفوز على منتخب مصر بهدفين لواحد ويحصد ثلاث نقاط لم تكن كافية لتجاوز دور المجموعات.
مواجهات قوية
يخوض المنتخب السعودي نهائيات كأس العالم قطر 2022 في المجموعة الثالثة، رفقة منتخبات الأرجنتين المتوجة باللقب مرتين، والمكسيك صاحبة الحضور المتعدد في البطولة، وبولندا التي تمتلك عناصر قوية محترفة في كبرى أندية أوروبا.
تواجه السعودية في بداية مشوارها منتخب الأرجنتين، ثم تلعب أمام بولندا في الجولة الثانية، قبل أن تلتقي المكسيك في الجولة الختامية، حيث ستكون آمال جماهير "الأخضر" متعلقة بالخروج بأقل الخسائر أمام "التانغو" ومن بعدها تحقيق نتائج إيجابية قد تمكنها من الظفر بإحدى بطاقات العبور إلى دور الـ 16.
حلم تجاوز الدور الأول على الورق ليس بالمستحيل على كتيبة هيرفي رينارد، الذي دائما ما قدم منتخبات قوية صنعت المفاجآت في البطولات القارية، خصوصا وأنه يمتلك مجموعة من اللاعبين المتطورين على المستوى الفني يحترف أغلبهم في نادي الهلال بطل آسيا وبطل الدوري السعودي، والمتوج مؤخرا بكأس لوسيل على حساب نادي الزمالك.
وإذا ما تجاوز المنتخب السعودي عقدة البدايات، فإن إمكانيات لاعبين بقيمة ياسر الشهراني، ومحمد كنو، وسالم الدوسري، بالإضافة إلى الموهوب فراس البريكان، قادرة على صنع الفارق، خصوصا وأن "الأخضر" سيستفيد من القرب الجغرافي من مكان إقامة الحدث العالمي، وسيحظى بدعم جماهيري سعودي وعربي كبير قد يكون ميزة فارقة لصالحه.
وتبقى المهمة الأصعب للمنتخب السعودي هي إحكام الدفاع واستيعاب القدرات الهجومية القوية التي تميز المنافسين، مع وجود مهاجمين من طراز الرفيع أمثال ليونيل ميسي و لاوتارو مارتينيز في الأرجنتين، والهداف الفذ في منتخب بولندا روبرت ليفادوفسكي، وهيرفينغ لوزانو وخيسوس كورونا في المكسيك.
