احتفت الصحف الفرنسية والأوروبية الصادرة يوم الإثنين 8 آيار/مايو بفوز مرشح الوسط ايمانويل ماكرون الأحد في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة 66 في المئة وذلك على حساب منافسته من أقصى اليمين مارين لوبان. وهو فوز بقدر ما كان متوقعًا، بقدر ما أبهج الصحف الفرنسية والأوروبية بإبعاد شبح سقوط فرنسا في المعسكر اليميني المتطرف الذي يزداد نفوذه في أوروبا في السنوات الأخيرة. وهو ابتهاج رافقه حذر وترقب خاصة لدى الصحف الفرنسية، من حيث ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت، والتساؤل حول قدرة ماكرون على مواجهة التحديات الصعبة في السنوات الخمس المقبلة.
احتفت الصحف الفرنسية والأوروبية بفوز ماكرون باعتباره يبعد فرنسا عن شبح السقوط في معسكر اليمين المتطرف
اقرأ/ي أيضًا: كيف تؤثر "السوشيال ميديا" في الانتخابات الفرنسية؟
صحف فرنسا.. احتفاء وترّقب
صحيفة لوموند، المحسوبة على اليسار، اختارت أن تصدر صفحتها الرئيسية: "الامتناع، التصويت الأبيض، وتأجيل الأصوات، مفاتيح الدورة الثانية، حيث بلغت نسبة الامتناع عن التصويت 25 في المئة وهي النسبة الأعلى منذ قرابة 50 سنة في فرنسا، فيما بلغت نسبة الأصوات البيضاء والملغاة زهاء 4 ملايين صوت، فيما وصفت، من جانب آخر، "مهمة ماكرون القادمة بأنها "شاقة".
من جهتها، عنونت "لو فيغارو" صفحتها الرئيسية بعنوان "النصر السائر" في تشبيه بالحركة السياسية التي يقودها ماكرون "السير إلى الأمام"، فيما خصّصت افتتاحيتها حول الدور المفصلي للانتخابات التشريعية المنتظر عقدها في الشهر القادم، معتبرة أن دخول ماكرون للإيليزيه هو "فوز ظاهر" في انتظار انتخابات الشهر القادم.
"دين تجاه الشعب" هو عنوان افتتاحية "ليبيراسيون"، حيث احتفت الصحيفة بفوز ماكرون الذي اعتبرته نصرًا للجمهورية ضد "حزب اللاتسامح" حيث "أثبتت فرنسا عدم تسامحها مع أعداء الأجانب"، وأضافت الصحيفة "انتصرت بالنهاية فكرة الحرية، حيث أثبت التصويت أنه يمكن مقاومة صعود التيار الشعبوي". وقالت الصحيفة إن ثلثي الناخبين من إجمالي 65 في المئة من الأصوات، التي تحصل عليهم ماكرون، أرادوا التصويت لشخص آخر ولذلك فلهم "دين على ماكرون". وقالت إن التحدي الرئيسي للساكن الجديد للايلزيه هو "ملء الفجوة تدريجيًا بين فرنسا السعيدة وفرنسا الغاضبة".
تجمع الصحف الفرنسية أن للانتخابات التشريعية في الشهر القادم دور مفصلي في تحديد مستقبل ساكن الإيليزيه الجديد
كما احتفت بدورها "لو باريزيان" بفوز ماكرون بصورة له على صفحتها الرئيسية بعنوان "39 سنة، الرئيس".
أما صحيفة "لو مانيتي" الشيوعية فبقدر ما ابتهجت بهزيمة لوبان، فإنها استقبلت فوز ماكرون بتحذير عنوانه "معركة جديدة انطلقت" حيث كتبت الصحيفة المؤيدة لمرشح أقصى اليسار جون لوك ميلونشون "أقل حماية للأجراء، حريات أكثر للأعراف والمالية، الانتخابات التشريعية هي المرحلة الأولى لمواجهة السياسات الليبرالية المعلنة من الرئيس الجديد".
اقرأ/ي أيضًا: تصريحات ماكرون تفتح جرح الماضي بين فرنسا والجزائر
صحف أوروبا.. ابتهاج بفوز ماكرون الأوروبي
خصّصت صحيفة "لوسوار"، الأكثر انتشارًا في بلجيكا، 10 صفحات لتغطية فوز ماكرون الذي اعتبرت أنه "نجح في كل التحديات حتى الآن" خاصة وأنه استطاع زلزلة المشهد السياسي الفرنسي. وبينت الصحيفة، في افتتاحيتها، أنه على الرئيس الجديد الفوز بالانتخابات التشريعية كي لا يكون "عاجزًا وحبيسًا للرهانات الصغيرة للأحزاب السياسية".
من جهتها، حيّت الصحيفة البلجيكية الأخرى "لا ليبر" ما سمّته "المؤشر الإيجابي جدًا من الفرنسيين لأوروبا والعالم". حيث كتبت الصحيفة "اختيار رئيس يبلغ 39 عامًا، هو ابن الجمهورية، ويرمز للصعود، وهو يناصر أوروبا قوية، بذلك أدار الفرنسيون ظهرهم للتشاؤم والجمود".
أما صحيفة "ذي إنديبندنت" البريطانية، فاحتفت بفوز ماكرون وكتبت أنه "هزم لوبان والثورة الشعبوية" مشيرة إلى تصريحه أنه سيجعل المفاوضات مع بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي صعبة.
فيما نشرت "ذا غارديان" تحليلًا وصفت فيه ماكرون أنه "ليبرالي" اقتصاديًا واعتبرت أنه "يناصر التسامح ويرفض الانقسام". واعتبرت أنه نظرًا لمنافسته لوبان، ففوز ماكرون ليس مفاجئًا لأن "الفرنسيين دائمًا ما ينظرون لأنفسهم بأنهم سبّاقون في إعلاء مفهوم الاختلاف". واعتبرت أن صعوده يشبه صعود توني بلير عبر "الطريق الثالث".
بدورها، احتفت "لا ريبوبليكا" الإيطالية بفوز ماكرون واعتبرت أنه "نشر تفاؤل"، مبينة أن انتخابه "يلزمنا أن نتحلى بالشجاعة لاقتراح رؤية مختلفة"، داعية اليسار الإيطالي للاعتبار من ذلك.
فيما اعتبرت صحيفة "ألموندو" الإسبانية أن صعود ماكرون هو "لتسريع التغيير في فرنسا"، ووصفته أنه "ليبرالي ومناصر لأوروبا". واعتبرت أن إلقاء ماكرون لخطاب النصر مع سمفونية "أنشودة الفرح" لبيتهوفن والنشيد الأوروبي يكشفان عن مدى التزامه تجاه أوروبا.
اقرأ/ي أيضًا: