فرضت المدارس الابتدائية والمتوسطة في الصين حظرًا على استخدام الهواتف المحمولة في الصفوف الدراسية، وذلك ضمن حملة رسمية واسعة لحماية الطلاب من إدمان الإنترنت وألعاب الفيديو، ومن أجل حماية البصر، وإتاحة المزيد من التركيز لدى الأطفال، والعمل على تحسين القدرات التواصلية بين الأطفال.
تبرر السلطات الصينية قرار حظر الهواتف المحمولة في المدارس بالحفاظ على صحة وسلامة الأطفال، في الوقت الذي تزيد فيه السيطرة الحكومية على استخدام الإنترنت والسوشيال ميديا بالمجمل
ووفقًا لتعميم وزارة التربية والتعليم بشأن الهواتف المحمولة في الحرم المدرسي، فإنه لم يعد يسمح لطلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة إحضار الهواتف المحمولة إلى الصفوف الدراسية. ويهدف هذا الإجراء إلى تعزيز وضمان تربية صحية للأطفال، كما جاء في تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية. وكانت مواقع إخبارية صينية ذكرت أن نقاشات ساخنة حصلت حول إمكانية وفعالية تطبيق هكذا قانون عبر السوشيال ميديا وداخل الأطر المدرسية ولجان الأهل.
اقرأ/ي أيضًا: بايدن في موقف حرج بين الجماعات البيئية والاتحادات العمالية بسبب خط نفط كيستون
كما ذكرت وزارة التربية والتعليم الصينية أنه إذا كان هناك ضرورة لدى الطلاب لإحضار هواتف محمولة إلى المدرسة، فيجب عليهم تقديم طلب خاص إلى إدارة المدرسة والحصول على موافقة خطية من الأهل. وبعد الموافقة على الطلب، يجب على الطلاب تسليم هواتفهم المحمولة إلى الإدارة المدرسية المعنية عند وصولهم إلى المدرسة. وسيتم الاحتفاظ بهذه الهواتف في مكاتب الإدارة ولن يسمح أبدًا بإدخالها إلى صفوف الدراسة، ومن ثم استعادة الهواتف بعد انتهاء الدوام المدرسي. وستضع المدارس تدابير أخرى لتلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل في الاتصال بالوالدين عبر الهواتف أثناء وجودهم في الحرم المدرسي، بحسب ما ذكر موقع تريبيون إنديا.
فيما تتجه بكين اليوم نحو المزيد من فرض السيطرة على السوشيال ميديا مبررة ذلك بالقلق حول صحة الأطفال والشباب والتأثيرات الناتجة عن الاستهلاك المفرط للإنترنت. فالغالبية العظمى من الأطفال والمراهقين في الصين يتصلون بشبكة الإنترنت عبر هواتفهم الذكية ممن تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وفقًا لمركز معلومات شبكة الإنترنت الصيني التابع للحكومة.
ومنذ عام 2018 وضعت السلطات الصينية خططًا لتنظيم استهلاك ألعاب الفيديو بسبب مخاوف من إلحاق الضرر بالقدرات البصرية وبالصحة العقلية عند الأطفال والمراهقين. وفي عام 2019 تم تحديد المدة المسموح بها لمن هم دون 18 سنة باستهلاك ألعاب الفيديو حيث تم السماح بـ90 دقيقة فقط خلال أيام الأسبوع، وبـ3 ساعات في نهاية الأسبوع والعطلات والأعياد.
وفي تصويت عن بعد لحوالي 27 ألف شخص، أجابت الغالبية أنه لا حاجة إلى مثل هذه الإجراءات الصارمة، وأشار البعض إلى أن الأطفال سيعوضون حرمانهم من الهواتف في المدرسة، حين يعودون إلى منازلهم وتمضية أوقات أكثر بعيدًا عن الرقابة. وقد ظهرت انتقادات عديدة لقرار سابق بمنع إعطاء الفروض والمهمات المدرسية عبر الهاتف.
تجارب شبيهة بالحظر الصيني
قامت فرنسا في العام 2018، بإقرار قانون يمنع بموجبه الطلاب ما دون 15 سنة في المدارس الابتدائية والمتوسطة من إدخال هواتفهم إلى الصفوف الدراسية، إضافة لمنع إظهار الهواتف في حرم المدارس والملاعب وضمن أوقات الاستراحة، مستثنيًا الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
سبقت فرنسا الصين في إصدار قانون خاص بمنع الهواتف المحمولة في الصفوف الدراسية سنة 2018
وقدرت السلطات الفرنسية أن أكثر من 90% من الأطفال الفرنسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا لديهم هاتف محمول بحوزتهم. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من مؤيدي هذا القانون وغرد على تويتر في حينها وقال: "لقد تم اعتماد الحظر العام على الهواتف المحمولة في المدارس والثانويات بشكل نهائي من قبل الجمعية الوطنية اليوم. وتمت المصادقة على هذا الالتزام".
اقرا/ي أيضًا: زارا محمد.. أول امرأة منتخبة لقيادة المجلس الإسلامي البريطاني
في إحصاء في بريطانيا تبين أن أقل من 50% من الآباء يرفضون فكرة منع الهواتف من قبل المدارس. وعلق أحد الأساتذة على ذلك بالقول أن "الأساتذة قد يصرفون وقتًا وجهدًا في محاولة منع استخدام الهواتف من قبل الطلاب ومعاقبتهم، بدل القيام بتعليم الأطفال في هذا الوقت المهدور".
أما في ألمانيا، وتحديدًا في ولاية بافاريا، فتم اتخاذ نفس الخطوة وحظر استخدام الهاتف المحمول داخل المدارس. بينما اعتبرت بعض الأحزاب الألمانية أن القانون لا يلائم العصر، فيما أعرب المجلس الاتحادي لأولياء الأمور في ألمانيا عن أن الهواتف المحمولة غير مرغوبة في المدارس، إلا أنه رفض في الوقت ذاته فرض حظر عام على استخدامها، ولم يعمم القانون في ألمانيا رغم عدة توصيات من جهات حكومية بمثل هذا الإجراء. وحسب تقرير لموقع إذاعة صوت ألمانيا فقد سبق لاتحاد المعلمين أن دعا لحظر الهواتف المحمولة في المدارس.
يشار إلى أن هناك إجماع عام في الأوساط المختصة بالصحة والصحة النفسية للأطفال عن تسبب الهاتف باضطرابات عقلية ومشاكل نفسية عديدة، إذ تسبب الموجات المغناطيسية التوتر والانفعال لدى الأطفال والمراهقين. إضافة إلى مشاكل في السمع وقدرات الذاكرة والتركيز، إلى جانب الاضطرابات العصبية.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف قامت عائلة سام غودوين باستعادة ابنها من سجون نظام الأسد؟