مثلما نجّى الأنبياء، وبرجاء وأمل الضعفاء، تطلق قلوب عائلة الطفل ريان (5 أعوام) دعوات بأن ينجّي الله ولدها العالق منذ ثلاثة أيام في بئر جافة بعمق 32 مترًا، بقرية قرب مدينة شفشاون المغربية، لا سيما وأن عملية الإنقاذ محفوفة بمخاطر انجراف التربة، نظرًا لعمل الجهات المختصة على حفر بئر موازية ومنفذ أفقي يربط بين البئرين، للوصول إلى الطفل.
بحسب المعلومات المتداولة، كانت هناك محاولة لإنقاذ الطفل عبر نزول أحد رجال الدفاع المدني إلى عمق البئر، لكن ضيق حفرته حالت دون الوصول إلى القاع
وبحسب المعلومات المتداولة، كانت هناك محاولة لإنقاذ الطفل عبر نزول أحد رجال الدفاع المدني إلى عمق البئر، لكن ضيق حفرته حالت دون الوصول إلى القاع.
وذكرت قناة فرانس 24، أن أعمال الحفر الموزاية للبئر وصلت إلى عمق 28 مترًا حتى صباح اليوم الجمعة وبلغت مرحلة "حساسة"، كما تمكنت فرق الإغاثة من إيصال الماء والأكسجين عبر أنابيب إلى الطفل، فيما يكشف مقطع مصور التقط بكاميرا وصلت إلى مكان ريان، بقاء الطفل على الحياة، وهو ما أشعل الأمل والرجاء بقلوب ملايين العرب بنجاة ريان.
وتلقى حادثة سقوط الطفل ريان تفاعلًا عربيًا ضخمًا ما يزال مستمرًا إلى اللحظة، بتعاطف وأمل كبيرين أن ينجو الطفل ذو الخمسة أعوام، كما نجى النبي يوسف من قاع البئر، والنبي يونس من بطن الحوت.
وتفاعل العرب مع حالة ريان عبر وسمي #الطفل_ريان و#انقذوا_ريان بآلاف التغريدات، فكتب الشيخ نبيل العوضي عبر حسابه في تويتر، "أسأل الله أن يحفظ ريان ويعيده إلى أهله سالمًا ويقر أعين أهله به"، وعلى غرار تغريدته دعا شيوخ كثر لنجاة الطفل العالق.
من جهته، غرّد الإعلامي المصري يوسف حسين المعروف بـ"جو" قائلًا: "بقاله خمسين ساعة متواصلة متحمل الألم و العطش و الجوع مع البرد والخوف وقلة الأكسجين .. والجهود مازالت مستمره لإنقاذه"، داعيًا بعودة ريان إلى والديه سالمًا.
الإعلامي الفلسطيني محمد أبو عبيد تضامن أيضًا مع حالة ريان، وغرّد "اللهم...ردّه -كما يوسفَ- إلى أمه وأبيه كي تقر عيناهما، ويطمئن قلباهما، وتنفرج أنفاسهما، فأنفاسنا جميعا مقبوضة في البئر مع ريان".
بدوره، شارك الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لويس بوينو عبر وسم أنقذوا ريان، وكتب "أفكارنا ودعواتنا مع أهل المغرب، بينما تستمر عملية إنقاذ الطفل ريان ٥٠ ساعة متوصلة في البئر، آمل أن ينجحوا في إخراجه".
وضمن التفاعلات عبر وسم أنقذوا ريان، جاءت تغريدة للكاتب أحمد عوض، مرفقة بفيديو لطفل أراد إنقاذ ريان، متحدثًا بحرقة وشجاعة الأطفال عن رغبته بذلك.
الناشط حمدي جبر دعا الطفل العالق إلى المقاومة والتشبّث بالحياة، من أجل والدة ريان وكل المتعطشين والمتأملين بنجاته.
وأشار الإعلامي المصري هيثم أبو خليل عبر تغريدة له إلى حال الأطفال في سوريا واليمن، الذين يُقتلون باستمرار على مرأى ومباركة الحكام العرب والعالم بأكمله، مؤكدًا صلاح ونقاء بذرة الشعوب العربية التي تعاطفت مع الطفل ريان.
وعطفًا على ذلك، يغرّد الكاتب والمهندس المعماري محمد شكري، بأنه يعرف هذا النوع من الألم، بأن يكونوا الأطفال تحت الركام والحجر، حال أطفال فلسطين، مظهرًا تضامنه مع أهالي المغرب وأهل ريان.
من جانبه، اعتبر الكاتب والناشط السياسي أدهم أبو سلمية أن وسم #انقذوا_ريان "أسقط كل الحدود المصطنعة بين الشعوب، وتجاوز كل الايدولوجيات السياسية والدينية والمذهبية، وجعل القلوب مُعلقة بخبر طفل سقط في حفرة في أقصى المغرب العربي"، مضيفًا أن لسان حال ريان يقول: "حسبي من الحياة أني وحدت قلوبكم، بعد أن عميت عيونكم عن حقيقة أنكم أمة واحدة، قوتها بوحدتها".
ويستمر التعاطف والتضامن مع الطفل ريان والدعوات بخروجه سالمًا، فيما نذر البعض منح الأموال في حال خروج ريان من حفرته وهو على قيد الحياة احتفالًا به.
وتنتظر طائرة مروحية طبية وضعت رهن الإشارة في مكان حادث سقوط ريان، لتقديم الإسعافات ونقله إلى أقرب مستشفى حال إخراجه من البئر، وفقًا لموقع "le site info".
اقرأ/ي أيضًا:
فيلم "يوم الفداء".. جدل جزائري – مغربي متجدد
بلومبيرغ: تاريخ أكبر الخسارات في أسواق الأسهم الأمريكية