01-فبراير-2019

قطر تتغلّب على اليابان وتظفر بكأس آسيا 2019(Getty)

أهدت قطر العرب كأس آسيا للمرّة الأولى في تاريخها بعد فوزها في المباراة النهائيّة على اليابان بثلاثة أهداف لواحد، فختمت بذلك البطولة القارّية بأرقام مرعبة تجلّت بتحقيق الفوز على خصومها كافّة، برصيد تهديفي كبير قوامه 19 هدفًا مقابل هدف وحيد دخل مرماهم في المباراة النّهائيّة، كما ذاقت اليابان الخسارة الأولى بنهائي كأس آسيا، والذي لعبت فيه 4 مرّات توّجت فيها جميعًا، زرعت قطر قبل سنوات عديدة جيلّا يشرّفها في كأس العالم 2022، فنالت حصاده مبكّرًا ببطولة آسيا على الأراضي الإماراتيّة 2019

توّج المعزّ علي هدّافًا للبطولة برصيد 9 أهداف، وهو رقم قياسي لأكثر عدد من الأهداف في بطولة واحدة

مواجهة قطر مع اليابان بغضّ النظر عن  مجريات البطولة الحالية تميل بدرجة واضحة للفريق الياباني، كيف لا وهو حامل الرقم القياسي لعدد مرّات التتويج باللقب الآسيوي بأربع مرّات، ولكنّ مواجهة نهائي كأس آسيا 2019، مختلفّة عن غيرها، لأن قطر أبهرت جميع المتابعين بعروضها الرائعة، بجيل ذهبي يقوده حسن الهيدوس استطاع العنّابي أن يتغلّب على خصومه كافّة، ولم يستطع أحدٌ أن يهزّ شباكه، وكان الأقوى في خطّه الهجومي بالبطولة برصيد 16 هدفًا كان نصيب نصفها لهدّاف البطولة المعز علي، وآخر ضحايا العنّابي كان صاحب الأرض فريق الإمارات، عندما تعرّض لهزيمة قاسية في الدور نصف النهائي برباعيّة نظيفة.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تزلزل الإمارات برباعيّة في عقر دارها.. وتبلغ نهائي كأس آسيا

وعلى هذا الأساس تتفوّق قطر بالأرقام على اليابان، لكنّ الأخيرة تعوّل على خبرتها في البطولة، وخير دليل على ذلك مواجهتها مع إيران في نصف النهائي، والتي تفوّقت رقميّاً على الساموراي، لكنّ الكلمة الأخيرة كانت لليابان، كما لم تخسر اليابان في تاريخ نهائي البطولة على الإطلاق، فلعبت بالمباراة النهائيّة 4 مرّات انتصرت بها جميعًا.

دخلت اليابان المباراة بنيّة واضحة، ألا وهي إنهاء أسطورة عذريّة الشباك القطريّة عبر هدف مبكّر قد يربك حسابات المدرّب فليكس سانشيز، لكنّ الأخير كان أدهى من ذلك بكثير، إذ كانت تعليماته واضحة بالتزام اللاعبين خطوطهم الخلفيّة من أجل كبح جماح اليابانيين، فالصبر وحده هو مفتاح الانتصار في مباريات كهذه، وبعد أن مرّت الدقائق الأولى بسلام تقدّم القطريون نحو الأمام بشكل مدروس، فلم يتركوا خلفهم شواغر يستلّ منها مهاجمو بطل آسيا 4 مرّات، قبل أن تفتتح قطر النتيجة بطريقة أكثر من رائعة، عندما استلم المعز علي كرة جميلة من أكرم عفيف، ووضعها في المرمى الياباني بطريقة مقصّية لا يفعلها سوى الكبار، وأمام من؟، أمام المنتخب الياباني في أهم مباراة بتاريخ منتخب قطر، هدفٌ هو التاسع للمعز علي في البطولة، ليتربّع المعزّ على عرش هدّافي بطولة آسيا في نسخة واحدة.

هدف قطر المبكّر في الدقيقة 12 أربك اليابانيين كثيرًا وكاد المعزّ أن يعزّز تقدّم بلاده بهدف ثان بعد الأوّل بلحظات، لكنّ المدافع مايا يوشيدا أنقذ مرماه ببراعة، حاول اليابانيون تعديل النتيجة لكنّ استحواذهم النسبي على الكرة لم يضمن لهم فرصًا محقّقة، فهم أمام فريق يلعب بنضج تكتيكي واضح، وبعد مرور ربع ساعة على الهدف الأوّل استلم عبد العزيز حاتم كرة من أكرم عفيف، وأودعها من خارج منطقة الجزاء داخل المرمى الياباني، هدفٌ ينافس الهدف الأوّل كأحد أجمل أهداف البطولة، وكادت قطر أن تعزّز بهدف ثالث لكنّ تصويبة حسن الهيدوس ارتطمت بالقائم الأيمن للحارس الياباني شويتشي جوندا، وبتفوّق قطري بهدفين دون رد انتهى الشوط الأوّل.

اقرأ/ي أيضًا: بشباك نظيفة.. العنّابي يكمل عقد المتأهّلين إلى ربع نهائي كأس آسيا

على اليابان أن تقلب تأخّرها بهدفين في الشوط الثاني، وهم أمر لم يحدث معها سابقًا في البطولة، لذلك سيكون الحلّ الوحد تسجيل هدف مبكّر يعيد الساموراي مبكّرًا، هذه المعادلة ليست غريبة على مدرّب العنّابي، لذلك بدأ الشوط الثاني بتنظيم دفاعي محكم، ولم تنجح ركلات اليابان الركنيّة في إحداث الفارق، وأبدع خوخي بوعلام ورفاقه في قطع كلّ الكرات عن المهاجمين، ومع مرور عشر دقائق على بداية الشوط الثاني شنّ أكرم عفيف هجمة مرتدّة سريعة، ومنح زميله عبد العزيز حاتم كرة على طبق من ذهب، لكنّ الأخير أهدرها بغرابة فوق مرمى جوندا، قبل أن يتلقّى الدفاع القطري ضربة قاسية بإصابة أبرز نجومه خوخي بوعلام بعد احتكاك مع مايا يوشيدا، فاضطر سانشيز لتبديله وإدخال سالم الهاجري بدلّا عنه، تماسك الدفاع القطري أمام هجمات اليابان بعد غياب صخرته الأبرز، لكنّه استسلم أمام تاكومي مينامينو، والذي جعل من نفسه أوّل لاعب ينجح في هزّ شباك الحارس سعد الشيب بالدقيقة 69.

عادت الروح للساموراي، وسيطروا على المباراة من بابها لمحرابها، فارتأى مدرّب العنّابي أن يخرج القائد حسن الهيدوس من الملعب ويدخل بدلًا عنه كريم بوضياف في تبديل دفاعي واضح، ومع توالي الهجمات اليابانيّة دافع القطريّون ببسالة شديدة ولجأوا للهجمات المرتدّة، ومن إحداها قاد صاحب أكثر عدد من التمريرات الحاسمة بتاريخ البطولة "10 تمريرات حاسمة" هجمة مرتدّة ومرّر الكرة إلى عبد العزيز حاتم، فصوّبها من بعيد خطرة تحوّلت إلى ركلة ركنيّة، ومن هذه الركلة حازت قطر على ضربة جزاء إثر لمسة يد من المدافع الياباني أعلنها الحكم الأوزبكي رافشان إيرماتوف بعد استعانته بتقنيّة الفار، نفّذها بنجاح أكرم عفيف في الدقيقة 83، ليطلق على اليابانيين رصاصة الرحمة.

اقرأ/ي أيضًا:

قطر تتفوّق على السعودية في القمّة الآسيوية ولبنان يودّع البطولة

سدّ إيران الدفاعي ينهار فوق رؤوس أصحابه.. اليابان إلى نهائي كأس آسيا