تصدرت مشاهد الاعتداءات العنصرية على السوريين والعرب القادمة تركيا، مواقع التواصل الاجتماعي، مع تحولها إلى حملة عنصرية كبيرة، تغذيها أطراف سياسية قومية، ووسائل إعلام، من خلال خطاب كراهية يشجع على الممارسة العنصرية، التي تستهدف العرب.
وكانت جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس رجب طيب أردوغان، قد شهدت حضورًا قويًا للخطاب المعادي للأجانب خاصةً اللاجئين السوريين، من قبل المعارضة التركية التي حاولت استمالة الأوساط القومية إلى صفوفها بهذا الخطاب.
ومؤخرًا انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من المقاطع المصورة التي توثق حوادث اعتداء قام بها أتراك ضد سياح وزوار عرب في تركيا.
تترافق هذه الاعتداءات مع تحريض عنصري واسع من قبل المعارضة التركية
تترافق هذه الاعتداءات مع تحريض عنصري واسع من قبل المعارضة التركية، وأخرى رسمية، مثل تصريحات وزير الداخلية الحالي، علي يرلي قايا، حول أعداد المهاجرين، وخطط ترحيلهم.
وساهم الخطاب العنصري لزعيم حزب الظفر القومي أوميت أوزداغ، في زيادة الاحتقان في الشارع التركي ضد الأجانب، وتحولت إلى حوادث اعتداء متكررة، كان آخرها، حادثة الاعتداء على السائح الكويتي في ولاية طرابزون، التي حظيت بتفاعل واسع، على وسائل التواصل الاجتماعي، وصل إلى حد المطالبة بمقاطعة تركيا.
تحرك السلطات التركية
في مقابل ذلك، تحركت السلطات التركية مؤخرًا في محاولة لكبح تنامي موجة العنصرية، وكشف وزير العدل التركي يلماز تونتش، في حديث لقناة "Haber7" التركية، عن قوانين جديدة تم تجهيزها "للحرب على العنصرية"، ويتم العمل حاليًا مع المدعين العامين الذين يقومون بفتح "تحقيقات بشأن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص على مواقع التواصل، ثم ستتحول هذه التحقيقات لدعوات قضائية ضد هؤلاء في المحاكم".
في حين، حذر كبير مستشاري الرئيس التركي، أوكتاي سارال، من أن خطابات حزب الظفر القومي المتطرف التي تؤدي إلى سلوكيات عنصرية في تركيا، ستكون لها عواقب اقتصادية.
وفي منشور على منصة "إكس"، كتب سارال، أن الخطاب العنصري لزعيم حزب الظفر القومي أوميت أوزداغ يزرع الكراهية في المجتمع التركي، مشيرًا إلى حادثة الاعتداء على السائح العربي من الجنسية الكويتية في ولاية طرابزون.
وأضاف سارال، أن "حوادث الاعتداء العنصرية لا تتوافق مع قيم التسامح والأخوة التي تعرفها طرابزون"، مؤكدًا أن "أتباع أوزداغ يهددون بجر تركيا إلى حرب أهلية، وأصبحوا مشكلة أمن قومي".
حملة اعتقالات
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، أن أجهزة الأمن التركية، اعتقلت 27 شخصًا مشتبهًا فيهم، على علاقة بإدارة حسابات ومواقع متهمة ببث "خطابات الكراهية والعنصرية" على منصات التواصل الاجتماعي. في عمليات نُفذت في 14 ولاية تركية.
وأوضح الوزير التركي، أن هؤلاء المعتقلين "حرّضوا الجمهور بشكل علني على الكراهية والعداء".
ونقلت وكالة "الأناضول" عن بيان أصدره مكتب المدعي العام في أنقرة، قوله، إن "خطابات الكراهية المستخدمة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، جرت مشاركتها لتحريض الناس على الكراهية والعداء، عبر نشر معلومات مضللة".
حذر كبير مستشاري الرئيس التركي، أوكتاي سارال، من أن خطابات حزب الظفر القومي المتطرف التي تؤدي إلى سلوكيات عنصرية في تركيا، ستكون لها عواقب اقتصادية
وأضاف النائب العام، أن "تحقيقًا فُتح ضد المشتبه فيهم وفق قانون العقوبات رقم 5237، حيث صدرت أوامر الاحتجاز في عدة مدن في تركيا، فيما أصدِرَت أحكام بحق 27 مشتبهًا فيهم"، مؤكدًا تواصل عمليات التحقيق مع مشتبه فيهم.
وكشفت مصادر إعلامية تركية، أن من بين المعتقلين مدير موقع "Aykırı" المعارض، باتوهان جولاق، المعروف بمواقفه العنصرية ضد العرب واللاجئين السوريين، بالإضافة لمحررة في صحيفة "مخابير" تدعى سهى تشارداكلي، وصاحب حساب "Haber Report" على منصة "إكس" .
وأشار صحفيون، إلى أن حادثة الاعتداء على السائح الكويتي في طرابزون ربما كانت وراء اعتقال جولاق، الذي انتقد إجراءات الحكومة التركية، وتقديمها الاعتذار للكويت.
