28-أكتوبر-2024
نهر العاصي

أعاق الاحتلال عبور النازحين بتدميره لجسر فوق نهر العاصي (أسوشيتد برس)

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، ما خلّف مئات الشهداء والجرحى، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين قسرًا من منازلهم، خصوصًا في جنوبي لبنان، ما أسفر عن اكتظاظ النازحين باتجاه الحدود السورية، التي تمثل المنفذ الحدودي البري الوحيد مع لبنان.

وأثرت الغارات الإسرائيلية المتتالية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان بشكل كبير على حركة اللاجئين، إذ تبلغ الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان 375 كيلومترًا، ومع ذلك لم يتبقَ سوى ثلاثة معابر عاملة بين البلدين.

ففي أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، تسببت غارة جوية إسرائيلية في إغلاق معبر مطربا الحدودي، تلتها ضربة أخرى على معبر المصنع الرئيسي بين البلدين، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة. وكانت آخر ضربات الاحتلال باستهداف معبر القاع، الذي يرتبط بمعبر جوسيه على الجانب السوري، يوم الجمعة الماضي.

تزعم قوات الاحتلال أن قوات "حزب الله" تستخدم المعابر لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية من سوريا إلى لبنان، لكن المسؤولين الأمميين يرون أن إغلاق المعابر أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية

هذا الاستهداف المتواصل من قوات الاحتلال أدى إلى صعوبات كبيرة يعانيها النازحون للوصول إلى الأراضي السورية، فقد عبرت مجموعة من اللاجئين الفارين من لبنان إلى سوريا جسرًا مؤقتًا ضيقًا في منطقة القصير بمحافظة حمص السورية، بعد أن تم تعطيل المعبر الحدودي الرسمي بسبب ضربة إسرائيلية قبل يومين.

وتزعم قوات الاحتلال أن عناصر "حزب الله" يستخدمون المعابر لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية من سوريا إلى لبنان، لكن المسؤولين الأمميين يرون أن إغلاق المعابر أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث أغلق الطريق أمام الإمدادات الأساسية، مما أعاق وصول الفارين إلى بر الأمان.

وقد استعرضت وكالة "أسوشيتد برس" شهادات لبعض النازحين الذين عانوا الأمرين قبل الوصول إلى الأراضي السورية، ومنهم غصون مبارك، التي فرت من مدينة بعلبك شرقي لبنان، برفقة أطفالها الثلاثة، ووصفت الوضع بالمأساوي، حيث اضطرت إلى مغادرة بعلبك بسبب قصف منزلها من قوات الاحتلال.

ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن حوالي 430 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، منذ بداية العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على لبنان.

ووصفت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، رولا أمين، الأضرار التي لحقت بالمعابر بأنها "شريان حياة رئيسي للأشخاص الفارين من الصراع"، في حين أكد أحد النازحين لوكالة "أسوشيتد برس" أن الوضع على الطريق تحسن في الآونة الأخيرة، لكن التفجيرات السابقة أعاقت حركة المواطنين.

وقد أدت هذه الضربات الإسرائيلية إلى تدمير جسر فوق نهر العاصي، مما عطل الحركة بين المناطق الزراعية الحيوية، حيث تبلغ كلفة إعادة بناء الجسر قرابة 35 مليار ليرة سورية (حوالي 2.5 مليون دولار) وفقًا لتصريحات رسمية.

كذلك، أدى القصف الإسرائيلي إلى اضطرار القرويين في ريف حمص للسير 10 كيلومترات إضافية للوصول إلى المدينة، ما يعكس مدى الضرر الذي خلفه قصف الجسر فوق نهر العاصي. وقد وصف يحيى أبو يوسف، للوكالة، الضربة الإسرائيلية بأنها "غير إنسانية"، وذكر أبو يوسف، الذي يعيش بالقرب من الجسر المتضرر، أن هناك إصابات بين الأطفال والماشية.