1552 حالة انتهاك في حق 761 طالبًا، تم القبض عليهم خلال العام الدراسي الماضي و523 جزاءً تأديبيًا أصدرته إدارات الجامعات المصرية ضد الطلبة دون المثول أمام مجالس تأديبية عادلة ومنصفة، بالإضافة إلى إحالة 89 طالبًا وطالبة إلى القضاء العسكري طبقًا لقانون حماية المنشآت، بجانب 176 انتهاكًا بين اقتحام جامعات، وإتلاف ممتلكات، واحتجاز إداري، وتعد بالضرب، وفض تظاهرات، ومنع فعاليات سياسية، ومنع دخول الجامعة وتهديد إداري، هكذا رصدت مؤسسة "حرية الفكر والتعبير" الانتهاكات التي تمت في حق طلبة الجامعات المصرية على مدار العام الماضي، إذ أصدرت المؤسسة تقريرًا تحليليًا قدمت فيه ما رصدته من انتهاكات وتخوفاتها من العام الجديد، تحت عنوان "الجامعة تحت الحصار".
وفي الوقت الذي يستعد فيه طلبة الجامعات لاستقبال عامهم الجديد، بدأت القوى الطلابية تحضيراتها، إذ أصدرت 8 من الحركات الطلابية بيانًا مشتركًا تحت عنوان "ضد حظر أي تظاهرات في الجامعات"، بهدف رفض قرار المجلس الأعلى للجامعات القاضي بحظر الأنشطة السياسية والتظاهرات داخل الجامعات. وكان المجلس الأعلى للجامعات في مصر منع تنظيم أي تظاهرات داخل الجامعات لأسباب سياسية وأكد ضرورة الحصول على إذن مُسبق من رؤساء الجامعات قبل التظاهر.
أصدرت 8 من الحركات الطلابية بيانًا مشتركًا تحت عنوان "ضد حظر أي تظاهرات في الجامعات"
هذا وقد أكدت القوى الطلابية أن تصريحات المجلس الأعلى للجامعات "تثير المخاوف من استمرار النظام في تفصيل قوانين وقرارات لتوفير غطاء قانوني ودعائي لعملية الإحكام والتضييق على الحركة الطلابية"، ولإخراجها عنوة من ساحة الصراع المحتدم في المجتمع بين قوى الحفاظ على ما تبقى من مكتسبات الثورة وقوى الثورة المضادة.
على الجانب الآخر، يرفع "طلاب ضد الإنقلاب" شعار "جيل بيتحرر"، وأعلنت الحركة عبر صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي أن "الحملة هي استمرار للحراك الطلابي المتصاعد داخل الجامعات المصرية"، والتي شهدت على مدار العامين الماضيين عدة موجات ثورية طلابية غاضبة، من بينها "راجعين والبشوات فاهمين" و"رجعوا التلامذة" و"ثورة حرم". فيما دعت الحركة الطلبة الجدد في الجامعات إلى "الالتحام في صفوف النضال الثوري الطلابي ومعرفة حقوقهم وواجباتهم داخل أسوار الجامعة"، معبّرين عن ذلك بعبارة "جوّه الجامعة..ما تسيبش حد يغفلك أو يقودك..الجامعة ميدانك"، واصفين إياهم بأنهم "الجيل الجديد الذي سيصنع التغيير".
اقرأ/ي أيضًا: تلاميذ وطلبة مصر..أي عودة؟
ويقول محمد مصطفى، الباحث فى ملف الحقوق والحريات للشأن الطلابي بالمفوضية المصرية، إن "العام الدراسي الماضي قد شهد عددًا من الانتهاكات فى حق طلبة الجامعات، وصلت حد القتل العمد داخل الحرم الجامعي". ويضيف: "هناك تخوفات من استمرار الانتهاكات في العام الدراسي الجديد وربما تشتد حدة إذ أنه من المقرر إجراء انتخابات الإتحادات هذا العام".
شهد العام الماضي عددًا من الانتهاكات في حق طلبة الجامعات وصلت حد القتل العمد داخل الحرم الجامعي
ومن المنتظر أن تتصدر المشهد الطلابي هذا العام عديد المطالب كالحق في التعليم المجاني واستقلال الجامعات وغيرها. وفي سياق متصل، يشير مهاب سعيد، حقوقي مهتم بالشأن الطلابي بمؤسسة حرية الفكر والتعبير، "إلى تسجيل حالات فصل تعسفي، قامت بها إدارة الجامعات في العام الدراسي الماضي، واستهدفت من خلالها عددًا من الطلبة الناشطين بالحركات الطلابية، هذا بجانب الانتهاكات التي قامت بها قوات الأمن ووصلت حد القتل داخل الحرم والخطف من داخل اللجان والتصفية الجسدية مثلما حدث مع إسلام عطيتو".
يلاحظ المتابعون للشأن الطلابي المصري أن سياسة الدولة مع الطلبة لم تتغير مع بداية العام الدراسي الجديد ويستدلون بتصريحات رؤساء الجامعات والمجلس الأعلى والتركيز على توعد الطلبة، إضافة إلى تحويل الجامعات إلى ثكنات عسكرية. وهذا ينبئ بعام دراسي جديد ساخن خاصة مع إجراء انتخابات الاتحادات الطلابية قريبًا. ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات حالة من الشد والجذب بسبب تصريحات رؤساء الجامعات والخاصة بعدم السماح للطلبة ذوي الخلفية السياسية بالترشح.
اقرأ/ي أيضًا: مصر.. انتصار على تمييز وزارة التعليم