شهدت السّنوات الثّلاث الأخيرة في الجزائر عودة أمراض لطالما تفاخرت الحكومة بالقضاء عليها نهائيًا، مثل القمّل والبوحمرون، ممّا وضعها في مواجهة استهزاء الجزائريين وسخريتهم من سياساتها الصّحية، التي جعلتهم يواجهون أمراضًا صنّفتها المنظمة العالمية للصّحة في قائمة الأمراض المنقرضة.
استيقظ الجزائريون أمس الخميس، على أخبار تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، عن حصول حالات إصابة بالكوليرا قرب الجزائر العاصمة
استيقظ الجزائريون، أمس الخميس، ثالث أيام عيد الأضحى، على أخبار تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بحصول حالات كوليرا في محافظة البليدة الواقعة على بعد 40 كيلومترًا إلى الجنوب من الجزائر العاصمة، ثمّ سرعان ما أكّدها بيان لوزارة الصّحة، ورد فيه أنّ ما يقرب من 100 حالة كوليرا، منها حالة وفاة، سجلت في أربع محافظات منها الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة المجاورتان لها.
اقرأ/ي أيضًا: الطغاة سبب الكوليرا
وأرجع بيان وزارة الصّحة هذه الموجة المفاجئة لوباء الكوليرا، الذي اختفى في الجزائر منذ عشرين عامًا، إلى اختلاط المياه الصّالحة للشّرب بمياه الصّرف الصّحي. وأكّدت على نقل الحالات المصابة إلى المستشفيات وعزلها حتّى لا تصيب غيرها بالعدوى، ذلك أنّ المرض معدٍ ومن أعراضه الإسهال الحادّ والتقيؤ.
وضاعف من سخرية الجزائريين الأليمة، في مجالسهم الواقعية والافتراضية، من وباء الكوليرا في بلد وصفه رئيس الحزب الحاكم أنّه أفضل من السّويد والولايات المتحدة الأمريكية؛ تصريح مدير معهد باستور المتخصّص في الكشف عن الأوبئة في الجزائر العاصمة، قال فيه إنّ الجزائر ليس البلد الوحيد، الذي أصيب بالكوليرا، بل إنّ هناك بلدانًا أخرى، بحسبه، تعرّضت له، ذكر منها اليمن والنّيجر وتشاد!
في السّياق، انتقلت السّخرية من ظهور الوباء في الجزائر، إلى السّخرية من دعوة محيط الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ترشيحه لعهدة رئاسية خامسة، رغم مرضه الذي حمله على استعمال كرسي متحرّك في تنقّلاته النّادرة، بما برمج البلاد على الرّكود في مختلف القطاعات، منها القطاع الصّحي، الذي لم يستطع منع عودة أمراض مرتبطة بالسّنوات الأولى من الاستقلال الوطني عام 1962.
وكتب النّاشط فرحات سليماني في تدوينة على فيسبوك: "إنّ انتشار الكوليرا يؤكّد أنّنا بلد متخلّف وشبيه بالبلدان التي تعاني المجاعات والحروب". وأضاف سليماني في إشارة إلى تصريح مدير معهد باستور: "تصينفنا ضمن تلك البلدان لم يكن محض صدفة". فيما كتب المسرحي سيد أحمد قارة: "الكوليرا شمالًا والبوحمرون جنوبًا. العهدة الخامسة فرضًا، والفساد لمن استطاع. أين المفرّ؟".
وسخر الإعلامي سيد أحمد بلّونة من برامج الفضائيات الحكومية، التي لم تتفاعل مع الحادثة، فتساءل الفنّان أيّوب عمريش: "من يكون وراء وباء الكوليرا؟ الماء أم الثّمار أم أنّ هناك هجومًا عدوانيًا؟ مهما يكن يجب حماية البلد".
اقرأ/ي أيضًا: