استفاق اللبنانيون صباح الأحد في الخامس عشر من آب/أغسطس، على مشاهد صادمة ومؤلمة، بعد انتشار صور ومقاطع فيديو لمواطنين يحترقون بسبب انفجار مخزن بنزين في قرية التليل في عكار شمالي لبنان، بعدما أقدم صاحب أحد الصهاريج التي قام الجيش بمصادرة كميات منها، بإطلاق النار على خزان الوقود، وبالرغم من تضارب الأنباء حول أسباب انفجار الصهريج، الذي أودى بحياة 20 مواطنًا بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وتقاذف التهم بين التيارات السياسية المختلفة في المنطقة، فإن أهالي المنطقة صبّوا غضبهم على مالك الأرض الذي تمّ تخزين الوقود فيها، تمهيدًا لبيعه في السوق السوداء، أو لتهريبه إلى سوريا.
انتشر وسم "عكار" بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبّر المواطنون من خلاله عن غضبهم الشديد من عصابات تخزين الوقود وتهريبه، المرتبطة بمعظمها بالأحزاب السياسية
وقد عمّت مشاعر الغضب جموع المواطنين اللبنانيين، وأعادهم الانفجار إلى ذكريات انفجار مرفأ بيروت مرّة أخرى، ووجّهوا أصابع اتهامهم مرّة أخرى إلى الطبقة السياسية التي ينعكس فساد أهلها وجشعهم كوارث ومصائب يدفع ثمنها المواطن اللبناني، وقد انتشر وسم #عكار بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وعبّر المواطنون من خلاله عن غضبهم الشديد من عصابات تخزين الوقود وتهريبه، المرتبطة بمعظمها بالأحزاب السياسية، كما أظهروا مشاعر الحزن والتعاطف مع ضحايا الانفجار وذويهم.
وتداول الناشطون اللبنانيون صورة لحديث على تطبيق واتساب، يطلب فيها أحد المواطنين من قرية التليل المنكوبة، الدعم والمساعدة من اللبنانيين، بسبب عدم توفر الاستشفاء والأدوية، كما أطلقوا على حادثة عكار تسمية مجزرة 15 آب، وحمّلوا الدولة اللبنانية المسؤولية الكاملة، وأعادوا استخدام شعار "دولتي فعلت هذا"، وهو الشعار نفسه الذي استخدم بعد انفجار مرفأ بيروت.
وتجلّت مشاعر التضامن بين اللبنانيين بعد الكارثة، خاصةً في ظل عدم ثقتهم بالحكومة، فانتشرت الدعوات للتبرع بالدم للجرحى، كذلك قام عدد كبير من المواطنين بالتبرّع بالأدوية والضمادات الموجودة في منازلهم، للفرق الطبية التي تولّت إنقاذ الجرحى، بإمكانياتها المحدودة.
وفي أبرز التغريدات قالت الناشطة جنى عزّو إن حياة المواطنين اللبنانيين باتت رخيصة جدًا، والناس يُقتلون اليوم حتى في داخل منازلهم حيث يظنّون انهم بأمان، وتمنت أن يتحلى الشعب بالقوة لتخطّي هذا الكابوس، بينما أشارت الناشطة لينا زويم إلى أن مجزرة عكار هي من صنع آلة قتل تسمي نفهسا حكومة، ومن صنع مجرمين يسمّون أنفسهم سياسيين، ومن صنع عصابات التهريب، وقالت الناشطة جويسي إن أكثر ما يفطر القلب في انفجار عكار، هو أن المصابين سيعانون لفترة طويلة، بسبب عدم وجود التجهيزات والأدوية اللازمة والكافية لمعالجة حرائق الجسد.
وقالت الناشطة إيمان إنه يجب تصنيف الحكومة اللبنانية كمنظّمة إرهابية، بسبب الأعداد الكبيرة من الناس الذين قتلتهم في السنوات الأخيرة، فيما نشر الناشط هايل خزغل مقطع فيديو مؤثر، لأب فقد ابنه خلال الانفجار، يحمّل من خلاله المسؤولية للحكام الفاسدين، والذين يقومون بتخزين الوقود وتهريبه، وأشارت الناشطة أريان إلى أن ثلاثة من الجنود في الجيش اللبناني لا يزالون في عداد المفقودين بسبب الانفجار، مع الإشارة أن الجيش اللبناني كان قد داهم المخزن قبل ساعات من انفجاره، ووزّع كميّات من البنزين المخزّنة داخله على المواطنين مجانًا، من جهتها قالت الناشطة النور إن صباح الأحد لم يكن أبدًا "صباح الخير" في لبنان، وإنها لا تذكر آخر مرة لم يستفق فيها اللبنانيون على كارثة.
اقرأ/ي أيضًا:
إدانة بريطانية لقرار موسكو بطرد صحفية في "بي بي سي"
حكومة نيكاراغوا تقيد حرية الصحافة من خلال احتجاز ورق طباعة الصحف