في الوقت الذي عانى فيه اللبنانيون على مدار سنوات طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية في البر، البحر والجو، وفيما كانت إسرائيل تقضم مساحات كبيرة من المياه الإقليمية اللبنانية طمعًا بالغاز الطبيعي والنفط على امتداد السنوات الأخيرة، مستفيدة من تقصير وغياب الدولة اللبنانية، كانت الأخبار المنتشرة يوم الثلاثاء 30 آذار/مارس 2021 حول توقيع سوريا لاتفاقية مع شركة كابيتال الروسية، للتنقيب عن النفط والغاز، والتي تظهر قضم حوالى 750 كيلومتر مربع من المياه الإقليمية اللبنانية تشكّل صدمة جديدة للمواطن اللبناني، الذي وجد نفسه ضحية بين فكّي كماشة نهب بحري من الشمال والجنوب، ناهيك عن النهب المتواصل الذي تمارسه بحقّه الدولة اللبنانية منذ عقود.
أشعلت أخبار اتفاقية الغاز السورية – الروسية مواقع التواصل في لبنان، وعبّر الناشطون والمغرّدون عن غضبهم الكبير، وانتقدوا الصمت المريب للدولة اللبنانية
وقد أشعلت أخبار الاتفاقية السورية – الروسية مواقع التواصل في لبنان، وعبّر الناشطون والمغرّدون عن غضبهم الكبير، وانتقدوا الصمت المريب للدولة اللبنانية التي لم تحرّك ساكنًا، كعادتها عندما يتعلّق الأمر بتجاوزات النظام السوري بحقّ لبنان، وآخرها كان في ملف التهريب، إذ تغضّ النظر عن العصابات التي تهرّب المحروقات، الأدوية، والمواد الغذائية المدعومة إلى سوريا، ما يثقل كاهل الاقتصاد اللبناني.
اقرأ/ي أيضًا: كيف وصل لبنان إلى قائمة بؤر الجوع الساخنة؟
بهذا الخصوص قال علاء الهاشم إن " الرزق السائب يعلّم الناس على الحرام"، وطالب بعدم لوم سوريا أو إسرائيل على سرقة الثروات اللبنانية، في الوقت الذي ينهب الحكام في لبنان الأملاك البحرية، فيما اعتبر وليد فريحة أن النظام السوري اعتاد على عدم احترام حدود لبنان جغرافيًا، سياسيًا وأخلاقيًا، فلماذا نستغرب أنه لم يحترم الحدود البحرية. وقال وسام إنه في الوقت الذي يغضب اللبنانيون بسبب سرقة إسرائيل للبلوك رقم 9 و10، هاهي سوريا تسرق البلوك رقم واحد، وبالتالي فإن لبنان لديه عدوان في هذا المجال.
فيما أشار موقع فينيكيو ليبانيز إلى أن سوريا تسرق ثروات لبنان البحرية، في الوقت الذي يصدّق بعض اللبنانيين ما وصفه بـ"كذبة" هبة الأكسجين التي منحها النظام السوري للبنان.
وتساءل جوزيف زخور عن سبب عدم قيام لبنان بتعيين وسيط لترسيم الحدود البحرية مع سوريا لضمان حقه، في الوقت الذي استعان بوسيط أمريكي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل وتفاوض معها بالرغم من أنها عدو للبنان.
بينما قال إيلي إنه في الوقت الذي بدأت فيه كلّ من إسرائيل وسوريا باستخراج الغاز من المياه الإقليمية اللبنانية، لا يزال ممنوعًا على اللبنانيين إنشاء السدود المائية ومعامل الكهرباء، وتطوير الزراعة والصناعة.
ونشر علي عطوي صورة الخارطة التي تظهر الاعتداء على المياه الإقليمية اللبنانية، وقال إن النظام السوري الذي عاث على مدار ثلاثين سنة نهبًا وقتلًا وسرقة في لبنان، يأتي اليوم لسرقة غاز لبنان، بينما يقوم بعض اللبنانيين بتوجيه الشكر للأسد، وقال عطوي إن الطاغية لا يُشكر! واعتبر الإعلامي أحمد ياسين أنه ممكن أن يتفهّم المرء أن يؤيّد طرفًا معينًا أو محورًا معينًا، لكن أن يصل الانبطاح حدّ قبول استباحة سوريا لـ 750 كلم مربع من الحدود البحرية والنفط والغاز بحجة أن اسرائيل تأخذ من حصتنا، فنحن أمام حالة مرضية، لا مساواة لسوريا بإسرائيل ولكن لا سرقة مقبولة لا من سوريا ولا من اسرائيل.
وقال في تغريدة أخرى إنه حتى تاريخه، لم يصدر أي تعليق من السلطات اللبنانية على سماح سوريا لنفسها بالتنقيب في مساحة 750 كلم مربع من البلوكين اللبنانيين 1 و2، يبدو أن الصامتين يرسون معادلة الغاز مقابل الأكسجين.
من جهته، رأى حسين فرحات أن الدولة اللبنانية لو كانت تحترم نفسها، لكانت استدعت السفير السوري لمساءلته عن هذه المخالفة، وإذا تمّ التأكّد من الأمر، فإنه يجب عقد لقاء بين وزيري خارجية البلدين، وإنشاء لجنة لترسيم الحدود بين البلدين.
اقرأ/ي أيضًا:
حساب نيكولاس مادورو في فيسبوك قيد التجميد بسبب دواء مزعوم لكوفيد-19