30-ديسمبر-2017

يعتبر المتابعون أن الوضع اللغوي في الإعلام المغربي يحتاج مراجعة عاجلة (عبد الحق سنا/أ.ف.ب)

لا تنحصر مهام الصحفي في اتباع القواعد الأساسية للصحافة، كالدقة، والموضوعية، والمهنية في نقل الخبر، والحيادية، أو في مراعاة أخلاقيات المهنة، وسياسة الوسيلة الإعلامية، أو حتى في تحقيق السبق الصحفي بل تتخطاها، لتصل إلى صيانة اللغة التي اختارها المنبر الإعلامي لغة له والحفاظ على سلامتها والتأكد من خلو المادة الصحفية من أخطاء نحوية أو لغوية.

يطفو على السطح دائمًا نقاش حول ضرورة "عصرنة" اللغة حتى تواكب التطور التقني والتواصلي في مجال الإعلام أو محاولة ''الوفاء" لقواعد اللغة ونظامها

قد تسهم الصحافة بشكل كبير في رفع مستوى لغة الضاد وفي الترغيب فيها، وقد تسيء إليها أيضًا على نحو بالغ، باعتبار العمل الصحفي في مؤسسة إعلامية يحمل في طياته مسؤولية كبيرة اتجاه اللغة التحريرية بشكل خاص واتجاه جمهور المؤسسة والمجتمع بشكل عام.

ومع تزايد العرض النصي الناطق باللغة العربية، واتخاذه لحوامل وأشكال تعبيرية متعددة، يتزايد قلق المدافعين على ضرورة الالتزام بأنساقها وتراكيبها، وتكثر حيرة الصحفيين بين ضرورة "عصرنة" اللغة حتى تواكب التطور التقني والتواصلي، وضرورة ''الوفاء" لقواعد العربية ونظامها اللغوي.

نقاش يطفو على السطح كلما حل اليوم العالمي للغة العربية، كما أقرته المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، منذ خمس سنوات، وهو اليوم الذي يصادف 18 من شهر كانون الأول/ ديسمبر، ويساءل بالضرورة المؤسسات والمنظمات الحكومية وغيرها، المدافعة عن العربية، عن خلاصات الجهود المبذولة في سبيل تقريب واقعين متوازيين، الأول يختبر قدرة العربية على استيعاب ما يشهده العالم من تطور علمي وتقني وثقافي مستمر، والثاني يختبر قدرة منتجي المحتوى العربي على الالتزام الحرفي بالنظام النحوي والدلالي للغة، دون السقوط في استعارة لغات أجنبية لتحقيق ما وراء التواصل.

اقرأ/ي أيضًا: هل اللغة العربية بالمغرب في مهب الريح؟

"العربية" في الإعلام المغربي: بين مطرقة الإعلاميين وسندان متخصصي اللغة

"ضعف في الأداء اللغوي، شيوع الأخطاء النحوية والصرفية والأسلوبية، واللجوء الى العامية"، تلك بعض الخصائص المشتركة بين الوسائل الإعلامية الناطقة بالعربية بالمغرب، كما وصفها "بعض" من أهل الإعلام الناطق بالعربية وكذا متخصصون في علوم اللغة، إلى جانب وصف واقع اللغة في وسائل الإعلام بـ"الشاذ" و"المنحرف"، من طرف متتبعين للشأن الإعلامي بالمغرب.

وضعٌ، دفع الفاعلين في الحقل اللغوي، في غير من موضع، إلى التنبيه ودق ناقوس الخطر حول ما تتعرض له اللغة العربية، نحوًا وتركيبًا ولفظاً، خصوصًا مما وصفوه بـ"قطاع يفترض به حماية اللغة الرسمية للدولة".

في هذا الإطار حمّل الدكتور زكرياء أرسلان، باحث في مجال اللسانيات، في تصريح لـ"الترا صوت" المنابر الإعلاميّة الورقيّة والإلكترونيّة والفضائية التي اختارت اللغة العربيّة لغة للتحرير، المسؤولية في صيانة هذه اللغة والحفاظ على سلامتها، واصفًا إياها "بالمسؤولية العظيمة".

''يبدو أنّ الوعي بالقيم التاريخية والحضارية والثقافية للغة العربية، من جهة، وكون اللغة العربية هي اللغة الرسميّة في الدساتير العربية، من جهة ثانيّة، وخضوع أنساقها الذاتية لضوابط وأحكام وقواعد، من جهة ثالثة، كل هذا لم يحظ في الواقع العربيّ بالاحترام والعناية اللازمين، ولا تخرج وسائل الإعلام عن هذا التوصيف'' يقول الباحث في مجال اللسانيات.

وشدد أرسلان، على أنه ''لم يعد مقبولاً، اليوم، ممن اختار العربيّة لغة الإعلام، أن يستمرّ على ضعفه المعجميّ، ولم يعد مقبولاً، أيضاً، ألا يُخضع الإعلاميّ العربيّ نفسه لتكوينات لغويّة مُستمرّة''، يقول المتحدث.

واسترسل أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بمكناس، بالقول إنّ "الإعلاميّ العربيّ ليس مجبراً على تهذيب عربيّته وإتقانها فحسب، بل إنّه" يضيف المتحدث،" بحكم المسؤوليّة المذكورة، مدعو لكي يساهم في التخفيف من حدّة الصعوبات التي تواجهها هذه اللغة بين أهلها الذين اختاروها اختيّاراً دستورياً على الأقلّ، وذلك من خلال تقديم ممارسة لغويّة واعيّة تُسهم، وإن بطريقة غير مباشرة، في تطويع ألسنة المستعملين للعربيّة على النحو الذي يحافظ على سلامة ملكهم اللغويّ العام ".

رأي يتفق معه عبد الحق علالي، إعلامي مقيم ببريطانيا، في حديثه لـ"الترا صوت" ويدافع عنه بحدة أقل، حيث قال إن "الكثير من المدارس الصحفية تجمع على أن الصحفي لا يجب أن يكون بالضرورة لغويًا أو نحويًا أو خبيرًا في اللسانيات، ولكن، يضيف علالي،" بالمقابل لا ينبغي أن يكون "مجرمًا" لغويًا".

ويرى علالي، أن "اللغة مجرد وسيلة وتبقى الفكرة هي الأهم، مشيرًا إلى أنه لا يصح أن نهتم باللغة وجودتها على حساب الفكرة"، معتبرًا في الآن ذاته، أن "الصحفي يتحمل قسطًا وافرًا من مهمة الرقي بلغة التحرير والحفاظ عليها ومراعاة قواعدها اللغوية وذلك من خلال ''اتخاذ لغته قدوة لكثيرين ولا سيما منهم الناشئة عبر دخوله لملايين البيوت عن طريق التلفاز أو الراديو أو الانترنت''.

وجهة نظر يتقاسمها معه، المختار العبلاوي، صحفي بقناة الجزيرة، في اتصال مع "الترا صوت" واصفًا مسؤولية الصحفي في تجويد اللغة العربية بـ"النسبية"، مشيرًا إلى أن طبيعة المؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها، هي من يحدد دخول عملية "تجويد اللغة التحريرية" ضمن أجندتها أم لا، فوظائف الإعلام العمومي تختلف عن وظائف الإعلام الخاص''، حسب العبلاوي.

يحمّل أكاديميون المنابر الإعلامية على اختلافها التي اختارت اللغة العربية لغة للتحرير، المسؤولية في صيانة هذه اللغة والحفاظ على سلامتها

اقرأ/ي أيضًا: "اكتب صح".. محاولة جديدة لإنقاذ اللغة العربية في مصر

''الخرم اللغوي'' مسؤولية الصحفي أم المدقق اللغوي؟

شبه إجماع على "ضعف لغة" الإعلام العربي سواء التقليدي منه أو الرقمي، وضع يعزوه متخصصون في اللغة والإعلام، إلى الإعلامي، وبعض منهم إلى "المدقق اللغوي"، باعتباره القائم الأول على تجويد المحتوى الإعلامي وكشف خرومه.

في هذا الإطار، يرى عبد الحق علالي، أن "الصحفي ليس كائنًا خارقًا"، موضحًا أنه لا يمكن للصحفي رصد الفخاخ اللغوية وصيد الخبر الطازج على حد سواء، لذلك لا بد من مدقق لغوي وآخر تحريري كي يساعدا المؤسسة على تجويد ما تقدمه للمستهلك''.

وحول أهمية المدقق اللغوي، أكد المختار العبلاوي، على تدني المحتوى الإعلامي في غياب المدقق اللغوي في الوسائل الإعلامية، مؤكدًا أنه "مَنْ يقوم لغة الصحفيين ويختار لهم أصوب المفردات وأدقها وبغيابه يغيب كل ذلك وأكثر''.

زكرياء أرسلان، في الحديث ذاته، اتفق مع وجهات نظر الإعلاميَيْن، قائلا إن "كل ما يدخل في خانات مهام الإعلاميّ، وما ينتج عن تلك المهام من أشكال تحريريّة، تمرّ نتائجه، في نهاية المطاف، عبر القناة اللغويّة''. واسترسل المتحدث، ''كلما كانت هذه القناة مختلة أو تعاني خروماً وهفوات، أثر ذلك سلباً على جودة كل تلك المهام''.

وأضاف المتحدث نفسه أنّ "المتلقي الذي يقرأ عبارة خاطئة في جريدة، أو يسمعها عبر محطة إذاعيّة أو فضائيّة تلفزيّة، يشعر، إن كان عارفاً بتلك اللغة، بنوع من التلوث اللغويّ الذي يُفسد عليه لحظة تلقي ما يتلقاه، بل إنّه قد يشعر بالضجر والضيق والتبرّم، أمّا إن لم يكن كذلك، فإنّ ما يتلقاه سيُفسد عليه كلّ إمكانات تصويب أخطائه أو التعلّم؛ إذ سيحذو في لغته حذو عبارة الإعلامي".

في المقابل نفى العبلاوي، أن تكون وسائل الإعلام المغربية تعاني ''ضعفًا لغويًا'' في حد ذاتها، معتبرًا الصحفي المغربي على "قدر كبير من الاحترافية والمهارة بالإضافة إلى توظيفه لعربية جيدة، ما يجعله"، حسب العبلاوي '' يثبت كفاءته حين يمارس المهنة خارج حدود الوطن على غرار غيره''.

أكد أكاديميون أهمية المدقق اللغوي في المؤسسة الإعلامية فهو من يقوّم لغة الصحفيين ويختار لهم أصوب المفردات وأدقها وبغيابه يغيب كل ذلك وأكثر

وأرجع الصحفي في قناة الجزيرة، ضعف بعض الصحفيين المغاربة إلى التكوين المهني والأكاديمي، مضيفًا أن "اختلاف المستويات يعود بالأساس إلى اختلاف معاهد التكوين في الصحافة وتعددها"، داعيًا المؤسسات الإعلامية إلى "الحرص على اختيار صحفيين أكفاء يتقنون اللغة العربية بالموازاة مع إتقانهم للمهارات الصحفية الأخرى".

وفي موضوع التكوين الصحفي في اللغة، نبه الباحث في مجال اللسانيات، زكرياء أرسلان، إلى "ضرورة إعادة الاعتبار للبعد اللغويّ في معاهد الإعلام العربي وماسترات الصحافة، قائلًا ''ليس من المستساغ أن تُوجد تكوينات إعلاميّة، لا يتلقّى فيها الطلاب دروساً للغة التي سيستعملونها غدًا في مسارهم المهنيّ''.  

ودعا الإعلامي عبد الحق علالي، من جهته، معاهد الصحافة والجامعات إلى إدراج مادة "الأخطاء الشائعة" ضمن برامجها التكوينية، مؤكدًا ضرورة تكوين الصحفي في اللغات وأنه ''لا نجاح لصحفي اليوم إن لم يكن يتقن لغتين إتقانًا محكمًا على الأقل".

اللغة في المشهد الإعلامي العربي: غاية أم وسيلة؟

المغرب اليوم كمثيله من البلدان العربية يعاني من ضعف وتراجع اللغة العربية، في وسائل الإعلام عامة والمكتوبة منها خاصة، أثر بالغ في التأثير اللغوي وانعكاسه على المتلقين. في هذا الإطار، أرجع زكرياء أرسلان، مؤلف كتاب ''إبستمولوجيا اللغة النحوية''، جزءًا كبيرًا من التردي الذي تعانيه لغة الصحافة، سواء داخل المغرب أو خارجه، إلى "تقاعس الإعلاميّ العربيّ عن مراجعة ضوابط اللغة التي يستعملها معجماً وتركيباً وصرفاً"، مضيفًا في حديثه "حتى أنَك تشعر أنّ لغته صارت محنّطة، وصار لسانه وقلمه يردّدان طائفة من العبارات التي صارت متحكِّمة في لغته وملازمة لها، دون أن يتوقّف لحظة ليتأمّلها، ويدقّق النظر فيها لغوياً".

وأضاف أرسلان في حديثه عن حيثيات تردي لغة الصحافة، "أن الأدهى في توصيف هذا الوضع، أن تجد إعلاميّاً يُردّد الأخطاء اللغويّة للسياسيين من الأحزاب وغيرهم، مسترسلاً في حديثه ''فيصير مصدر معجمه كلامهم، وإن كان فاقداً لكل أصل لغويّ''.

في المقابل يرى المختار العبلاوي، صحفي في قناة الجزيرة، أن الأساس في العمل الصحفي استعمال لغة خطاب تستجيب للمستوى المعرفي للجمهور الذي يضم الأستاذ الجامعي، والطبيب، كما يضم الممرض، والتقني، ويضم أيضًا العاطل عن العمل، والفلاح، والعامل البسيط"، واسترسل المتحدث بالقول ''لغة الصحافة ليست بالبسيطة التي توغل في السوقية ولا بالنخبوية المنتقاة التي قد يعجز الإنسان العادي عن فك رموزها. هي لغة تنقل الأخبار والأحداث، وتشرح، وتثقف..، وهي وسيلة وليست غاية هدفها أن توصل الرسالة الإعلامية للجمهور ويتفاعل معها".

ردًا على هذا التوجه، يرى أرسلان، أستاذ محاضر بسلك ماجستير "الصحافة المكتوبة" أنه ''لا يُمكن للعربيّة أن تستوعب كل ما يصاغ عن جهل وعن كسل من هنا وهناك، وإلا ستصير قمامة للأخطاء والانزياحات والانحرافات تحت دعوى صعوبة مواكبة الجديد من المستحدث في قطاع لغات العلوم والتقنيات، فأنظمة اللغة العربية"، يضيف أرسلان "بمستوياتها التركيبيّة والصرفيّة والصوتيّة، وما أجازته المجامع اللغوية في هذا السيّاق، يسمح للإعلاميّ أن يصوِّب لغته ويُهذِّبها ويطوِّعها متى علِم أنّ ذلك جزء لا يتجزّأ من مسؤوليّته، ومسؤوليّة كل من اختار اللغة العربيّة اختياراً واعياً''.

اقرأ/ي أيضًا: "العلمو نورون".. مجزرة اللغة العربية في العراق

الازدواجية بين العربية والعامية في وسائل الإعلام: تطور أم ارتداد؟

للغة تأثير مباشر على جودة المحتوى الإعلامي المقدم للجمهور، إذ تؤثر الوسيلة الإعلامية في المتلقي بجملة من السلوكات اللغوية والمعرفية، إما بصورة إيجابية أو سلبية، وذلك من خلال توظيفها لعربية صحيحة وهو ما سينعكس إيجابًا على المتلقي، أو للغة منحرفة مزدوجة بين العربية والعامية تشوه من صورة لغة الضاد ومن ثم تحد من عملية التواصل اللغوي مع المتلقي في آخر المطاف.

في هذا الإطار يرى زكرياء أرسلان، الأستاذ الباحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مولاي إسماعيل بمكناس، أنه لا يمكن لأحد أن يُصادر حق الإعلاميّ في اختيار اللغة التي يراها مناسبة لتوجهاته ولقناعاته.

ووصف أرسلان، الازدواجيّة أو التعدديّة اللغويّة، التي نلمسها في كثير من المنابر الإعلاميّة، حيث تختلط الفرنسية بالعربيّة والعربيّة بالعاميّة، بالـ''معضلة اللغويّة'' التي تفسد على المتلقيّ عربيّته وفرنسيّته وعاميّته، مشيرًا إلى أنه "لا ينبغي رفض ولا فرض التعدّد اللغويّ في مجتمع ما"، بل، يضيف المصدر نفسه ''ينبغي احترامه حفظاَ للأمن اللغويّ العامّ''.

واختتم الباحث في مجال اللسانيات، بالقول إنه "من الإعلاميّين من قد يعتبره، في أحسن الأحوال، نتيجة حتمية للتطور اللغوي، وهو لا يعرف ما الحد الفاصل بين التطور والارتداد إلى الخلف" مشيرًا إلى أن الإعلاميّ الذي لا يتمتع برقابة لغويّة ذاتيّة لا يُمكن أن يُسهم في تحسين الوضع اللغوي، ومن خلاله الوضع الأخلاقي والثقافي والاجتماعي''، مؤكدًا ''أنّ اللغة ليست مجرد ألفاظ أو عبارات، إنّها أكبر من ذلك وأقوى، فعبر أنظمة اللغة تُبنى القيّم وعبرها تموت''، يورد أرسلان.

وجهة نظر يتقاسمها العبلاوي، الصحفي بالجزيرة، الذي أدان توظيف العامية في نشرات الأخبار أو المسلسلات المدبلجة، وحمل القائمين على الشأن الإعلامي في المغرب مسؤولية النهوض باللغة العربية إلى جانب السلطة لأجل رد الاعتبار للعربية في مختلف المرافق والمؤسسات وعلى رأسها المؤسسة التعليمية والنظام التربوي ككل.

يعبر البعض عن استيائه من اعتماد العامية في نشرات الأخبار في عدد من القنوات العربية بينما يرى آخرون ضرورة إبداء تسامح أكبر تجاه اللهجات المحلية

في المقابل دعا عبد الحق علالي، الإعلامي المقيم في بريطانيا، إلى ضرورة إقصاء "التكفير اللغوي" من قواميسنا، وإبداء تسامح أكثر تجاه العامية لكن بشكل عقلاني". واسترسل المتحدث بالقول إن ''مشكل المغرب، اليوم، ليس مشكلًا لغويًا إذ أنه بلد يزخر بالتنوع ويمكن للمرء أن يجد فيه مجلات وصحفًا بالفرنسية والعربية والإسبانية والإنجليزية والأمازيغية، المشكل الحقيقي يتعلق بجودة المنتج الصحفي أساسا''، يختتم علالي.

اقرأ/ي أيضًا: نشرة أخبار بـ"العامية" تستفز المتعصبين للفصحى في الجزائر وتثير جدلًا واسعًا

تحرك مجتمعي لأجل النهوض باللغة العربية

معاناة العربية داخل المحتوى الإعلامي المغربي، يؤكدها رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، فؤاد بوعلي، في تصريح للموقع الرسمي لتنظيمه، بوصفه الوضع اللغوي بالمغرب بـ"الخطير"، وأن تجليات الخطورة تتمثل في الإعلام بكثرة. كما أضاف بوعلي أن العربية لا تزال تعاني في المغرب، في الإعلام والإدارة والتعليم، مجموعة عراقيل وحواجز تحول دون أدائها لأدوارها الطبيعية باعتبارها اللغة الرسمية للمملكة، داعيًا إلى الاهتمام بها والحفاظ عليها وحمايتها.

يذكر أن حزب العدالة والتنمية المغربي، قائد الائتلاف الحكومي، قد اقترح مؤخرًا مشروع قانون يُعنى بحماية وتطوير تنمية استعمال اللغة العربية، وينص مقترح القانون على مستوى "اللغة العربية والإعلام"، على أن "تُخَصَص حصص مناسبة للغة العربية في وسائل الإعلام السمعية والبصرية العمومية والخاصة". وتابع أن القنوات السمعية البصرية، والعمومية والخاصة، تسهر على مراعاة سلامة استخدام اللغة العربية..، مشددًا على أن "اللغة العربية تستخدم ضرورة في كل إشهار مكتوب أو مسموع أو سمعي بصري".

كما اقترح بالموازاة، "إحداث أكاديمية تُعنى بالأساس بشؤون اللغة العربية وتوحيد معجمها وتنقيتها من كل الكلمات والعبارات الدخيلة"، مبرزًَا أهمية إحداث "الدولة لمعاهد متخصصة تعنى بتطوير اللغة العربية، وإدماجها في كل ميادين الحياة الثقافية والعلمية والتقنية، وتخصص لها الاعتمادات المادية والموارد البشرية اللازمة لأداء مهمتها".

وبخصوص موضوع "اللغة العربية والحياة العامة"، أفادت الوثيقة، أن "العربية" لغة الحياة العامة والإدارة والتجارة الداخلية وجميع الخدمات العمومية، وتعتمد في جميع مراسلات ووثائق واجتماعات الإدارة والمؤسسات العمومية، وعليه، يؤكد المقترح أن "الإعلانات واللوحات التي تنشر أو توضع في الشارع العام أو على إحدى وسائل النقل العمومي، وتكون موجهة لإخبار الجمهور، يتعين أن تكون مصاغة باللغة العربية".

 

اقرأ/ي أيضًا:

15 كلمة إنجليزية سرقناها من العربية

الجامعة الأردنية.. أهلًا بكم في قسم اللغة العربية