حذرت نبيال مواطنيها في العاصمة كاتماندو، من تلوث الهواء، ونصحتهم بعدم مغادرة المنازل لحمايتهم، حتى نهاية الأسبوع الحالي، وذلك بعد تأكيد وزارة الصحة النيبالية أن مؤشر جودة الهواء انخفض بشكل حاد خلال الأيام الماضية. وقررت وزارة التعليم النيبالية إصدار قرار بإغلاق جميع المؤسسات التعليمية بسبب تدهور جودة الهواء، الأمر الذي أجبر الطلاب على البقاء في منازلهم. ويعد تلوث الهواء مشكلة مزمنة في العاصمة كاتماندو.
أظهرت أرقام الأمم المتحدة أن الهواء الملوث يؤدي لوفاة 2.2 مليون شخص سنويًا بسبب السكتة الدماغية، ووفاة 1.7 مليون شخص بسبب الإصابة بأمراض الرئة والسرطان
ووفقًا للوكالة الفرنسية فإن كاتماندو، عاصمة نيبال، تصنف حاليًا من بين أكثر المدن تلوثًا في العالم، حيث تجاوز مؤشر جودة الهواء 300 نقطة، وهو مستوى تلوث قد يتسبب في إصابة المواطنين بأمراض الجهاز التنفسي، وتدهور الحالة الصحية للمصابين بأمراض محددة. وعلق مين كومار أريال، خبير الأرصاد الجوية، على تدهور الهواء، موضحًا أن حرائق الغابات التي انتشرت في عدة أجزاء من البلاد تسببت في انتشار الضباب الدخاني الكثيف، وزاد تدهور الغلاف الجوي من سوء الوضع، بحسب تقرير الوكالة الفرنسية.
اقرأ/ي أيضًا: اللبنانيون يسألون عن دولتهم أمام سطو النظام السوري وإسرائيل على الغاز البحري
وقال وزير التعليم والعلوم والتكنولوجيا، كريشنا جوبال شريسثا، أن الامتحانات لم يتم تأجيلها ولكن على الطلاب والجامعات والمدارس اتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية من تلوث الهواء، وفق ما ذكرت صحيفة نيو إنديا اكسبريس الهندية الصادرة باللغة الإنجليزية. ولم يتأثر قطاع التعليم فقط بالتلوث والحرائق، بل وصل الأمر إلى تعطيل الرحلات الجوية في مطار كاتماندو لمدة أسبوع، نتيجة انخفاض مستوى الرؤية، وهذا ترتب عليه تعطل سفر وعودة العديد من المواطنين من وإلى العاصمة وتأخير الرحلات الجوية بسبب انعدام الرؤية.
وأفاد تقرير لوكالة رويترز نقلًا عن المسؤول الحكومي شانكار باودل أنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، بلغت درجات التلوث أعلى مستوياتها في العاصمة النيبالية منذ أن بدأت الحكومة في حفظ السجلات ومعدلات التلوث في البلاد منذ عام 2016. وفي ذات السياق قال متحدث باسم وزارة التعليم، ديباك شارما، في حديثه لرويترز أن "حوالي 8 مليون طالب تأثروا جراء إغلاق المدارس".
فيما أظهرت بيانات وزارة البيئة أن متوسط مستوى الجسيمات الدقيقة ارتفع خلال 24 ساعة بمعدل 214 ميكروغرام لكل متر مكعب، مقارنة مع المستوى القياسي للحكومة البالغ 40 ميكروغرام لكل متر مكعب، مما يعني تضخمًا بخمسة أضعاف. ونصحت وزارة الصحة المواطنين بالبقاء في منازلهم وألا يخرجوا إلا في حالات الطوارئ. وقال مواطن يملك محل للبقالة ويدعى أرجون خادكا لرويترز بأنه عانى من حكة وحرقة في العين والأنف نتيجة الهواء الملوث، وأضاف "لا أتذكر أن هذا المستوى من التلوث في كاتماندو قد حصل في الماضي".
بينما أكد خبراء بيئيون أن تلوث الهواء في العاصمة النيبالية، والتي يبلغ تعداد سكانها 4 ملايين نسمة، ناتج عن الغبار من أعمال البناء، والعوادم من السيارات القديمة التي لا تتم صيانتها بشكل جيد، وكذلك بسبب الدخان الناجم من أفران الطوب التي تعمل بالفحم، مما يؤدي إلى تجمع ضباب كثيف يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان والسكتة الدماغية والربو وارتفاع ضغط الدم. وقال الطبيب في مستشفى الأمراض المعدية شير بهادور بون "هذا يزيد أيضًا من خطر الإصابة بكوفيد-19" بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة، التي قادت حملة عالمية لرفع مستوى الوعي حول تأثير الهواء على الصحة بالشراكة مع التحالف من أجل المناخ والهواء النقي، فإن تلوث الهواء ارتفع بنسبة 8% بين عامي 2013 و 2018، ويشار إلى أن 92% من سكان المدن لا يتنفسون هواء آمنًا. وأظهرت أرقام الأمم المتحدة أن الهواء الملوث يؤدي لوفاة 2.2 مليون شخص سنويًا بسبب السكتة الدماغية، ووفاة مليوني شخص بسبب الإصابة بأمراض القلب، ووفاة 1.7 مليون شخص بسبب الإصابة بأمراض الرئة والسرطان.
اقرأ/ي أيضًا: