تواصل إسرائيل استهداف الصحفيين الفلسطينيين العاملين بقطاع غزة، في محاولة منها لمنع نقل الحقيقة حول جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة بحق سكان القطاع.
وفي هذا الإطار، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّ "إسرائيل" تصعّد استهدافها للصحفيين الفلسطينيين في غزة بالقتل والاعتقال والتهديد لإجبارهم على وقف عملهم".
وفي بيان أصدره المرصد، أمس الجمعة، أشار إلى أنّ إسرائيل" جعلت من الصحفيين الفلسطينيين هدفًا رئيسًا، وارتكبت بحقهم سلسلة جرائم متعددة منذ بدء هجومها العسكري وجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنّ "إسرائيل تصعّد استهدافها للصحفيين الفلسطينيين في غزة بالقتل والاعتقال والتهديد لإجبارهم على وقف عملهم
وأبرز المرصد أن "الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لجرائم القتل العمد والاستهداف المباشر والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، في كثير من الأحيان مع عائلاتهم"، إلى جانب "تدمير مقار عملهم وحرمانهم من إدخال المعدات اللازمة لعملهم، فضلًا عن التحريض العلني ضدهم والتهديد المباشر من أجل ثنيهم عن مواصلة عملهم".
ووثق المرصد الأورومتوسطي قيام إسرائيل بقتل نحو 150 صحفيًا فلسطينيًّا في قطاع غزة منذ بدء هجومها العسكري واسع النطاق. وتم استهداف الصحفيين "سواء خلال عملهم وهم يرتدون ستراتهم الصحافية الخاصة في الميدان، أو داخل مقار عملهم، أو في خيام صحافيّة أُقيمت بالقرب من المستشفيات لتيسير التغطية الإعلامية، أو مع أسرهم في منازلهم التي جرى تدميرها فوق رؤوسهم".
ولفت المرصد إلى أنّ عشرات الصحفيين تعرضوا لهجمات جوية ومدفعية وعمليات إطلاق نار قامت بها القوات الإسرائيلية بشكل مباشر، وجراء تلك العمليات أصيب العديد من الصحفيين بجروح خطيرة، ومنهم من تعرضوا لحالات بتر في الأطراف.
كما تعرض صحفيون فلسطينيون للاعتقال التعسفي وجرائم التعذيب والمعاملة اللاإنسانية خلال العملية البرية للجيش الإسرائيلي في القطاع، وجرى الإفراج عن بعضهم، فيما ما يزال آخرون قيد الاعتقال والإخفاء القسري، ولا يعرف مصيرهم، حيث حُرموا من أي فرصة للحصول على تمثيل قانوني وضمان معاملتهم معاملة إنسانية.
ومن بين هؤلاء الصحفيين المختفين قسريًا: نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد وعماد الإفرنجي وأحمد عبد العال وشقيقه خضر عبد العال، وغيرهم.
لفت المرصد إلى أنّ عشرات الصحفيين تعرضوا لهجمات جوية ومدفعية وعمليات إطلاق نار قامت بها القوات الإسرائيلية بشكل مباشرة، وجراء تلك العمليات أصيب العديد من الصحفيين بجروح خطيرة، ومنهم من تعرضوا لحالات بتر في الأطراف
ورافق الاستهداف الإسرائيلي المنهج ضد الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة تحريض علني ومستمر ضدهم من قبل وزراء ومسؤولين إسرائيليين وحسابات إسرائيلية رسمية، وتلفيق اتهامات غير مثبتة لهم بالانتماء لفصائل المقاومة الفلسطينية، في محاولة للتشكيك بنزاهة وحيادية عملهم.
ودعا المرصد الأورومتوسطي إلى فتح تحقق دولي شامل في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين في غزة، واتخاذ إجراءات فورية بما "يُفضي إلى محاسبة المتورطين وتعويض الضحايا، والضغط على إسرائيل من أجل وقف الاستهداف المباشر والقتل العمد للصحفيين، وحماية عملهم وتمكينهم من أداء رسالتهم ونشر الحقيقة، وكذلك السماح للصحافيين الدوليين وطواقم الوكالات الإخبارية الدولية بالدخول والعمل في قطاع غزة دون قيود أو شروط، مع ضمان سلامتهم".