عُقدت انتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات المصرية الأسبوع الماضي وهي أول انتخابات منذ العام الدراسي 2012/2013، رغم الضغوط والمحاولات الطلابية العديدة لإتمام ذلك الاستحقاق، خاصة بعد مرور ثلاث دفعات دراسية دون التعرف على النظام الانتخابي وآلياته والهيكل التنظيمي لاتحاد الطلبة ودوره في الحياة الطلابية وهو ما أثار ركودًا على الساحة الطلابية إضافة إلى فتور الأنشطة التي تقوم بها الحركات الطلابية داخل الجامعة كنتيجة للواقع السياسي المصري.
ظهرت النتائج النهائية لانتخابات طلاب مصر للمراحل الأربعة وتبقى انتخابات المستوى الخامس والأخير لاختيار رئيس اتحاد طلاب مصر ونائبه
ظهرت النتائج النهائية للمراحل الأربعة وتبقى انتخابات المستوى الخامس والأخير لاختيار رئيس اتحاد طلاب مصر ونائبه وأعضاء المكتب التنفيذي المقدر عددهم باثني عشر عضوًا، موزعين كالتالي: تسعة طلاب من الجامعات الحكومية، اثنين من الجامعات الخاصة وعضو من جامعة الأزهر.
في جامعة طنطا، حصدت قائمة طلاب "حلم الجامعة"، التي تضم تحالفًا طلابيًا من خمس أسر ذات توجه ثوري، معظم المقاعد إضافة إلى حصدهم منصب رئيس اتحاد الجامعة ونائب رئيس الاتحاد أيضًا والذي أعلن بعد فوزه، سعيه لتعديل اللائحة الطلابية بما يحقق مصلحة الطلاب وتعد نتائج جامعة طنطا إحدى أفضل النتائج التي حققتها القوى الطلابية الثورية.
أما جامعة عين شمس، فقد حصدت فيها قائمة "صوت طلاب مصر" المحسوبة على حزب "مستقبل وطن" الموالي للسلطة الحاكمة الآن في مصر، على منصب رئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة، بينما توزعت مقاعد الاتحاد بالكليات بين الأسر الطلابية المختلفة وبعض المستقلين. وتأتي هذه النتائج بعد استبعاد عدد كبير من المرشحين ذوي الخلفيات السياسية المنتمية للتيار الثوري وانسحاب العديد من المرشحين تضامنًا مع المستبعدين واعتراضًا منهم على ما حدث، لذلك غاب التيار الثوري عن جامعة "عين شمس".
كما حصل "صوت طلاب مصر" أيضًا على منصب رئيس الاتحاد بجامعة "بني سويف" وجامعة "المنيا"، في ظل نجاح جميع المرشحين على مستوى جامعة "بني سويف" بالتزكية في انتخابات المستوى الأول. ولم يحصد التيار الثوري مقاعد عديدة بجامعة القاهرة نظرًا لأزمة فصل الطلاب من الجامعة قبل أيام قليلة والتي أثرت بدورها على مرشحي القوى الثورية.
في جامعة المنصورة، لم تكتمل الانتخابات بعد في كليات الطب والهندسة والحاسبات والمعلومات. وحسب مصدر طلابي، تدعم وزارة التعليم العالي قائمات "صوت طلاب مصر" بشكل مستتر وتحاول جهات داخل الجامعة عرقلة وصول مرشحين محسوبين على التيار الثوري إلى مرحلة المستوى الثاني والثالث والتي تمت بالفعل في جامعات مصر بالكامل وهي تتمثل في اختيار رؤساء ونائبي اللجان ورئيس ونائب رئيس اتحاد الجامعة، مما أخر ظهور نتائج المستويات الأخيرة.
وتظهر نتائج المستوى الأول وجود مقاعد شاغرة بجميع كليات الجامعة عدا كلية الحقوق، وفي كلية الطب وصلت نسبة المقاعد الشاغرة إلى حوالي تسعين في المائة بعد شطب اثنين وعشرين طالبًا من أصل ثلاثين مترشحًا مما سيؤدي إلى تجاهل الثمانية المتبقين لتقوم إدارة الكلية بتعيين اتحاد كلية الطب منفردة والمقدر عددهم بأربعة وثمانين طالبًا.
أما في جامعة "كفر الشيخ"، فإن سبعين في المائة من مقاعد الاتحاد قد حُسمت بشكل قاطع للمستقلين فيما تحصلت القائمات الأربع المتنافسة على اثنين وعشرين في المائة وبقيت باقي المقاعد شاغرة، وعلى صعيد انتخابات رئاسة اتحاد الجامعة فقد آلت لقائمة "حزب الدستور"، وحصل طالب مستقل على مقعد نائب رئيس الاتحاد.
يستطيع المستقلون الفائزون في انتخابات الطلبة في مصر قلب الموازين من خلال التحالف مع أحد الأطراف السياسية
وحُسم الوضع في جامعة الإسكندرية بالتزكية في جميع الكليات بنسبة تناهز 61% بينما ظلت 39% من المقاعد شاغرة، تباين توزيع المقاعد بين القائمات المختلفة فيما يخص المرحلة الأولى، وكذلك بالنسبة لرئاسة اتحاد الجامعة ونائبها.
والوضع مشابه في باقي الجامعات، إذ ظل التنافس قائمًا بين قائمات مقربة من أحزاب وعدد من المستقلين، وحُسم الأمر بالتزكية في بعض الجامعات، ولم يظهر على النتائج الطابع السياسي بقوة عدا جامعات معينة اشتد فيها التنافس بل ووصل إلى مرحلة الاستبعاد من السباق الانتخابي. ومن المفترض أن تتم انتخابات اتحاد طلاب مصر في العاشر من ديسمبر/كانون الأول من العام الحالي لاختيار رئيس الاتحاد العام لطلاب مصر ونائبه وأعضاء المكتب التنفيذي بمشاركة جميع الجامعات لحصد الاثني عشر مقعدًا وينتهي بذلك المستوى الخامس والأخير من الانتخابات الطلابية 2015/2016.
يمكن الجزم أن نسبة المرشحين المستقلين الفائزين هي الأكبر في كل الجامعات، وهو ما يصعب حصر الخلفيات السياسية والتي سوف تتحدد على ضوئها نتيجة انتخابات اتحاد طلاب مصر، حيث يستطيع المستقلون قلب الموازين من خلال تكوين تحالف انتخابي مع أحد الأطراف المتنافسة "صوت طلاب مصر"، المحسوب على السلطة الحاكمة الآن في مصر، أو مع الأطراف الأخرى وخاصة الطلاب المحسوبين على التيار الثوري وبالتالي ترجيح إحدى الكفتين خلال تحالف يضمن وجود أي من الأطراف في منصب رئيس ونائب رئيس الاتحاد، أما السيناريو الثاني الممكن، فهو أن تقوم تحالفات بين المستقلين فيما بينهم وهو ما يزيد تركيبة اتحاد طلاب مصر غموضًا.
اقرأ/ي أيضًا: