مثل كل عام، يكثر الحديث عن الأعمال الرمضانية المقدمة على الشاشة المغربية. وككل سنة أيضًا، يُقسِم التلفزيون المشاهد إلى فريقين: الأول يرضى بالعرض المقدم له، والثاني يبحث عن اختيارات أخرى لتعويض نقص الإنتاجات المحلية.
يعرف رمضان هذا العام سخطًا كبيرًا من قبل المتابعين للأعمال الدرامية والبرامج، التي يتضح أنها لم ترق لتطلعات المشاهد المغربي
يتوفر الإعلام المغربي على القناة الأولى، كقناة وحيدة رسمية تابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، والقناة الثانية، وهي قناة شبه رسمية. الأولى تحصل على دعمها بشكل كلي من الدولة، والثانية تعتمد على مداخيل الإعلانات بالإضافة إلى منحة تأخذها من صندوق الدولة، والدعمين معًا يقدمها المواطن، بشكل غير مباشر بأدائه للضريبة.
اقرأ/ي أيضًا: 4 مسلسلات مغربية في رمضان 2019
سخط كبير وكذب على الجمهور
يعرف رمضان هذا العام سخطًا كبيرًا من قبل المتابعين للأعمال الدرامية والبرامج، يبرز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم ترق الأعمال الرمضانية كما يتضح، لتطلعات المشاهد المغربي الذي أصبحت أمام اختيارات أخرى من قنوات تلفزية عربية ودولية، وبرامج تعرض محتواها على يوتوب أو حتى فيسبوك.
مباشرة بعد بث الحلقة الأولى من برنامج المقالب على القناة الثانية، طالب عدد من رواد فيسبوك إيقاف بث حلقات برنامج "كاميرا كاشي" (كاميرا خفية)، الذي يعرض في وقت الذروة، بعيد أذان المغرب مباشرة، ويقوم على أداء مقالب في مشاهير مغاربة.
وبحسب بعض المصادر المطلعة، فإن المقالب لا تعدوا كونها سيناريوهات مرتبة مسبقًا مع الضيف الذي سيتفذ فيه المقبل، مقابل مبلغ مالي. وقال الممثل المغربي الكوميدي عبدالعزيز داداس لـ"الترا صوت"، إنه رفض المشاركة في برنامج "كاميرا كاشي" وفق سيناريو يطلع عليه مسبقًا، ويُجسده مقابل حصوله على مبلغ 30 ألف درهم (ثلاثة آلاف دولار)، من باب أن "تاريخه الفني واحترامه لجمهوره لا يسمح له بالكذب عليه"، على حد قوله.
وكانت الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة، قد صرحت سابقًا في إحدى اللقاءات، أن حلقات برنامج "كاميرا كاشي"، التي شاركت فيها السنوات الماضية، كانت عبارة عن سيناريو متفق عليه بينها وبين شركة الإنتاج والمخرج، ولم تكن مقلبًا مفاجئًا، كما أنها حصلت على أجرها الكامل مقابل المشاركة في العمل.
من جهته، قال الناقد المغربي عصام الأزرق، في تصريح لـ"الترا صوت"، إن الأعمال والبرامج هذه السنة "ازدادت سوءً، فخلال الحلقات الخمسة المقدمة إلى حدود اليوم لم يظهر أي إبداع لا من ناحية كتابة السيناريوهات ولا الإخراج ولا حتى الإبداع في التجسيد".
وأضاف الأزرق أن عددًا كبير من المغاربة أصبحوا يهاجرون إلى القنوات العربية لمتابعة المسلسلات والأعمال الرمضانية ترضي أذواقهم، لافتًا إلى أنه "رغم ذلك فإن مؤسسة ماروك متري التي تقيس نسبة المشاهدة تصدر أرقاما خيالية بعيدة جدًا عن الواقع".
مشاهير الإنستغرام
وفي رمضان هذا العام، ظهرت وجوه جديدة على ساحة الأعمال الدرامية، خرجت من الإنستغرام إلى شاشة التلفاز. يرجع الناقد عصام الأزرق، هذه الحالة إلى "ضعف إدارة الممثل وعدم التوفيق في اختيار الممثلين، وأيضًا البحث عن الأقل أجرًا".
وفي تدوينة على فيسبوك، أشار أيوب الرادسي، خريج المعهد العالي للتنشيط المسرحي في الرباط، إلى إن العلاقات أصبحت تخدم الأسماء الجديدة التي تظهر على شاشة التلفاز في شهر رمضان، لافتًا إلى أن عدد كبير من المنتجين والمخرجين يعتمدون على عدد المتابعين في إنستغرام لاختيار الوجوه المشاركة في الأعمال الرمضانية. ووضع أيوب تعليقه على صورة معدلة لمبنى كتب عليه "المعهد العالي للإنستغرام"
خليها ساعتين
رفع عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي شعار "خليها ساعتين" تحت وسمي "#احترموا_المشاهد_المغربي" و"#حامضة"، للمطالبة بمقاطعة الأعمال المعروضة على القناتين الأولى والثاني، خلال وقت الإفطار والساعة التي تليه.
وكتب محمد العيادي، مستشار رئيس الحكومة في التواصل والإعلام، في تدوينة على حسابه بفيسبوك: "الغيس والحموضة والبسالة… مشي الترفيه"، في إشارة منه إلى ضعف الإنتاجات الرمضانية.
فيما انتقد المحلل السياسي عمر الشرقاوي، في تدوينة عبر حسابه الخاص بفيسبوك، الأعمال الرمضانية لهذا العام، قائلًا: "دوزيم تقدم شبكة كبيرة من الإشهارات تتخللها سيتكومات حامضة. الخلاصة فاش تتشوف الإعلانات الإشهارية بالهبل التي تقدم بين إشهار وإشهار تدرك إن هناك حملة تضامنية واسعة لرجال الأعمال ومؤسسات شبه عمومية وعمومية من أجل إنقاذ دوزيم من الإفلاس".
اقرأ/ي أيضًا: