أقدم ضابط للشرطة القضائية بمدينة بـ"بني ملال" وسط المغرب، على صد شاب يبلغ من العمر 19 عامًا بقتله بالرصاص الحي أمام والديه. تعود تفاصيل القصة عندما استنجد والد الشاب بالشرطة لإيقاف ابنه الذي كان مخمورًا، ويثير الفوضى، بالقرب من المنزل في منتصف الليل، لكن الشرطة قتلته بالرصاص الحي أمام أعين والديه، بعدما عرّض الشاب حياة المواطنين والشرطة للخطر بواسطة السلاح الأبيض.
تفجر جدل واسع في المغرب حول استعمال الشرطة للرصاص الحي، عقب استعمالها له لإيقاف شاب في مدينة بني ملال، ما أدى إلى مقتله
الحادثة خلقت جدلًا واسعًا بين المغاربة، البعض أيد استعمال الشرطة للرصاص الحي لردع المجرمين، لكن البعض الآخر رفض ذلك وطالبوا بمحاكمة عناصر الشرطة، ليكونوا عبرة لباقي رجال الشرطة، لقتلهم الشاب وكأنهم حكموا عليه بالإعدام دون محاكمة.
اقرأ/ي أيضًا: المغرب..احتجاجات ومطالبات بإقالة وزير الداخلية
والد الشاب المقتول، رفض الحديث لوسائل الإعلام، إلا أنه صرح في فيديو نشر على موقع "يوتيوب" أنه" اتصل برجال الأمن لكي يوقفوا شغب ابنه الذي قدم إلى المنزل في حالة سكر، وليس قتله".
وأكد والد الشاب" أن رجال الأمن أطلقوا أربع رصاصات على ابنه وأردوه قتيلًا أمام منزله، مشيرًا إلى أن رصاصة أصابت رأس الضحية مباشرة"،وأكد أن ابنه ليست لديه سوابق عدلية".
واستطرد والد الشاب قائلًا: "ظننت أنهم سيأتوا لاعتقاله ويزجوا به في السجن، لا أن يقتلوه بالرصاص".
على الجانب الآخر، أوضحت مديرية الأمن الوطني، عبر بلاغ عممته على وسائل الإعلام المغربية، تفاصيل الحادث، حيث أكدت أنه "حسب المعلومات الأولية للبحث، فإن المشتبه به هدد الأمن العام، وتسبب في تكسير ثلاث سيارات خاصة تحت تأثير الكحول، كما عمد إلى تعريض سلامة المواطنين وعناصر الشرطة للخطر بواسطة سكين، وهو ما اضطر ضابط شرطة قضائية إلى إطلاق رصاصة تحذيرية ثم رصاصتين أصابتا الشاب مما أفضى إلى وفاته".
اقرأ/ي: قضية محسن فكري.. احتجاجات شعبية و"قلق" حكومي
ومن الجانب الحقوقي، قال عماد بن هميج، ناشط حقوقي لـ"ألترا صوت" أن ما حدث في "بني ملال" بإقدام عناصر الشرطة بقتل شاب، يتعارض مع مواثيق حقوق الإنسان التي تضمن حق الحياة للجميع، وبالتالي ينبغي على رجال الشرطة إطلاق الرصاص الحي في حالات الخطر على أماكن تشل من حركة المجرم أو المتهم ولا تؤدي قطعًا لقتله".
ناشط حقوقي مغربي: يجب تدريب رجال الشرطة على شل حركة المجرمين في الحالات الخطيرة دون اللجوء لاستعمال الرصاص الحي إلا كحل أخير
وتابع عماد حديثه قائلًا: "أعتقد أن الدعوات التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص إطلاق الرصاص على المجرمين لتوقيفهم يحتمل وجهين، فإذا كان استعمال الرصاص من أجل توقيف المجرمين وتقديمهم للعدالة فهذا متعارف عليه في عمل جميع الأجهزة الأمنية على مستوى العالم. أما إن كان إطلاق الرصاص سيؤدي إلى القتل كواقعة بني ملال فإن الأمر يختلف".
وأضاف المتحدث ذاته " كما أن تكوين رجال الشرطة يجب أن يشمل استعمال وسائل وتقنيات لشل حركة المجرمين في الحالات الخطيرة، وأن استعمال الرصاص يبقى الحل الأخير دون أن يؤدي إلى جريمة قتل كالحالة التي عشناها ببني ملال وذلك حتى يتمكن القضاء من قول كلمته في الجرم المقترف".
بدورهم، انقسم نشطاء مغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، لما قامت به الشرطة في حق الشاب ذي الـ19 ربيعًا بـ"بني ملال".
وأطلق النشطاء هاشتاغ "#قرطس_مو" "أطلق الرصاص عليه"، والذي جاء مشابهًا لهاشتاغ "#طحن_مو" الذي تم تداوله بشكل واسع في حادث وفاة بائع السمك محسن فكري بالحسيمة نهاية الشهر الماضي.
وكتب عمر آيت لقتيت، في صفحته على موقع التواصل "فيسبوك"ّ تدوينة بخصوص الواقعة قائلًا: "الإجرام مرفوض، لكن العارف بأبجديات استعمال السلاح يعلم أن إطلاق النار على مستوى الرأس قاتل، ولا يعد احترازًا ولا يلجأ إليه الأمني إلا في الحالات الأشد خطورة، وتفاصيل حادثة بني ملال لا تعكس هذه الخطورة".
أما محمد مجيد، الذي يؤيد استعمال الرصاص الحي لإيقاف المجرمين، ودون في صفحته قائلا: "أقسم لو أن الحموشي، مدير الأمن طلب تفويضًا من الشعب لقتل "المشرملين"، أي المجرمين، لحصل على نسبة تضاهي 95% من الشعب تفوضه قتل كل مجرم أو مشتبه به".
اقرأ/ي أيضًا: