كافح "هنري ديلوني" لتأسيس كأس أمم أوروبا، قبل أن توافيه المنيّة، لذلك أجمع المنظّمون على إقامة أول بطولة في البلاد الذي ينتمي إليها "ديلوني"، وهي فرنسا.
نصّ نظام البطولة الأولى على إجراء تصفيات تشارك بها 17 دولة بطريقة الذهاب والإياب، إلى أن تتأهَّل أربع فرق إلى النهائيات، واستمرّت التصفيات قرابة عامين، حتى تأهل كلٌ من فرنسا والاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا إلى نهائيات النسخة الأولى 1960.
لعبت تركيا دون حارس مرمى، بسبب إصابة الحارس في المباراة أمام رومانيا، فحلّ مكانه زميله المهاجم بسبب عدم العمل بنظام التبديل، ما كلّف الأتراك وداع المسابقة
رفضت بعض الدول المشاركة في تصفيات البطولة، مثل ألمانيا الغربيّة بطلة مونديال 1954، وهولندا وإيطاليا، ودول الجزر البريطانيّة باستثناء جمهورية إيرلندا "إنجلترا، ويلز، إيرلندا الشمالية، أسكوتلندا"، وشارك في التصفيات كلٌ من الاتحاد السوفييتي والدانمارك واليونان والبرتغال وفرنسا وألمانيا الشرقية ورومانيا وتركيا ويوغوسلافيا وبلغاريا والنروج والنمسا وإسبانيا وبولندا وإيرلندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر.
اقرأ/ي أيضًا: بطولة اليورو وحكاية البدايات.. الحلم يتحقّق بعد طول انتظار
ومن أجل حصر الفرق المشاركة في التصفيات عند الرقم 16، تم إجراء قرعة لجمع فريقين يلعبان مباراتان فاصلتان، فواجهت إيرلندا فريق تشيكوسلوفاكيا، تفوّقت ذهابًا بهدفين، سجّل أوّلها ليام توهي، ليصبح أوّل لاعب يسجّل في تاريخ تصفيات اليورو، لكنّ تشيكوسلوفاكيا ردّت الاعتبار في لقاء الإياب، وأنهت المباراة لصالحها 4-0، ليكتمل نصاب الفرق الـ16، ويتم العمل على نظام البطولة وفق ما هو محدّد له.
نصّ نظام البطولة على مشاركة 16 فريقًا، يتأهّل منهم أربعة فقط إلى التجمّع النهائي الذي سيقام في فرنسا، تلعب الفرق بنظام خروج المغلوب من مواجهتي ذهاب وإياب، حيث أقصى الاتحاد السوفييتي منتخب المجر، واكتسحت فرنسا منتخب اليونان، وأطاحت البرتغال بألمانيا الشرقيّة، كذلك فعلت النمسا على حساب النرويج، وتفوّقت يوغوسلافيا على بلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا على الدانمارك، وإسبانيا على بولندا، الإثارة كانت حاضرة في مواجهة رومانيا وتركيا، إذ تفوّقت تركيا ذهابًا 2-0، وانتزعت رومانيا بطاقة التأهّل لدور الثمانية بفوزها 3-0، وتكمن المفارقة في أن الحارس التركي "سيرين توغاي" أصيب قبل نهاية المباراة بـ13 دقيقة، فتمّ إخراجه من أرض الملعب وحلّ مكانه المهاجم هاكان بارتو بسبب عدم العمل بنظام التبديل آنذاك، وهو ما استفاد منه الرومانيون وسجّلوا ثنائيّة وضعتهم في المرحلة التالية.
وضعت قرعة ربع النهائي منتخب الاتحاد السوفييتي بمواجهة إسبانيا، ثمّة خلافات سياسيّة كبيرة بين البلدين، بسبب التدخّل السوفييتي في الحرب الأهليّة الإسبانية، وهنا رفض حاكم آنذاك الجنرال فرانكو منح اللاعبين السوفييت تأشيرة لدخول البلاد، ليقرّر منظمو البطولة استبعاد إسبانيا من المسابقة، فبلغ الاتحاد السوفييتي النهائيات دون عناء، فيما تخطّت فرنسا منتخب النمسا، وتشيكوسلوفاكيا منتخب رومانيا، ويوغوسلافيا أقصت البرتغال.
اقرأ/ي أيضًا: تاريخ كأس آسيا.. كيف كتبت كوريا أولى صفحات تاريخها الكروي؟
وكانت صافرة البداية لأول مباراة في تاريخ نهائيات البطولة على ملعب "بارك دو برانس" في باريس، وجمعت بين فرنسا ويوغوسلافيا وانتهت بفوز الأخيرة 5-4، في مباراة يعتبرها الكثيرون من أجمل عشر مباريات في تاريخ البطولة، هي مباراة تاريخيّة كونها الأكثر تسجيلًا للأهداف المسابقة، كذلك تعتبر فرنسا البلد المستضيف الوحيد الذي تلقّى خمسة أهداف في مباراة واحدة، أيضًا أصبح اليوغوسلافي ميلان غاليتش أوّل مسجّل في النهائيات، دوّن هدف منتخب بلاده الأوّل في الدقيقة 11.
وفي المباراة الثانية بملعب فيلودروم بمارسيليا، لم يتكبّد الاتحاد السوفييتي أي عناء في إبعاده تشيكوسلوفاكيا، فاز عليها بثلاثية بيضاء، وحجز مكانًا له في النهائي المنتظر ضد يوغوسلافيا، بينما اكتفت تشيكوسلوفاكيا بالصراع على المركز الثالث، واجهت فرنسا صاحبة الضيافة، وغلبتها بهدفين دون رد.
استضاف ملعب بارك دو برانس نهائي أوّل نسخة من دوري أبطال أوروبا، بعد ذلك بأربعة أعوام استضاف نهائي أوّل نسخة من اليورو، وفي المرّتين كان الحكم هو الإنجليزي آرثر إليس
احتضن ملعب بارك دو برانس نهائي أوّل نسخة من دوري أبطال أوروبا عام 1956، وقتها فاز ريال مدريد في النهائي على حساب ستاد دي ريمس 4-3، كانت تلك المواجهة بقيادة الحكم الإنجليزي آرثر إليس، الحكم الإنجليزي نفسه قاد نهائي النسخة الأولى من كأس أمم أوروبا بعد أربع سنوات في الملعب ذاته، بين الاتحاد السوفييتي ويوغوسلافيا.
أبدع الحارس السوفييتي الملقب بالعنكبوت الأسود ليف ياشين في الذود عن مرماه، إلا أن هفوة دفاعية تسببت في تقدم يوغوسلافيا بهدف في الدقيقة 41 عبر ميلان غاليتش، قبل أن ينجح الاتحاد السوفييتي بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 49 عن طريق ميتر فيللي، ليبقى التعادل قائماً حتى نهاية اللقاء، ويلجأ الحكم إلى التمديد.
وفي الدقيقة 113 استطاع بونديلنيك أن يحرز هدف الفوز للسوفييت، بعد ذلك استبسل الحارس ياشين في حماية مرماه، ليعلن الحكم الانكليزي آرثر إيليس تتويج الاتحاد السوفييتي بالنسخة الأولى من كأس أمم أوروبا "يورو 1960".
اقرأ/ي أيضًا:
ولادة قيصرية لكأس العالم ونهاية مأساوية لكأس جول ريميه
قصة كأس العالم 1950.. عودة الحياة إلى كوكب الأرض