17-أبريل-2024
منزل عائلة أبو الهنود الذي قصفته طائرات الاحتلال موقعةً مجزرة مروعة

(Epa) ارتكبت إسرائيل مجزرة مروعة في مخيم للاجئين بمدينة رفح

في الوقت الذي يواصل فيه المجتمع الدولي خذلانه لقطاع غزة وأهله المنكوبين، تستمر "إسرائيل" في عدوانها الهمجي عليه مخلّفةً مزيدًا من الضحايا والدمار، الذي جعل من هذه الحرب الأكثر تدميرًا في القرن الحادي والعشرين، بعد أن أصبحت نسبة تدمير المنازل والبنى التحتية في القطاع الأعلى مقارنةً بأي حرب أخرى وفق خبراء وحقوقيين أممين.

وارتكبت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، مجزرة مروّعة بقصفها منزلًا لعائلة "أبو الهنود" في مخيم يبنا وسط مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص بينهم 4 أطفال، وعشرات المصابين.

وقالت مديرية الدفاع المدني بغزة إن طائرات الاحتلال: "استهدفت الليلة (الثلاثاء) منزلًا مأهولًا بالسكان في مخيم يبنا وسط رفح، نتج عنه عدد من الشهداء والمصابين معظمهم من الأطفال، وما زالت طواقم الدفاع المدني تحاول انتشال الشهداء والمصابين من تحت الأنقاض".

قدّرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة وجود 19 ألف طفل يتيم جراء استشهاد 6 آلاف أم في قطاع غزة

واستُشهد فلسطيني وفُقد 9 آخرون جراء قصف استهدف شقة سكنية في منطقة الشقف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث تعرّض حي الزيتون وشارع الصلاح الدين لقصف مدفعي وجوي عنيف ومكثّف.

وقصفت طائرات الاحتلال مسجد أبو بكر الصديق في حي الصبرة بمدينة غزة. وذلك تزامنًا مع قصف مدفعيته للمنطقة الشمالية من مخيم البريج، وشمال مخيم النصيرات، ومدينة دير البلح، وسط القطاع.

وأمس الثلاثاء، استهدفت قوات الاحتلال سيارة تقل عددًا من ضباط وعناصر الشرطة بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 7 منهم إلى جانب عدد من المارة.

وقالت وزارة الداخلية في غزة: "ندين قيام الاحتلال باستهداف سيارة شرطية في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 7 من الضباط وأفراد الشرطة أثناء قيامهم بواجبهم، بالإضافة إلى استشهاد آخرين من المارة".

واعتبرت أن الهدف من استهداف عناصر الشرطة إشاعة الفوضى بين المواطنين، لافتةً إلى أن: "هذه الجريمة الجديدة استمرار لضرب الاحتلال بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية التي تجرم استهداف جهاز الشرطة باعتباره جهاز حماية مدنية".

وأدى العدوان الهمجي والدموي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى استشهاد 33.843 شهيدًا و76.575 مصابًا بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، أمس الثلاثاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 5 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 46 شهيدًا و110 مصابين، فيما لا يزال العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

19 ألف يتيم في غزة

في غضون ذلك، لا تزال الأزمة الإنسانية في قطاع غزة قائمة وتشتد يومًا بعد آخر في ظل انخفاض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع يوميًا، وعرقلة قوات الاحتلال وصولها إلى مناطق شمال قطاع غزة.

ورغم ادعاءات جيش الاحتلال بزيادة إدخال المساعدات إلى القطاع، إلا أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أكدت أن أعداد الشاحنات التي تدخل إلى القطاع انخفضت من 246 شاحنة في 9 نيسان/أبريل، إلى 141 شاحنة.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، أمس الثلاثاء، إن "إسرائيل" لا تزال تفرض قيودًا غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها في غزة. وأكدت رئيسة لجنة التحقيق الأممية المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، نافانيثيم بيلاي، أن: "السلطات الإسرائيلية أوقفت أو منعت بانتظام المساعدات الإنسانية من دخول غزة".

وأعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 10 آلاف امرأة فقدت حياتها في قطاع غزة جراء الحرب الهمجية المدمرة التي تشنها "إسرائيل" منذ 194 يومًا.

وقالت الهيئة، في بيان، إن: "أكثر من عشرة آلاف امرأة قُتلت في غزة، والناجيات من القصف والعمليات البرية الإسرائيلية تشردن وأصبحن أرامل ويواجهن المجاعة؛ مما يجعل الحرب على غزة أيضًا حربًا على النساء".

وقدّرت الهيئة وجود 19 ألف طفل يتيم جراء استشهاد 6 آلاف أم في غزة. وقالت: "لا تستطيع أكثر من مليون امرأة وفتاة في غزة الحصول على الغذاء أو المياه الصالحة للشرب بعد 6 أشهر من الحرب، مع تزايد الأمراض وسط ظروف معيشية غير إنسانية".

وأكدت الهيئة أن "الحصول على المياه النظيفة أمر بالغ الأهمية خاصة للأمهات المرضعات والحوامل، اللواتي لديهن احتياجات مائية يومية أكبر".