19-أغسطس-2024
جانب من الدمار في خانيونس جنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي

(AP) تلاشت آمال وقف إطلاق النار مجددًا

في اليوم الـ318 من العدوان على قطاع غزة، تلاشت آمال وقف إطلاق النار عقب إعلان حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الأحد، رفضها إدخال شروط جديدة على مسودة مقترح الصفقة، الذي وافقت عليه سابقًا، من قِبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وقالت "حماس"، في بيان، إنها تعاملت بكل مسؤولية مع جهود الوسطاء في قطر مصر، ومع كل المقترحات الهادفة إلى التوصل لاتفاق لوقف العدوان على قطاع غزة، بما في ذلك مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك الذي عرضه الوسطاء ووافقت عليه بتاريخ 2 تموز/يوليو الفائت. 

وأكدت أن نتنياهو لا يزال يماطل ويضع المزيد من الشروط والعقبات أمام التوصل لاتفاق: "بما يخدم استراتيجيته لكسب الوقت وإطالة أمد العدوان"، المتواصل على القطاع منذ أكثر من 10 أشهر. 

"حماس": نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، ويضع شروطًا ومطالب جديدة، بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب

وأضافت الحركة في بيانها أنه: "بعد أن استمعنا للوسطاء عما جرى في جولة المباحثات الأخيرة في الدوحة، تأكد لنا مرة أخرى أن نتنياهو لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، ويضع شروطًا ومطالب جديدة، بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب"، وفق قولها.

وأوضحت أن مقترح اتفاق الصفقة الجديد: "يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، وخاصةً رفضه لوقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا، كما وضع شروطًا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، مما يحول دون إنجاز صفقة التبادل". 

وحمّلت الحركة نتنياهو: "كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء، وتعطيل التوصل لاتفاق، والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه الذين يتعرضون لنفس الخطر الذي يتعرض له شعبنا، جراء مواصلة عدوانه واستهدافه الممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة"، مؤكدةً التزامها: "ما وافقنا عليه في 2 يوليو والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن، وندعو الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه". 

إسرائيل تصعّد عدوانها على غزة

ورغم تعثّر المفاوضات، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الأحد، أن وقف إطلاق النار في غزة ما زال ممكنًا. فيما قالت نائبته، والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، إنه يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإن المحادثات بشأنها مستمرة: "ولن نستسلم، وسنواصل العمل بجد". 

في المقابل، أعلنت "إسرائيل"، أمس الأحد، أنها قررت زيادة حدة القتال في قطاع غزة بهدف تحسين موقفها التفاوضي وفق وسائل إعلام إسرائيلية. فيما اعتبرت "حماس"، القرار إمعان متجدد في نهج "إسرائيل" الفاشي ضد أهالي القطاع. 

وقال القيادي في الحركة، عزت الرشق، إن: "إصدار مجلس الوزراء الصهيوني تعليمات لجيشه النازي بزيادة "حدّة القتال في خان يونس ورفح"، لتحسين موقف العدو التفاوضي في محادثات وقف إطلاق النار، هو إمعانٌ متجدّد في نهجهم الفاشي ضد أهلنا في قطاع غزة، وإصرار على سلوكهم الوحشي في استهداف المدنيين العزّل". 

وتابع، في بيان عبر منصة "تلغرام": "إن هذا القرار يضع العالم أجمع أمام حقيقة هذا الكيان الصهيونازي المجرم والمتعطّش للقتل والإرهاب، ويحمّلهم جميعًا المسؤولية كاملة، عن الصمت والتخاذل في وضع حد لاستمرار حرب الإبادة الجماعية، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية الداعمة لهذا الاحتلال الفاشي".

مزيد من الدمار والشهداء والجرحى

وكثّف جيش الاحتلال، عقب إعلانه زيادة حدة عملياته في قطاع غزة، من قصفه على مدينة خانيونس جنوب القطاع حيث توغلت دباباته في محيط مدينة حمد، وتخوض قواته معارك ضارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية تكبّدت خلالها خسائر فادحة استدعت تدخل المروحيّات لإجلاء الجرحى. 

وتركّز القصف الإسرائيلي جنوب قطاع غزة، منذ ما بعد منتصف الليلة الماضية، على مدينة حمد ومحيطها، بالإضافة إلى محور القرارة شمال مدينة خانيونس. 

وتعرض حي الصبرة، بمدينة غزة، لقصف مدفعي مكثّف استهدف محيط شارع 8 جنوب الحي. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن قصف مدفعية الاحتلال لأرض زراعية في منطقة بئر النعجة، غرب مخيم جباليا، في محافظة شمال قطاع غزة.  

وشنت طائرات الاحتلال غارة على شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، تزامنًا مع تعرض المنطقة لقصف مكثف بالقذائف المدفعية، وإطلاق نار كثيف شمال وغرب المخيم، وسط إعلان الخدمات الطبية بغزة توقف عدة مركبات إسعاف نتيجة نقص الوقود.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الأحد، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 40.099 شهيدًا و92.609 مصابين. 

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، مجزرتين بحق أهالي القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 25 شهيدًا و72 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.