02-سبتمبر-2024
اليوم الـ332

جنود الاحتلال يداهمون منزلًا في الخليل بالضفة المحتلة (رويترز)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر البر والجو، عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ332 على التوالي، في الوقت الذي تشهد فيه مختلف القطاعات الاقتصادية في المدن الإسرائيلية إضرابًا عامًا، في محاولة جديدة للضغط على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للموافقة على وقف لإطلاق النار يمهد لصفقة تبادل للمحتجزين والأسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية، أن أربعة فلسطينيين استشهدوا، فضلًا عن إصابة آخرين، في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلًا في مخيم البريج، وسط قطاع غزة، كما أشارت الوكالة إلى أن طائرات الاحتلال شنت غارة على مخيم النصيرات، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف وعشوائي من آليات الاحتلال شمال المخيم.

ونقل مسعفون من الهلال الأحمر جثمان شهيد، وعدد من الإصابات، بعد استهداف الاحتلال بصاروخ استطلاع مجموعة من المواطنين قرب أرض أبو ستة على شارع صلاح الدين، إلى مستشفى شهداء الأقصى، في مدينة دير البلح وسط القطاع.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ323 على التوالي، في الوقت الذي تشهد فيه مختلف القطاعات الاقتصادية في المدن الإسرائيلية إضرابًا عامًا

وفي السياق، قصفت مدفعية الاحتلال منازل المواطنين جنوب غرب حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بالإضافة إلى قصف طائرات الاحتلال منزلًا بجوار مسجد الاستجابة بالحي ذاته.

وقال مراسل "وفا" إن جيش الاحتلال نسف مباني سكنية في محيط الكلية الجامعية بحي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من مدفعية الاحتلال صوب منازل المواطنين جنوب حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة.

واستشهد مواطنان، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال شقة سكنية عند مفترق عبد العال بشارع الجلاء شمال مدينة غزة، نقلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.

وقصف جيش الاحتلال مركبة أمام عيادة الرمال غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين، فيما استهدفت طائرات الاحتلال بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خانيونس، وقصفت المدفعية المنطقة الشمالية لمدينة رفح.

وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى 40.738 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 94.154 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

خسائر البنية التحتية في جنين تقدر بأكثر من 132 مليون دولار

وفي الضفة الغربية المحتلة، أسفر العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها منذ، الأربعاء الماضي، عن استشهاد 17 مواطنًا، وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية، بما فيها شبكتي المياه والكهرباء.

وقالت "وفا" إن جيش الاحتلال اقتحم قرية دير أبو ضعيف شرق جنين، واعتقلت شابين، وآخر من بلدة اليامون، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر، يحيى الزبيدي، شقيق الأسير، زكريا الزبيدي، بعد اقتحام منزله في حي الجابريات.

وأشارت "وفا" إلى أن قوات الاحتلال تواصل إخلاء العائلات من منازلها بطريقة قسرية، حيث أجبر الاحتلال عائلات تسكن حي "عبد الله عزام" في مخيم جنين على ترك منازلها، كما أخلت عائلات من أحياء الدمج والصوحه والفلوجه.

وأضافت الوكالة أن الاحتلال احتجز الأهالي في ساحة المخيم وحقق معهم ميدانيًا، فيما شهد المخيم حملات دهم وتفتيش واعتقالات واسعة، فيما انسحبت قوات الاحتلال، أمس الأحد، من الحي الشرقي للمخيم بعد حصار دام خمسة أيام، وأظهر الانسحاب خرابًا هائلًا في البنية التحتية والشوارع، ودمارًا كبيرًا في منازل المواطنين.

وقال شهود عيان لـ"وفا" إن قوات الاحتلال انسحبت من مسجد خالد بن الوليد الذي كانت تتخذه ثكنة عسكرية بعد تدنيسه وتحطيم نوافذه وترك مخلفات الطعام والشراب فيه. 

وأبقى الاحتلال على حصار مستشفيات المدينة، ومنع مركبات الإسعاف من نقل المرضى، فيما اعتدى جنود الاحتلال على طواقم متطوعة حاولت نقل الطعام والمؤن للعائلات المحاصرة في مخيم جنين.

وقال موقع "العربي الجديد" نقلًا عن وسائل إعلام فلسطيينة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة كفردان، غرب جنين، فيما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصة "فيسبوك" إطلاق قوات الاحتلال قنابل مضيئة في سماء البلدة أثناء اقتحامها.

ووصف رئيس بلدية جنين، نضال عبيدي، في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، الدمار الذي أحدثه جيش الاحتلال في المدينة وحيها الشرقي ومخيمها بأنه كـ"الزلزال"، مقدرًا خسائر التخريب بنحو 500 مليون شيكل، ما يعادل 135.2 مليون دولار.

ووفقًا لـ"العربي الجديد"، فإن وسائل إعلام فلسطينية أفادت باقتحام قوات الاحتلال مخيم الجلزون، شمال رام الله، بالإضافة إلى اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة باقة الحطب شرق قلقيلية، شمالي الضفة الغربية.

وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت الحرم الإبراهيمي أمام المصلين بحجة الأعياد اليهودية، اليوم الاثنين، وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يغلق الحرم عشرة أيام سنويًا بشكل كامل، بحجة الأعياد اليهودية، ويسلب حق العبادة من المصلين الفلسطينيين، ضاربًا بعرض الحائط بمشاعر المسلمين.

بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في وسط القطاع

إنسانيًا، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس الأحد، انطلاق حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في محافظة وسط قطاع غزة، على أن تمتد لكافة مناطق القطاع خلال الأيام القادمة.

وقالت الوكالة، عبر منصة "إكس"، إن: "المرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لمن هم دون سن العاشرة انطلقت في المناطق الوسطى لقطاع غزة"، مضيفة أن "حملة التطعيم في سباق مع الزمن للوصول إلى أكثر من 600 ألف طفل في القطاع خلال الأيام القادمة".

وفي منشور آخر، قالت الوكالة، اليوم الاثنين، إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق الوسطى من غزة دخلت يومها الثاني، وأضافت أنه في اليوم الأول فقط، تمكنت فرقها وشركاؤها من الوصول إلى حوالي 87 ألف طفل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ووفقًا لـ"الأناضول"، فإن الطواقم الطبية المشرفة على عمليات التطعيم في مراكز دير البلح، أبلغت عن ظهور علامات الإعياء وسوء التغذية على المئات من الأطفال الذين حصلوا على التطعيمات بسبب الظروف الصعبة التي يعيشوها جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ نحو 11 شهرًا.

وبحسب رئيس اللجنة الفنية لحملة التطعيم، مجدي ضهير، فإن حملة التطعيم تستمر من الأول حتى الرابع من الشهر الجاري في وسط القطاع، على أن تستكمل من الخامس حتى التاسع من الشهر ذاته في خانيونس، قبل أن تنتقل من التاسع إلى يوم الـ12 من الشهر الجاري إلى مدينة غزة وشمال القطاع.

إضراب عام في "إسرائيل"

دبلوماسيًا، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن الوسطاء يخططون لتقديم نسخة نهائية من مقترح وقف إطلاق النار خلال الأسابيع القادمة، وهي مسودة رجح مسؤول أميركي أن يكون رفضها من "إسرائيل" أو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمثابة نهاية للمفاوضات.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه ليس من الواضح على الفور ما إذا كان استعادة جثامين المحتجزين الستة ستجعل "إسرائيل" و"حماس" توافقان على المقترح الذي سيعرض خلال الأسابيع المقبلة.

وقال مسؤول أميركي رفيع إن: "الولايات المتحدة ومصر وقطر كانوا يعملون على المقترح النهائي قبل العثور على المحتجزين الستة في نفق تحت مدينة رفح جنوب غزة"، وأضاف: "هل يعرقل الصفقة؟ لا. إذا كان هناك أي شيء، فإنه يجب أن يضيف استعجالًا إضافيًا في هذه المرحلة النهائية، التي كنا بالفعل فيها".

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا لها، قالوا إن: "مباحثات الأسبوع الماضي ركزت على رهائن سيتم تبادلهم مع سجناء فلسطينيين"، وأشاروا إلى أن "المرحلة الأولى كانت تضم الرهينة الأميركي الإسرائيلي (هيرش غولدبيرغ-بولين) القتيل مع نساء ومسنين"، مرجحين أن تكون "المفاوضات أصبحت الآن أكثر تعقيدًا بعد التأكد من وفاة الرهائن الستة".

وقالت "حماس" في بيان لها إن: "محاولات تضليل الرأي العام التي يقودها المجرم (بنيامين) نتنياهو عبر استمراره في سياسة الخداع والكذب، للتنصل من المسؤولية عن حالة الانغلاق التي وصلت إليها المفاوضات، لن تعفيه من تحمل كامل المسؤولية بسبب استمرار العدوان الفاشي على قطاع غزة ووضعه المزيد من الشروط المعطّلة لجهود الوسطاء في التوصل لوقف إطلاق النار".

وكان مشرعون ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي قد جددوا، أمس الأحد، دعواتهم لوقف إطلاق النار بين "إسرائيل" و"حماس"، بعد العثور على جثث ستة محتجزين في نفق بقطاع غزة. بينما انتقد جمهوريون الرئيس، جو بايدن، ونائبته، كامالا هاريس، لعدم تقديم دعم أقوى لـ"إسرائيل".

إلى ذلك، أعلن الاتحاد العام لعمال إسرائيل "الهستدروت" تنفيذ إضراب عام، اليوم الاثنين، سعيًا لدفع حكومة الاحتلال إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة منهم.

وقال رئيس الاتحاد، أرنون بار ديفيد، في مؤتمر صحفي أمس الأحد، إنه: "علينا أن نوقف هذا التخلي عن (المحتجزين) الرهائن"، وتابع مضيفًا "توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك"، مؤكدًا أنه "غدًا (اليوم الاثنين) سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".