10-أكتوبر-2024
مئات الآلاف مهددين بالمجاعة

غارات الاحتلال خلفت دمارًا كبيرًا في مخيم البريج في غزة (رويترز)

في اليوم الـ370 من العدوان على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال استهداف مخيم جباليا في شمال غزة، وسط تحذيرات أممية من أن مئات الآلاف مهددين بالمجاعة.

في الوقت نفسه، يشهد مخيم الفارعة في الضفة الغربية المحتلة عمليات دهم لليوم الثاني على التوالي، بينما لا تزال مقاتلات الاحتلال تشن غارات جوية تستهدف جنوب وشرق لبنان، بالإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية.

وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، اليوم الخميس، إن ثلاثة أشخاص استشهدوا، وأصيب آخرون إثر قصف لقوات الاحتلال استهدف شارع الهوجا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

من جانبه، قال موقع "العربي الجديد" إن طائرات الاحتلال قصفت منزلًا شرق أرض أبو غولة غرب المخيم الجديد في النصيرات، فضلًا عن استهدافها في القصف الجوي جنوب شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

يواصل جيش الاحتلال استهداف مخيم جباليا في شمال غزة، وسط تحذيرات أممية من أن مئات الآلاف مهددين بالمجاعة

كذلك استهدف جيش الاحتلال بالمدفعية شارع السكة شرقي حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، فيما قصف جيش الاحتلال بالمدفعية محيط مستشفى كمال عدوان، شمالي غزة، كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بسقوط خمسة شهداء، بينهم ثلاثة أطفال، في غارة استهدفت منزلًا في خانيونس جنوبي قطاع غزة

وفي تعليقها على أوامر الإخلاء التي أصدرها الاحتلال الإسرائيلي للسكان المدنيين في شمال غزة، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إنه "يجب ألا يكون هناك تغيير في الطبيعة السكانية لقطاع غزة أو أراضيه، وهو ما يشمل أي إجراء من شأنه تقليص مساحة غزة".

من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، إن "مئات الآلاف يدفعون مرة أخرى للانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق"، وتابع مضيفًا "مرة أخرى، يتأرجح سكان غزة على حافة المجاعة من صنع الإنسان".

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42010 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 97720 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال يواصل اقتحام مخيم الفارعة

وفي الضفة الغربية المحتلة، أفادت وكالة "وفا" بأن قوات الاحتلال تواصل اقتحام مخيم الفارعة جنوب طوباس منذ، أمس الأربعاء، وسط انتشار مكثف للقناصة والقوات الراجلة، تخلله اندلاع مواجهات وإطلاق نار وانفجارات بين الفينة والأخرى.

وأضافت الوكالة أن جنود الاحتلال داهموا عددًا من المنازل، وشرعوا في عمليات تفتيشه فيها، إضافة إلى اعتقال عدة مواطنين، فضلًا عن إطلاقهم النار بشكل عشوائي داخل المخيم، فيما تعمل جرافاته العسكرية على تدمير البنية التحتية.

كما نقلت "وفا" عن مصادر محلية أن طائرة للاحتلال نفذت عملية إنزال لجنود في محيط المخيم من الجهتين الشمالية والجنوبية.

وأفادت مصادر في الهلال الأحمر لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على بؤرة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر داخل المخيم، وطالبت الطواقم والمتطوعين بإغلاق البؤرة والانسحاب منها،  وأكد مسعفون أن جنود الاحتلال عند اقتحامهم لبؤرة الإسعاف في المخيم أطلقوا النار على الأرض عند أرجلهم وفوق رؤوسهم، وأجبروهم على إغلاق نقطة الإسعاف ومغادرتها.

كما اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، مدينة البيرة من مدخلها الشمالي، وعمدت إلى إطلاق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومركباتهم خلال الاقتحام الذي شاركت به عدة آليات في منطقة البالوع بالبيرة، بحسب ما ذكرت "وفا".

وأفاد شهود عيان لـ"وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت عددًا من المنشآت التجارية أيضًا في منطقة البيرة الصناعية، بالإضافة إلى إغلاق البوابة الحديدة على الطريق الواصلة بين البيرة ومخيم الجلزون، لدى توافد عدد من المستعمرين إلى المنطقة.

وفي غضون ذلك، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال بلدتي بيرزيت وكوبر شمال رام الله، تخللها إطلاق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.

الاحتلال يواصل استهداف الطواقم الصحية في لبنان

قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، أمس الأربعاء إن دعوة الولايات المتحدة وفرنسا لهدنة مدتها 21 يومًا بين "إسرائيل" و"حزب الله"، ما زالت "مطروحة على الطاولة"، وذلك في مسعى لإيجاد طريقة لتطبيق قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

وأضافت المنسقة الأممية "نحن بحاجة إلى خارطة طريق واقعية لتنفيذ القرار 1701 من الجانبين. ويجب أن يشمل ذلك آليات واضحة للتطبيق والإنفاذ"، مشيرة إلى أن "في نهاية المطاف، عدم تنفيذ القرار 1701 على مدى السنوات الثمانية عشرة الماضية هو الذي أدى إلى الواقع القاسي اليوم".

وفي السياق، أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، بأن "العدو الإسرائيلي جدد استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف ضاربًا عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية".

وأعلن مركز عمليات الطوارئ أن "العدو الإسرائيلي شن غارة على مركز الدفاع المدني في بلدة دردغيا، ما أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة من المسعفين ورجال الإنقاذ في المركز، ولا تزال عمليات رفع الأنقاض مستمرة".

إلى ذلك، واصلت طائرات الاحتلال شن غارات جوية استهدفت مناطق مختلفة في جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن ضاحية بيروت الجنوبية بعد إصدار أوامر للسكان بضرورة الإخلاء، فيما أعلن "حزب الله"، أمس الأربعاء، أنه نفذ 22 عملية عسكرية ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى المستوطنات في شمال الأراضي المحتلة.