18-أكتوبر-2024
اليوم الـ378

أطفال فلسطينيون يجلسون على أانقاض منزل دمرته غارة إسرائيلة (رويترز)

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في اليوم الـ378 مرحلة جديدة بإعلان جيش الاحتلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى السنوار، أمس الخميس. وفي الوقت الذي كشفت تقارير صحفية عن انضمام ألوية جديدة إلى جيش الاحتلال بهدف توسيع حرب الإبادة الجماعية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قال موقع "أكسيوس" إن الولايات المتحدة تعتزم إرسال وزير خارجيتها إلى المنطقة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني أكدوا انتشال أطفالًا شهداء بعد قصف صاروخي من قبل قوات الاحتلال لمنزل في شارع النصر شمال غرب مدينة غزة، وتم نقلهم إلى مجمع الشفاء الطبي غرب المدينة.

كما أفاد المسعفون بانتشال شهيدين من منطقة واد العرايس شرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، بعد استهدافهما برصاص جيش الاحتلال، وتم نقلهما إلى مستشفى المعمداني في المدينة، وأشار المسعفون إلى إصابة عدد من المواطنين بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا بحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي.

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في اليوم الـ378 مرحلة جديدة بإعلان جيش الاحتلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يحيى السنوار

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن قوات مقاتلة من لواء "جفعاتي" انضمت إلى توسيع العملية العسكرية للفرقة 162 في منطقة مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة. 

وزعم جيش الاحتلال في بيانه أن قوات الفرقة وطائرات سلاح الجو قتلت في اليوم الأخير عشرات المقاومين في اشتباكات وقصف من الجو، ودمرت بنى تحتية عسكرية في المنطقة، كما هاجمت قوات من الفرقة 252 في وسط القطاع مبنى زعم جيش الاحتلال أنه يُستخدم لأغراض عسكرية.

من جانبها، حذرت وزارة الصحة في غزة من كارثة إنسانية حقيقية تواجه الأطفال حديثي الولادة في حضانة مستشفى "كمال عدوان" في بيت لاهيا، شمالي القطاع، وذلك في ظل ما تعانيه من أزمة الوقود ونقص الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة حصار الاحتلال الإسرائيلي لشمال القطاع لليوم الـ13 على التوالي.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، أمس الخميس، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى السنوار، وبحسب رواية جيش الاحتلال، فإن الرجل الذي كان يروج على أنه يعيش في الأنفاق محاطًا بالمحتجزين الإسرائيليين، كان على سطح الأرض وقاوم جنود الاحتلال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، حتى بعد إصابته بقذيفة دبابة إسرائيلية.

من جانبه، دحض المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونرو"، فيليب لازاريني، أمس الخميس، الادعاءات التي يتداولها الاحتلال الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن أحد موظفي الوكالة كان مع السنوار لحظة اغتياله في قطاع غزة.

وقال لازاريني في تدوينة على حسابه عبر منصة "إكس": "مجددًا، تستخدم (إسرائيل) معلومات غير مؤكدة لتشويه سمعة موظفي الأونروا"، موضحًا أن "الموظف المعني على قيد الحياة، وهو يعيش حاليًا في مصر، حيث سافر مع عائلته في نيسان/أبريل الماضي، عبر معبر رفح"، مشددًا على أنه "حان الوقت لوضع حد لحملات التضليل (الإسرائيلية)".

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 42,438 فلسطينيين وفلسطينيات، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 99,246 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

بلينكن إلى المنطقة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار

دبلوماسيًا، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، عقب إعلان جيش الاحتلال اغتيال السنوار، أمس الخميس، إنها ستضاعف جهودها مع الشركاء خلال الأيام المقبلة لإنهاء هذا الصراع، وقالت: "لم تكن هناك مفاوضات بشأن غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية (...) أميركا ترى فرصة في وفاة السنوار لإنهاء الحرب ونريد أن ننتهز هذه الفرصة (...) نتمنى لمن سيتولى قيادة حماس أن يفكر بطريقة مختلفة ويتعلم مما حدث".

من جهته، أكد السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن "هناك فرصة حقيقية لوقف إطلاق النار الآن والإفراج عن جميع الرهائن"، مضيفًا: "هناك فرصة الآن لليوم التالي في غزة دون أن تكون حماس في السلطة (...) وزير الدفاع (لويد أوستن) أعرب خلال مكالمة مع نظيره الإسرائيلي (يوآف غالانت) عن دعمه للإفراج الفوري عن الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة".

وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يعتزم إجراء زيارة إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة،مشيرًا إلى أن بلينكن سيناقش خلال زيارته سبل الدفع باتجاه اتفاق بشأن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة ووقف إطلاق النار.

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين، أمس الخميس، مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، جرى فيهما بحث سبل إنهاء الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية القطرية: "جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع، وسبل خفض التصعيد في لبنان، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".

كما أفادت وكالة أنباء السعودية الرسمية "واس"، أمس الخميس، بأن وزير الخارجية السعودي تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي، وجرى خلال الاتصال "مناقشة المستجدات في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها".

في الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن واشنطن تريد استئناف محادثات غزة بعد اغتيال السنوار، زاعمًا في إفادة صحافية دورية أن السنوار كان "العقبة الرئيسية" أمام التوصل إلى نهاية للحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من عام.

حزب الله ينتقل إلى مرحلة جديدة وتصاعدية

وفي شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال حزب الله في سلسلة بيانات منفصلة، اليوم الخميس، إنه استهدف بصليتين صاروخيتين تجمعًا لجنود الاحتلال في عيتا الشعب، فضلًا عن استهدافه بقذائف المدفعية تحركات لجنود الاحتلال رصدها عند أطراف بلدة كفركلا.

وقال الحزب في بيان منفصل إنه قصف بصلية صاروخية كبيرة منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، في الوقت الذي أفاد مراسل "العربي الجديد" بسماع دوي انفجارات في منطقة عكا والكريوت وأنحاء عدة في الجليل الغربي، فيما أعلن جيش الاحتلال أن صفارات الإنذار دوت في زرعيت بالجليل الأعلى، شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية إن الاحتلال الإسرائيلي واصل اعتداءاته على مدن وقرى قضاءي صور وبنت جبيل من منتصف الليل الفائت وحتى صباح اليوم الجمعة، فاستهدف طيرانه الحربي والمسيّر مناطق دمر خلالها مباني وأحياء كاملة، كما حصل في الحوش وحي بنايات الرز في العباسية، واستهدف بلدات رامية وبرعشيت ودبعال.

وفي بلدة مجدل سلم، شن الطيران المعادي غارات متتالية ما أدى إلى تدمير مسجد البلدة القديم، وأغار على بلدتي حداثا وياطر، كما استهدفت مدفعية الاحتلال بلدات عيتا الشعب، ورامية، والضهيرة، والبستان، ومارون الراس، ويارون، وأطراف مدينة بنت جبيل بقصف عنيف استمر أكثر من نصف ساعة، رافقه  إطلاق نيران رشاشات الاحتلال الثقيلة باتجاه بلدتي مروحين وطربيخا بالقطاع الغربي.

وكان حزب الله قد قال في بيان، اليوم الجمعة، إنه بصدد "الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة"، مضيفًا أن "حصيلة خسائر العدو (خلال التوغل البري) بلغت حوالي 55 قتيلًا وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، وأربع جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، وإسقاط مسيّرتين من نوع هرمز 450".

وارتفع عدد الشهداء جراء العدوان المتواصل على لبنان منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 2412 شهيدًا وشهيدة، ونحو 11267 جريحًا، فيما سجل نزوح أكثر 1.3 مليون لبناني من مدن وبلدات جنوب وشرق لبنان، فضلًا عن الضاحية الجنوبية لبيروت، ومخيمات اللجوء الفلسطيني المحاذية للضاحية.