حُسمت، في 10 من كانون الأول/ديسمبر، نتائج انتخابات المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر وذلك لصالح المستقلين بعد فوز الطالب عبدالله أنور، وهو رئيس اتحاد جامعة القاهرة، بمنصب رئيس اتحاد طلاب مصر، خلفاً لمحمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، فيما حصد الطالب عمرو الحلو، رئيس اتحاد جامعة طنطا، مقعد نائب رئيس الاتحاد.
حُسمت نتائج انتخابات المكتب التنفيذي لاتحاد طلاب مصر لصالح المستقلين
اشتدت المواجهة في حسم مقعد رئيس الاتحاد، بعد أن تساوت الأصوات بواقع 21 صوتًا لصالح كل مرشح مما اضطر اللجنة المشرفة على الانتخابات إلى الإعادة بخصوص مقعد الرئيس مرة أخرى لتُحسم لصالح عبدالله أنور بواقع 25 صوت من أصل 40 صوتًا، وتحصل على الأصوات الباقية هشام عبدالله، وهو رئيس اتحاد طلاب جامعة الاسكندرية. فيما حسم عمرو الحلو مقعد نائب الرئيس بحصده 23 صوتًا مقابل 19 صوتًا لصالح محمود رشدي من جامعة جنوب الوادي.
15 دقيقة قلبت الموازين
عقب تعادل المرشحين على رئاسة الاتحاد، اجتمعت اللجنة المشرفة على الانتخابات، لاتخاذ قرار يقضي إما بإعادة إجراء جولة الإعادة بين المرشحين مرة أخرى، أو بعمل قرعة بين الطالبين، وتم الاستقرار على إعادة الانتخاب مرة أخرى.
خلال 15 دقيقة، وهي فترة الاجتماع، تلقى طه زكي رئيس اتحاد طلاب جامعة السادات اتصالاً هاتفيًا من رئيس جامعته مفاده توجيه التصويت لصالح الطالب هشام عبدالله، مرشح جامعة الاسكندرية. خرج زكي ليفضح الأمر خلال الاستراحة، ما جعل المصوتين يعيدون حساباتهم في تلك الدقائق ورفضوا وصاية الجامعة وتوجيهها للتوصيت لصالح طرف معين، ورجحت الكفة في نهاية المطاف للمستقل عبدالله أنور.
كان مسلسل الضغط مستمرًا خلال الأسبوع السابق للانتخابات، حيث قام مسؤول بوزارة التعليم العالي بالاتصال برؤساء الاتحادات الطلابية لإقناعهم بالتصويت لصالح مرشحي "صوت طلاب مصر" إلا أن تلك المحاولات جميعها باءت بالفشل وانقلبت على صانعها وتوحد رؤساء الاتحادات للتصويت لصالح المستقلين أملًا في الهروب من وصاية الإدارة نحو التحرر واستقلال الجامعة.
صوت طلاب مصر.. هزيمة دراماتيكية
مُني "صوت طلاب مصر"، التابع لحزب "مستقبل وطن"، الذي يقوده رئيس الاتحاد السابق محمد بدران المعروف بعلاقاته القوية بالسلطة في مصر، بهزيمة قوية في انتخابات اتحاد طلاب مصر، حيث خسر مقعدي الرئيس ونائبه وكذلك لم يحصل على أي من مقاعد المكتب التنفيذي الذي يضم أمناء اللجان، واكتفى بحصد مقعدين فقط من مقاعد مساعدي أمناء لجان اتحاد طلاب مصر في لجنتيها "الاجتماعية والأسر"، بينما حصد المستقلون باقي مقاعد اللجان المختلفة بالكامل بين أمين ومساعد أمين، رغم التوجيه الواضح الذي حدث لصالح "صوت طلاب مصر".
دولة الطلاب تحكم
عقب إعلان النتيجة، عمت الفرحة الوسط الطلابي احتفالًا بالانتصار الذي حققته الحركة الطلابية بفوز أنور والحلو، واعتبرته الكيانات الطلابية انتصارًا تاريخيًا، بعد جهود حثيثة كافحت من خلالها القوى الطلابية لعودة النشاط الطلابي إلى مكانته مرة أخرى، ونجاته من الكيان التابع للدولة على أن لا يتم حجزه مرة أخرى لأي كيان ينسق مع الدولة وإدارة الجامعة، مما قد يجعل من اتحاد طلاب الجامعة مجددًا لعبة وأداة في يد رئاسة الجامعة، لتحركه، هذه الأخيرة، كما تشاء بعيدًا عن فتح الملفات الطلابية والعمل عليها بشكل جدي. وقد حسم المكتب التنفيذي أيضًا، الذي يضم رؤساء اللجان، للمستقلين وبالتالي يمكن اعتبار انتخابات طلاب مصر 2015/2016، انتصار حقيقي للحركة الطلابية.
بعد إعلان النتيجة، حدد رئيس الاتحاد عبدالله أنور 3 ملفات ضمن أولويات عمله عند الاجتماع مع مجلس الاتحاد، وهي تعديل اللائحة الطلابية، العمل على ملف الطلاب المحبوسين، والمشاركة في إعداد قانون التعليم العالي، وجميعها مطالب نادت بها الحركات الطلابية ولم يكن لها أي تطور إيجابي في ظل تولي محمد بدران لرئاسة الاتحاد في السابق نظرًأ لتوجهه الصريح لصالح السلطة.
وكان نائب رئيس الاتحاد، عمرو الحلو، قد دون على صفحته الشخصية على فيسبوك، "أشكر ثورة يناير، والطلاب الذين أدركوا المخاطر التي يمر بها الحراك الطلابي وقاموا بإنقاذ الحراك وعدم الخضوع لوصاية الجامعة التي كانت تحاول فرض التصويت لصالح مرشحي "صوت طلاب مصر" لكن إرادة الطلاب كانت عكس ذلك وانتصرت بعيدًا عن الوصاية التي آن الأوان أن تُرفع وتحظى الجامعة بالاستقلال".
مُني "صوت طلاب مصر" التابع لحزب "مستقبل وطن" المقرب من السلطة في مصر بهزيمة قوية
وهنئت بعض الحركات الطلابية السياسية الطلبة بانتصارهم، فنشرت حركة طلاب مصر القوية بيانًا "تشكر فيه الطلاب الذين ساعدوا على إتمام تلك العملية الانتخابية، وتوجهوا بالتهنئة لصالح أنور والحلو متمنين أن يكونوا معبرين بحق عن طلاب الجامعات المصرية". أما طلاب حزب الدستور، فقد أكدوا في بيانهم أن "المعركة الانتخابية الطلابية هي صورة مصغرة لبلد كامل، لعب فيه الطلاب دور أبطال يناير بانتزاعهم لحقوقهم الشرعية من بين يدي مغتصبها".
تعتبر نتيجة الانتخابات الطلابية هذه السنة "ضربة موجعة" تلقاها "صوت طلاب مصر" من ناحية، ومن ناحية أخرى، أكدت هذه الانتخابات رهان الطلاب ومقدرتهم مواصلة الكفاح الطلابي وقيادة صفوف الثورة، وإعطاء مثال حي على استكمال الطرق والسبل المتاحة، فرغم الاستبعادات والشطب من القوائم والتضييق وفرض الوصاية من قبل الإدارة وغيرها من الممارسات التي تعرض له الطلاب خلال العملية الانتخابية، لم يتوقف زحفهم نحو وضع الجامعة على الطريق الصحيح مرة أخرى.
اقرأ/ي أيضًا: