أثارت المقابلة التلفزيونية التي أجراها وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حمد حسن، عاصفة من ردود الفعل الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما أعلن من خلالها أن الوزارة ستسمح ببيع الأدوية المخزّنة التي اكتشفت عند أحد تجار الأدوية، والذي ينتمي للفريق السياسي الذي يمثله حمد حسن، كي لا يخسر صاحب المخزن الأموال التي اشترى بها هذه الأدوية، بعد يوم واحد فقط من مداهمة حسن للمخزن، على الهواء مباشرة، واكتشاف كميات كبيرة من الأدوية المخبأة منذ أشهر طويلة، بهدف بيعها لاحقًا بعد رفع الدعم، في الوقت الذي يموت فيه اللبنانيون من ذوي الأمراض المزمنة، بسبب عدم توفّر الدواء لهم.
سعى وزير الصحة اللبناني حمد حسن منذ بداية جائحة كوفيد-19، إلى إظهار نفسه بمظهر البطل الذي يقاتل ليلًا نهارًا للدفاع عن صحة اللبنانيين، لكنّ الفضائح المتتالية التي اعترت عمله أظهرت العكس تمامًا
اللبنانيون انتظروا أن يتم إنزال أشد العقوبات وصولًا إلى الإعدام، بعصام خليفة صاحب المخزن مع شريكيه، أحدهما هو شقيق القيادي في حزب الله، الوزير والنائب السابق محمد فنيش، ليتفاجأ الرأي العام بأن حمد حسن قرر حماية المحتكر لأنه من فريقه السياسي، وسمح له بيع الأدوية المخزنة!
وبذلك انضمت هذه الحادثة إلى حوادث أخرى تورّط بها حمد حسن، الوزير الذي يسعى منذ بدء جائحة كوفيد-19، إلى إظهار نفسه بمظهر البطل الذي يقاتل ليلًا نهارًا للدفاع عن صحة اللبنانيين، لكنّ الفضائح المتتالية التي اعترت عمله، كانت تُظهر العكس تمامًا.
في أبرز التعليقات والتغريدات في هذا المجال، قالت الناشطة بترا صليبا إن وزير الصحة يخرج على الإعلام للدفاع عن محتكّر للأدوية، في الوقت الذي يعتصم مرضى السرطان، لأنهم غير قادرين على تأمين الأدوية اللازمة لمرضهم ما يهدّد حياتهم، واستغربت من مدى الإجرام الذي وصل إليه أهل السلطة في لبنان، وتحدّى الناشط حسين فواز، الوزير حسن بأن يتجرّأ ويكشف عن الجهة السياسية التي تدخّلت لديه، في موضوع المحتكر عصام خليفة، ومنعته من إحالته إلى القضاء، وسأله عن جدوى اقتحامه لمستودعات التخزين التي تصنّف كخطوط حمراء يُمنع المسّ بها، ووصف عمله بالاستعراضي.
وضمن السياق نفسه، اعتبر الناشط ألكسندر أن حمد حسن شريك في الجريمة، من خلال تستّره على محتكر مجرم وقاتل أطفال بحسب وصفه، فيما أشار الناشط رجا أبو المنى، إلى أن محتكري الأدوية في لبنان، باتوا معروفين بالأسماء، وهم محميين من أناس نافذين في الدولة، وقال إن عملية التخزين والاحتكار تتمّ بحسب التوزيع الطائفي، فيما يخص مافيات احتكار الأدوية والبضائع المدعومة، والتي لا يصل منها إلى المواطن سوى النذر القليل.
أما الناشط حسن شكر فقال إن سمعة المحتكر عصام خليفة، كانت بالنسبة للوزير حسن أهم من إنقاذ أرواح 500 مواطن، وإن طريق البراءة كانت أسهل بالنسبة له من طريق السجن، في بلد يكون فيه الظالم أنبل من المظلوم! واعتبر الناشط عباس الطفيلي أن كل مواطن في لبنان يعجز عن إيجاد الدواء، يكون المذنب هو حمد حسن، بسبب فشله وتقاعسه عن القيام بمسؤولياته، ودعاه إلى مصارحة اللبنانيين حول عجزه عن مواجهات مافيات وكارتيلات تخزين الدواء.
وفي ذات الإطار توجّهت الناشطة سوسن مهنا للوزير حمد حسن بسؤاله إن كان ممكنًا لمرضى السرطان أن يتوجهوا إلى المستودعات التي تمّت مداهمتها، والحصول على الأدوية التي يحتاجونها، بما أنه تمّت تبرئة "الحُجّاج" المسؤولين عن الاحتكار، ومن باب التهكّم، دعا الناشط نبيه فواز الوزير حسن لتقديم برنامج "المسامح كريم" التلفزيوني، بسبب قيامه بمسامحة المحتكرين.
اقرأ/ي أيضًا: