تستمر التكهنات بتسيد الموقف فيما يخصّ باخرة الوقود الإيرانية الأولى التي انطلقت باتجاه لبنان، بحسب ما أعلن أمين عام حزب الله، حسن نصرالله في ذكرى العاشر من محرم، مع تواتر أخبار في اليومين الأخيرين، تشير إلى أنها سترسو في ميناء بانياس في سوريا، وتّنقل صهاريج المازوت منها إلى لبنان عبر البر، بدون أن يكون هناك تأكيد رسمي للخبر، بالرغم من أن نصرالله قال في أحد خطاباته أن وجهتها ستكون مرفأ بيروت، في الوقت الذي تشتدّ فيه أزمة المحروقات في لبنان، وتنخفض ساعات التغذية بالتيار الكهربائي إلى أدنى مستوياتها بسبب نقص زيت الفيول الحاد لدى شركة كهرباء لبنان، وعدم قدرة أصحاب المولدات على تأمين المازوت لتشغيل مولداتهم وإمداد المنازل والمؤسسات بالكهرباء.
انقسمت الآراء في لبنان تعليقًا على مسألة باخرة الوقود الإيرانية، فرحّب جمهور حزب الله بالخطوة، بينما شكّك جمهور كبير بجدوى هذه السفن، وقدرتها على معالجة المشكلة، كما تخوّفوا من أن تورّط لبنان بمشاكل مع المجتمع الدولي
وتبيانت آراء اللبنانيين حول باخرة الوقود القادمة، والبواخر التي من المحتمل أن تليها، فرحّب جمهور حزب الله بالخطوة، وشكر إيران على اعتبار أنها تساند الشعب اللبناني في محنته، بينما شكّك جمهور كبير بجدوى هذه السفن، وقدرتها على معالجة المشكلة، كما تخوّفوا من أن تورّط لبنان بمشاكل مع المجتمع الدولي هو في غنى عنها اليوم، بسبب العقوبات المفروضة على إيران، واعتبروا أن الهدف منها سياسي، ولن تعود بنفع كبير على اللبنانيين، فيما المطلوب هو إيجاد حلول حقيقية لأزمة المحروقات التي أنهكت المواطن اللبنانيين، الذي يقضي لياليه في الظلمة الحالكة، ونهاراته على طوابير البنزين.
وقد أشارت الناشطة نور نعمة إلى نية وفد لبناني وزاري زيارة سوريا، لتنسيق موضوع نقل المازوت إلى لبنان، ما يعني أن السفينة الإيرانية ستنجح في فكّ الحصار المفروض على سوريا، بينما سخر الناشط يوسف غنيم من فكرة رسو الباخرة في سوريا، على اعتبار أن مشكلة لبنان الأساسية فيما يخصّ المحروقات، سببها تهريب المازوت والبنزين إلى سوريا، وبالتالي فإنه يتوقّع أن يُعاد تهريب المازوت الذي تحمله السفينة إلى سوريا، بعد أن يلعب حزب الله دور البطل لإحضاره المازوت إلى لبنان، بدون أن يستفيد اللبنانيون منه.
من جهته اعتبر الدكتور حسين عطوي أن من يظّن أن بواخر إيران ستحلّ المشكلة في لبنان هو مشتبه وواهم، فلبنان بحاجة إلى عدة بواخر أسبوعيًا، وهي لا تكفيه اليوم بسبب الاحتكار والتهريب، الذي تتورّط جميع الأحزاب به، ودعا إلى التوقّف عن استغباء الشعب، وعن تحقيق المكاسب على حساب كرامة المواطن، فيما رأى الناشط خليل سعد، أن تغيير مسار السفينة الإيرانية من بيروت إلى سوريا، كان بسبب زيارة أحد المسؤولين الأمريكيين، لرئيس الجمهورية ميشال عون، وإبلاغه رفض الولايات المتحدة لرسوّ السفينة في مرفأ بيروت.
بينما تحدّث الناشط علي الأمين بدوره عن تحوّل لبنان إلى بلد يتسوّل المساعدات من الآخرين، بسبب فشل سياسيه في إدارة الدولة، من الغاز المصري والكهرباء من الأردن، إلى الباخرة الإيرانية والمساعدات التي تقدّمها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، فيما لا تتوقف زيارات أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى بيروت، وضمن السياق نفسه قال الناشط ألفونس غصن إن لبنان سيتقسم اليوم بين البنزين الإيراني، المازوت الإيراني والفيول السوري، فيما لن يجدّ اللبناني سوى الموت، وسيتعزّز دور الميليشيات في أرجاء لبنان.
وكان من اللافت إطلاق جمهور حزب الله والكثير من الحسابات غير المعرفة موجة تغريدات عبر وسوم متعددة تتعلق بالحديث عن مسألة الباخرة الإيرانية وتصوير وصولها، أو اقتراب وصول حمولتها إلى لبنان، على أنه الحل الذي سينقذ البلد ويحل عشرات المشاكل التي يعيشها المواطن اللبناني.
اقرأ/ي أيضًا:
منظمة الصحة العالمية تحذر من متحور جديد لفيروس كورونا انطلق من كولومبيا