21-سبتمبر-2024
تتعرض كاترينا آرمسترونغ لحملة تحريض إسرائيلية (جامعة كولومبيا)

رفضت الأوساط الإسرائيلية الاعتذار الذي قدمته كاترينا آرمسترونغ للطلبة (جامعة كولومبيا)

تواجه الرئيسة المؤقتة لجامعة كولومبيا، كاترينا آرمسترونغ، حملة تحريض إسرائيلية، على خلفية تقديمها اعتذارًا للطلبة المؤيدين لفلسطين، والرافضين للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذين اعتقلتهم شرطة نيويورك داخل الحرم الجامعي، بعد قرار رئيسة الجامعة السابقة، نعمت شفيق، بإخلاء الحرم الجامعي من المتظاهرين.

واتهمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الجامعة بأنها أصبحت "رمزًا للاحتجاجات العنيفة في الجامعات بالولايات المتحدة"، ونشرت تقريرًا جاء تحت عنوان "الانحطاط الأخلاقي ومعاداة السامية: رئيسة جامعة كولومبيا تعتذر للمؤيدين للفلسطينيين"، ووصفت تصريحات آرمسترونغ، بـأنها "خطوة مثيرة للجدل، وأنها تمامًا عكس ما تحتاجه جامعة كولومبيا".

كما تعرضت الرئيسة المؤقتة لجامعة كولومبيا، لانتقادات شديدة من أعضاء الجالية اليهودية في الجامعة، الذين اعتبروا اعتذارها عن قرار إدارة الجامعة من الطلبة المتظاهرين داخل الحرم الجامعي أنه "إهانة".

اتهمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الجامعة بأنها أصبحت "رمزًا للاحتجاجات العنيفة في الجامعات بالولايات المتحدة"

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن الطالبة، مايا زوكرمان، وهي عضو في رابطة الخريجين اليهود بالجامعة، قولها: "بدلًا من الاعتذار للمتظاهرين المعادين للسامية، يجب عليها الاعتذار للطلاب اليهود لفشلهم في حمايتهم من التمييز والمضايقات المستمرة".

كما نقلت كذلك تصريحات، روري لانكمان، وهو خريج كلية الحقوق بجامعة كولومبيا، قال فيها إن: "اعتذار آرمسترونغ علامة مشؤومة مع بدء العام الدراسي الذي يفتتح باعتذار عن فرض القيود الأساسية في الوقت والمكان والأسلوب على المتظاهرين المناهضين لإسرائيل، الذين أرهبوا المجتمع اليهودي في كولومبيا، وأثروا على الطلاب والموظفين الآخرين في الحرم الجامعي".

بدوره، تساءل رئيس رابطة الخريجين اليهود بالجامعة، فاري شاراغا، بخصوص تصريحات آرمسترونغ، قائلًا: "لماذا تعتذر؟ الاعتذار يبعث برسالة مفادها أنه لا ينبغي أن تكون هناك عواقب لخرق القواعد، هذا هو عكس ما تحتاجه كولومبيا تمامًا في الوقت الحالي".

أما عضو هيئة التدريس في كلية الطب بالجامعة، يوئيل بروكس، فقال: "هذا عار على الجامعة. أريد أن أعرف أين الاعتذار للطلاب اليهود الذين عانوا من معاداة السامية وتم استهدافهم من قبل خيام الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين؟"، وأضاف: "هذا الاحتجاج امتد إلى ما هو أبعد من الحرم الجامعي، ويشكل اليوم تهديدًا لليهود أينما كانوا. هذا يؤثر عليّ في مواصلة عملي. أريدها أن تعتذر للطلاب اليهود".

من جانبه، وصف البروفيسور في كلية إدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر في الجامعة، أساف زيفي، اعتذار آرمسترونغ، بأنه "غير ضروري ومخيب للآمال"، معتبرًا "هذا الاعتذار يعكس ضعف القيادة ويفتح الباب لتصرفات غير مسؤولة"، مشيرًا إلى أن "الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات وانتهكوا لوائح الجامعة وحتى ارتكبوا جرائم، يتلقون دعمًا بهذا الاعتذار".

في المقابل، ردت جامعة كولومبيا على التحريض الإسرائيلي والانتقادات في أوساط المجتمع اليهودي بالجامعة، بالقول إن: "آرمسترونغ عملت على إشراك مجموعة واسعة من الطلاب ومجتمعات الحرم الجامعي والاستماع إليها، وسمعت عن الضرر الذي تعرضوا له في العام الدراسي الماضي".

وكانت الرئيسة المؤقتة لجامعة كولومبيا، كاترينا آرمسترونغ، قد أجرت أول لقاء لها مع صحيفة الجامعة "كولومبيا سبكتاتور"، وخلال المقابلة، قدمت اعتذارها لأولئك الذين أصيبوا أو تأذوا بسبب عمليات الفض التي نفذتها شرطة نيويورك، في نيسان/ أبريل الماضي، لمخيم التضامن مع غزة، حيث قامت الشرطة باعتقال أكثر من 200 طالب داخل الحرم الجامعي.

وعند سؤالها، عن موقفها من قرار رئيسة الجامعة السابقة، نعمت شفيق، بالسماح لشرطة نيويورك بدخول الحرم الجامعي مرتين، ما أدى إلى أكبر اعتقالات جماعية في جامعة كولومبيا، منذ الاحتجاجات التي شهدها الحرم الجامعي عام 1968، رفضًا للحرب الأميركية ضد فيتنام، أجابت آرمسترونغ: "أعلم أن هذا أمر صعب بالنسبة لي أن أقوله، لكنني أفهم أنني أشغل هذه الوظيفة الآن، لذا فإنه إذا كان بإمكانك إخبار جميع من تأذى أو أصيب من ذلك، فأنا آسفة للغاية، وأعلم أنه لم يكن أنا، لكنني آسفة حقًا، لقد رأيت ذلك، وأنا آسفة حقًا".

وأضافت: "عندما نواجه أي شيء، فإنه يتعين علينا أن نكون ملتزمين للغاية بالمبادئ، ومبادئنا هي طلابنا وبيئة حيث يمكن للناس أن يتمتعوا بحرية التعبير، ونحن ندعم المناقشة، ونفعل هذه الأشياء، ويتعين علينا أن نلتزم بمبادئنا من حيث ضمان استمرار أنشطتنا الأكاديمية، وأن نكون واضحين للغاية بشأن ذلك، لأن هذا هو الالتزام الذي قطعته لطلابنا وأساتذتنا"، وأكدت: "أريد فقط أن أقول إنني أرى الضرر الذي حدث، وأنا ملتزمة بشدة بالعمل معكم جميعًا، وأعمل مع المجتمع بأكمله لمعالجة هذا الضرر وفهمه".

وشددت آرمسترونغ، على التزامها "بضمان التوازن بين حرية التعبير والمهمة الأكاديمية للجامعة"، معلنةً عن تحديثات لإجراءات الجامعة للتعامل مع الاحتجاجات، وأن "قواعد سلوك الجامعة هي السياسة التي تحكم المظاهرات في الحرم الجامعي".

يشار إلى أن كاترينا آرمسترونغ، التي شغلت منصب النائبة التنفيذية لرئيس الجامعة لشؤون الصحة والخدمات الطبية الحيوية، قد استلمت في منتصف أب/أغسطس الماضي، منصب رئاسة الجامعة مؤقتًا، بعد استقالة نعمت شفيق، من منصبها كرئيسة لجامعة كولومبيا، على خلفية الانتقادات  الشديدة التي وجهت إليها بسبب تعاملها مع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، والرافضين للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، وصلت إلى حد تدخل الشرطة واعتقال طلبة محتجين من داخل الحرم الجامعي.