الترا صوت – فريق التحرير
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا بعنوان "الهروب الهادئ للمسلمين من فرنسا"، مبينة فيه أنه وسط الاستعدادت لحملة الانتخابات الفرنسية القادمة في نيسان/أبريل من العام الحالي، التي تشهد هجومًا على الهجرة إلى فرنسا، تعرف البلاد هجرة معاكسة، من المسلمين من الجيل الثاني إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأمريكا، مما يشير إلى أزمة أعمق تتخبط فيها البلاد.
وسط الاستعدادت لحملة الانتخابات الفرنسية القادمة التي تشهد هجومًا على الهجرة إلى فرنسا، تعرف البلاد هجرة معاكسة، من المسلمين إلى خارج البلاد
افتتحت الصحيفة الأمريكية تقريرها في حديث للروائي الفرنسي من أصول جزائرية صبري لواطة، الذي هاجر من فرنسا عقب الهجوم على صحيفة شارلي إبدو. حيث عبر لواطة عن ارتباطه العميق بفرنسا، لكنه لم يعد يشعر بالأمان فيها، فيذكر موقفًا تعرض فيه للهجوم والوصف "بالعربي القذر". يقول كاتب السيناريو والروائي الذي يكتب بالفرنسية والمتزوج من امرأة فرنسية، عن هجرته: "لقد دفعتني هجمات 2015 إلى المغادرة، لأنني فهمت أنهم لن يغفروا لنا".
لم يكن لواطة الوحيد الذي ترك فرنسا، حيث يستعرض التقرير تجربة عمار مكروس الذي استقر مع زوجته الفرنسية وأطفاله في مدينة ليستر البريطانية، قائلًا عن ذلك "أنا فرنسي، متزوج من فرنسية، وأتحدث الفرنسية، وأحب الطعام والثقافة الفرنسية، لكنني في فرنسا، لست فرنسيًا". في عام 2016، أسس مكروس مجموعةً على موقع فيسبوك باسم "المغتربون المسلمون الناطقون بالفرنسية في المملكة المتحدة" التي انضم إليها أكثر من 2500 شخص، مشيرًا إلى أن معظمهم من العائلات الشابة والنساء اللواتي يجدن صعوبةً في الحصول على العمل مع ارتداء الحجاب. رغم أن الأماكن التي هاجروا إليها، لم تكن خاليةً من التمييز، لكن التقرير يشير إلى أنهم شعروا بفرصة وقبول أكبر، ولم يتم التشكيك في حقيقة أنهم فرنسيين.
وتشير الصحيفة إلى أن منافسي الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، من اليمين وهم ماريان لوبان وفاليري بيكريس وأريك زامور يقودون حملات مناهضة للمهاجرين "باعتبارهم تهديدًا حضاريًا للأمة". رغم أن الصحفية تشير إلى أن فرنسا تفقد العديد من المهنيين والحاصلين على التعليم العالي والذين يشكل المسلمون جزءًا منهم، نتيجة التمييز الذي يتعرضون له. إذ ارتفعت الأعمال العدائية ضد المسلمين الذي يشكلون حوالي 10% من السكان في عام 2020 بنسبة 52% مقارنةً مع العام الذي سبقه، وفقًا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان التابعة للحكومة الفرنسية. كما أشار التقرير إلى أن الذين يحملون أسماء عربية ويتقدمون للوظائف لديهم فرص أقل بنسبة 32% لاستدعائهم للمقابلات. وفي عام 2017، بين تقرير رسمي أن الشباب الذين تبدو ملامحهم عربية أو سوداء كانوا عرضة لفحص هوياتهم من قبل الشرطة الفرنسية عشرين ضعف المواطنين الآخرين.
في عام 2017، بين تقرير رسمي أن الشباب الذين تبدو ملامحهم عربية أو سوداء كانوا عرضة لفحص هوياتهم من قبل الشرطة الفرنسية عشرين ضعف المواطنين الآخرين
وقال الأستاذ في جامعة ليل أوليفييه إستيفيز والذي عمل على بحث شمل عينةً من 900 مهاجر مسلم إلى فرنسا، إن المطاف ينتهي بهم في المساهمة في اقتصاد كندا أو بريطانيا، معتبرًا أن فرنسا تطلق النار على نفسها. فيما قال الباحث جيرمي ماندين والذي يعمل ضمن مشروع بحثي حول هجرة المسلمين من فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى أن العديد من الشباب الفرنسي المسلم أصيب بخيبة أمل، قائلًا: "لقد لعبوا وفقًا للقواعد، وفعلوا كل ما طلب منهم، وفي النهاية لم يتمكنوا من عيش الحياة التي يرغبون بها".
اقرأ/ي أيضًا: