ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن أكثر من عشرين فنانًا أعلنوا عن مقاطعتهم لمهرجان سيدني 2022 عشية انطلاقته، بسبب اتفاقية بين إدارة المهرجان والسفارة الإسرائيلية في استراليا، لتمويل بعض الفقرات والأعمال الفنية في المهرجان، ما أغضب شرائح واسعة من الفنانين والناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
ويعدّ الممثل الكوميدي توم بالارد، المعلّق يومي ستينز، وشركة ماروجيكو للرقص، هم أبرز من أعلن مقاطعته للمهرجان، بالإضافة إلى عدد آخر من الفنانين والفرق الفنية والموسيقية، الذين استجابوا للحملة الداعية لمقاطعة المهرجان، والتي أطلقها ناشطون وجمعيات عربية في أستراليا مؤيدة للقضية الفلسطينية ورافضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
نبذة عن مهرجان سيدني
الفكرة الأساسية من مهرجان سيدني الذي تنظمه لجنة سيدني وحكومة نيو ساوث ويلز، هي جذب سكان سيدني إلى وسط المدينة في شهر العطلة في كانون الثاني \ يناير، وقد أقيم للمرة الأولى في العام 1977، وأصبح مع الوقت أحد أكبر وأهم المهرجانات الثقافية والفنية التي تشهدها أستراليا وحاز شهرة عالمية، وقد اشتهر على الدوام باستقدام أهم الفنانين من حول العالم إلى مسارح سيدني، وتقديم أفضل المواهب الأسترالية إلى العالم.
نسخة هذا العام من المهرجان لا يبدو أنها ستكون كسابقاتها، وهي ستنطلق وسط زوبعة كبيرة ظهرت إثر الإعلان عن تمويل السفارة الإسرائيلية للعمل الراقص Decadance، المفاجأة الأكبر تمثلت بأن قيمة التبرع لم تتخطَ مبلغ 20 ألف دولار، وهو رقم صغير جدًا بالنسبة للميزانية الهائلة المرصودة للمهرجان، ما يطرح علامات استفهام حول قبول إدارة المهرجان باتفاقية تمويل Decadance، وإشهار العداء لعشرات الفنانين المحليين والعالميين المؤيدين للقضية الفلسطينية، والمناهضين لآلة القتل الإسرائيلية.
التمويل الإسرائيلي لفقرات من مهرجان سيدني، وحملات المقاطعة التي دعت إليها الجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية، حازت على اهتمام ناشطي وسائل التواصل على العالم، وظهرت الكثير من الآراء المؤيدة لقرار المقاطعة، والداعمة للفنانين والفرق الفنية المقاطعة، والمنتقدة لقرار إدارة المهرجان بقبول التمويل من السفارة الإسرائيلية.
حملة مقاطعة المهرجان أطلقتها الصحفية والناشطة جنين خالق، التي قالت إن لجنة المهرجان لم تسقط الدعم الإسرائيلي ليس لأنها خائفة على خسارة 20 ألف دولار، بل بسبب دعمها الواضح لنظام الفصل العنصري، وأشارت إلى أن التواصل بين لجنة المهرجان والسفارة الإسرائيلية، بدأ إبان المجازر الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة.
وأشارت خالق في تغريدة أخرى إلى عازف موسيقي آخر انسحب من المهرجان بسبب رفضه التخلي عن شراكته مع نظام الفصل العنصري، وقالت إنها تقدّم كل مشاعر الحب والتضامن مع الفنانين المنسحبين.
وفي أبرز المواقف في هذا المجال، قال الممثل الكوميدي المعروف توم بالارد عبر صفحته على تويتر، إنه قرر الانسحاب من مهرجان سيدني، بعد استماعه لدعوات المقاطعة، بسبب قبول إدارة المهرجان لمساعدة من إسرائيل والشراكة معها، وبالتالي فهو لن يؤدي عرضه الذي كان مقررًّا ليلة العروض الكوميدية في المهرجان.
مجموعة التضامن الإيرلندية الفلسطينية، رحبت عبر صفحتها على تويتر، بقرارات مقاطعة المهرجان، الذي ينتهك بشكل مخجل الفلسطينيين، ويقبل مساعدة بقيمة 20 ألف دولار من سفارة نظام الفصل العنصري بحسب تعبير الصفحة.
الصحفي والناشط الأسترالي المعروف بخطابه المناهض للإسلاموفوبيا سي دجيه وارلمان، قال إن أستراليا لم تشهد في السابق تأييدًا لفلسطين بهذا الشكل، ورأى أن مقاطعة المهرجان هي نقطة تحول رئيسية في الجهود المبذولة لعزل نظام الفصل العنصري ثقافيًا، دبلوماسيًا، واقتصاديًا.
الباحث المتخصص في الشؤون الجهادية كيال أورتون، قال إن المقاطعة ربما لن تجلب السلام للفلسطينيين، لكن الناشطين يهدفون من خلال هذه الخطوة لإيجاد منصة والقول من خلالها إن القضاء على إسرائيل لن يتم إلا بهذه الطريقة .
اقرأ/ي أيضًا: