في مباراة دراماتيكية ومجنونة، خسرت الجزائر أمام ضيفتها الكامريون بهدفين لهدف، لتتأهل الأخيرة إلى مونديال قطر 2022، وتخرج الجزائر وسط خيبة أمل كبيرة، بعدما قدّمت مباراة مميزة للغاية، ونجحت في السيطرة وخلق الكثير من الفرص وعاندها فيها سوء الحظ، إذ تلقت هدفًا في الدقيقة 124 بالرغم من تفوقها الواضح طوال المباراة، في وقت رُسمت علامات استفهام كبيرة حول أداء الحكم باكاري جاساما الذي صبّت كل قراراته في الحالات الجدلية لصالح الكاميرون.
الجزائر تبحث عن تأهلها السادس
دخلت الجزائر المباراة بمعنويات مرتفعة، بعد الفوز الثمين ذهابَا خارج أرضها بالهدف النظيف الذي سجّله إسلام سليماني، إذ يكفيها التعادل للتأهل إلى كأس العالم، ومصالحة جماهير الكرة الجزائرية، بعد الفشل في بلوغ مونديال روسيا 2018، والخروج المهين من دور المجموعات في كأس إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها الكاميرون بالذات بداية العام الحالي.
في المقابل فإن الكاميرون تحمل الرقم القياسي الإفريقي بالمشاركة في المونديال، حيث تأهلت سبع مرات في السابق، وهي تحاول تعويض إخفاقها في التصفيات السابقة، عندما فشلت في التأهل إلى مونديال قطر، إلا أن الأسود غير المروضة يدركون صعوبة المهمة، بعد الخسارة ذهابًا في الكاميرون بهدف نظيف.
الكاميرون تباغت مضيفتها وتعود في النتيجة
دخل جمال بلماضي مدرب الجزائر المباراة بالرسم التكتيكي 3-4-3 كما كان في الحال في مباراة الذهاب، بالعناصر نفسها باستثناء مشاركة يوسف عطال بدلًا من رامي سبعيني، كذلك حافظ سونج مدرب الكاميرون على رسمه التكتيكي المفضّل 4-4-2.
الدقائق العشرون الأولى من المباراة لم تشهد الكثير من المحاولات، واكتفى الفريقان بجس النبض ومحاولة إبعاد الخصم عن مناطقه. في الدقيقة 23 حصلت الكاميرون على ركلة ثابتة لُعبت داخل منطقة الجزاء، أخطأ الحارس مبولحي في تقديرها، فأفلتت منه ووصلت إلى المهاجم شوبا مواتينغ فأودعها داخل الشباك الجزائرية، ليمنح منتخب بلاده التقدم بالمباراة، ويتعادل الفريقان في مجموع المباراتين 1-1.
هدف الكاميرون حوّل ضغط المباراة إلى منتخب الخضر، حيث بات يتوجب على محاربي الصحراء في حال تلقوا هدفًا آخر، أن يسجلوا هدفين لتعويضه، فانطلق منتخب الجزائر باحثًا عن هدف التعادل، فيما ارتد الضيوف إلى مناطقهم للدفاع عن مناطقهم، وامتصاص ردة فعل الخصم. طالب الجزائريون بركلة جزاء ثلاث مرات خلال الشوط الأول، واحدة منها على الأقل كان من الممكن احتسابها، لكن الحكم المثير للجدل باكاري جاساما أمر بمواصلة اللعب وسط احتجاجات جماهير ملعب مصطفى تشاكر في البليدة، لينتهي بعدها الشوط الأول بتقدم كاميروني، بانتظار الإثارة في الشوط الثاني.
شوط ثان دون تغيرات برغم سيطرة الجزائر الواضحة
حاول المنتخب الجزائري مباغتة ضيفه مطلع الشوط الثاني، فانطلق نحو الهجوم، ونجح في تسجيل هدف بواسطة إسلام سليماني في الدقيقة 48، لكن الحكم الغاه بداعي التسلّل. وسدّد رياض محرز كرة قوية مباغتة في الدقيقة 55 تصدّى لها الحارس أونانا ببراعة وأبعدها إلى ركلة ركنية لم تثمر.
واصل أونانا تألقه، وتصدّى على دفعتين لتسديدة سليماني أفضل لاعبي فريقه في المباراة، وردّ عليه رايس مبولحي وتصدّى لهدفين محققين في الدقيقة 68، ليصالح جماهير الجزائر بعد خطئه الذي تسبّب بالهدف الأول.
هدأ نسق المباراة بعدها، وبدا واضحًا أن الفريقين يفضلان تجنّب تلقي الهدف القاتل، على المغامرة الهجومية والبحث عن الهدف الفوز، وانتظرت الجزائر الدقائق الخمس الأخيرة لمحاولة سرق المباراة، فخلقت بعض الفرص الخطيرة، خاصة بواسطة رياض محرز، وقف الحارس أونانا لها بالمرصاد، ليعلن الحكم بعدها عن نهاية الوقت الأصلي، ويحتكم الفريقان لشوطين إضافيين.
الجزائر تلعب ضد أونانا
تواصلت السيطرة الجزائرية، وصنعوا أولى الفرص الخطيرة في الأشواط الإضافية بواسطة إسلام سليماني، الذي حول كرة عرضية برأسه، لكن الحظ عانده ولامست كرته الشباك الخارجية، لكن إصرار سليماني كان أكبر وأقوى، وتواصل سوء طالع سليماني وألغى الحكم هدفًا له في الدقيقة 100، بعد العوة للفار بداعي ارتكاب خطأ، في ظل احتجاج كبير من الجزائريين.
واصل أونانا تألقه، وتصدى ببراعة لقذيفة صاروخية من اسماعيل بن ناصر في الدقيقة 110، وفيما كانت المباراة تستعد للذهاب للركلات الترجيحية، خطف البديل أحمد توبة هدف التقدم للجزائر برأسه، لكن الأفراح الجزائرية لم تدم طويلًا، إذ سجل إيكامبي هدف التأهل للكاميرون في الدقيقة 124، في سيناريو خطف الأنفاس، لتخرج الجزائر من الباب الضيق، بالرغم من الأداء الكبير الذي قدمه لاعبوها.