حسم ريال مدريد لصالحه بطولة الدوري الإسباني عن جدارة واستحقاق، ولم تحدث مفاجآت فيما يخصّ المراكز المؤهّلة لدوري أبطال أوروبا، بينما ازدادت الإثارة بمعركة الهروب من الهبوط للدرجة الثانية، لحظات دراميّة انتهت بهبوط غرناطة إلى الدرجة الثانية، رفقة ألافيس وليفانتي.
ريال مدريد يحسم الليغا مبكّرًا ويتفرغ للأبطال
بعكس بطولتي الدوري في إيطاليا وإنجلترا اللتين استمرت فيهما الإثارة حتى الجولة الأخيرة، قبل أن تتحدد هوية البطل، نجح ريال مدريد في حسم الليغا مبكّرًا قبل أربعة جولات من نهايتها، ليعزّز رقمه القياسي بعدد التتويجات ( 35 مرة ) ويصب جهوده وتركيزه على المنازلة المنتظرة مع ليفربول السبت القادم، ضمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ريال مدريد استحق التتويج باللقب بالنظر إلى الأداء القوي والثابت الذي قدمه على امتداد الموسم، مستفيدًا أيضًا من ضعف المنافسة، ونجح معه كارلو أنشيلوتي في أن يصبح المدرب الأول في التاريخ الذي يتوّج بالدوريات الخمس الكبرى، فيما كان لافتًا التألق الاستثنائي لقائد الفريق كريم بنزيما الذي تصدّر لائحتي الهدافين وصانعي التمريرات الحاسمة، ولا بدّ أيضًا من الإشارة إلى المستوى الكبير الذي قدمه نجوم الفريق، في مقدمهم المخضرم لوكا مودريتش الذي بصم على أفضل مواسمه بالرغم من تقدمه بالسن، والبرازيلي الشاب فينيسيوس الذي أسكت كل الأصوات التي انتقدته في السابق، بالإضافة إلى الحارس البلجيكي تيبو كورتوا.
تشافي ينقذ موسم برشلونة
بعد بداية موسم متعثرة على إثر رحيل أسطورة النادي ليونيل ميسي، والتخبط الإداري والفني والقيود على تسجيل الصفقات الجديدة، نجح المدرب الشاب تشافي نجم الفريق السابق، في إعادة برشلونة إلى السكة الصحيحة، بعدما استلم مهمة التدريب على إثر إقالة رونالد كومان قبيل انتهاء مرحلة الذهاب، فتقدّم البلاوغرانا تدريجيًا في سلم الترتيب لينجح أخيرًا في إنهاء الدوري في المركز الثاني، ويتأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، الأمر الذي كان يبدو بعيد المنال لجماهير النادي لحظة استلام تشافي، مع ابتعاد الفريق عن المراكز الأربعة الأولى بفارق كبير.
سيرافق برشلونة وريال مدريد إلى دوري الأبطال كلّ من أتلتيكو مدريد وإشبيلية، وبالتالي فإن الفرق الأربعة الأولى في إسبانيا احتلت المراكز الأربعة الأولى كما كان متوقعًا.
تراجع واضح في مستوى أتلتيكو مدريد حامل اللقب
فشل أتلتيكو مدريد في الحفاظ على اللقب الذي حققه في العام الماضي، في ظلّ التراجع الواضح في مستوى الفريق، خاصةً خلال مرحلة الذهاب، مع تراجع قوة دفاعه التي تميّز بها السنوات الأخيرة، وكانت السبب الرئيسي الأخير في تتويجه بنسخة 2020-2021. تلقّى الفريق 43 هدفًا هذا الموسم في الدوري، ليكون الدفاع الأضعف من بين الفرق التي احتلت المراكز الثمانية الأولى. ينتظر سيميوني الكثير من العمل وتدعيم الفريق بالصفقات المناسبة في حال أراد العودة إلى المنافسة الموسم المقبل وتجنّب الإقالة.
من جهته فشل إشبيلية في المحافظة على المستوى المميز الذي قدمه في مرحلة الذهاب، ما جعله الوحيد القادر على منافسة ريال مدريد والبقاء قريبًا منه، وتراجع الأداء بشكل كبير في مرحلة الإياب، ليتراجع معه إلى المركز الرابع وسط علامات استفهام كبيرة، مع العلم أن الفريق الأندلسي حلّ ثالثًا في المجموعات في دوري الأبطال بالرغم من أن القرعة أوقعته في مجموعة سهلة، ثم خرج من دور الـ 32 من الدوري الأوروبي مسابقته المفضلة، وبالنتيجة فإن لوبيتيجي مطالب هو الآخر بتعديل الأوتار في الموسم القادم، وإلا سيكون مصيره مشابهًا لمصيره مع ريال مدريد عندما كان مدربًا له.
بيتيس وسوسيداد في الدوري الأوروبي
ضمن صراع المراكز الأوروبية، تأهّل ريال بيتيس وريال سوسيداد إلى الدوري الأوروبي، بتفوّقهما على فرق عريقة بقيمة فياريال، فالنسيا وأتلتيك بلباو. الفريق الأندلسي بدأ الدوري بشكل متعثر، لكن أداءه ومستواه تحسنا بشكل واضح في مرحلة الإياب، وحقّق سلسلة انتصارات متتالية جعلته قريبًا حتى من المركز الثاني، لكن كتيبة مانويل بيليغريني فشلت في الحفاظ على النسق في الأمتار الأخيرة، وأنهت الدوري في المركز الخامس، وهو مركز ممتاز يعكس العمل الكبير الذي قام به المدرب التشيلي، والذي تُوّج بكأس الملك بعد الفوز على فالنسيا في النهائي.
في المقابل وبالعكس من ريال بيتيس، فإن سوسيداد بدأ الدوري بقوة كما كان الحال في العام الماضي، وبقي لفترة طويلة ضمن مربع الأربعة الكبار، قبل أن ينهار في مرحلة الإياب ويتقهقر إلى المركز السادس.
فياريال في المؤتمرات وغرناطة يتجرع كأس الهبوط
البطاقة المؤهلة إلى دوري المؤتمرات الأوروبي كانت من نصيب فياريال بعد تحقيقه المركز السابع، في موسم كبير لن ينساه عشاق الغواصات الصفراء، بدأوه وهم أبطال للدوري الأوروبي، وقدموا ملحمة تاريخية في دوري الأبطال، بعد أن أقصوا يوفنتوس وبايرن ميونيخ وبلغوا نصف النهائي، وتميّز أداؤهم في الدوري تحت قيادة أوناي إيمري باللعب الهجومي الممتع، وتوّجوا موسمهم بفوز معنوي على برشلونة في الكامب نو في الجولة الأخيرة.
بعد تأكّد هبوط ألافيس وليفانتي في الجولات الماضية، بقيت المنافسة مشتعلة على البقاء بين ثلاثة فرق حتى الجولة الأخيرة. كان يكفي غرناطة الفوز في المرحلة الأخيرة، أو تعثر قاديش أو مايوركا في الجولة الأخيرة للبقاء في الجولة الأخيرة، لكن أحكام كرة القدم وسيناريواتها المجنونة عاندت الفريق الأندلسي، فبالرغم من تعادله السلبي مع إسبانيول، فاز مايوركا وقاديش خارج أرضهما على أوساسونا وألافيس تواليًا، وأمنا بقاءهما في دوري الأضواء، ليهبط غرناطة إلى الدرجة الثانية.