عقدت شركة "أوبن إي آي" للذكاء الاصطناعي اتفاقًا تاريخيًا مع شركة "آكسل شبرينغر" (Axel Springer) المتخصصة بنشر الأخبار عالميًا، يتيح لروبوت المحادثة "تشات جي تي" (ChatGPT) توفير ملخصات إخبارية من مواقع شهيرة تابعة للشركة.
يشكّل هذا الاتفاق، دون شك، حدثًا استثنائيًا في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل موجة منتشرة بين أوساط الناشرين والفنانين والمؤلفين، الذين يسعون لاتخاذ إجراءات قانونية بحق الشركات المطوّرة لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لكونها، وحسب قولهم، تنتهك حقوق الملكية الفكرية، وتستخدم محتواهم وإبداعاتهم الفنية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
يتيح الاتفاق لروبوت المحادثة "تشات جي تي" توفير ملخصات إخبارية من مواقع شهيرة تابعة للشركة
ففي وقت سابق، أقام مؤلفون أمريكيون، منهم جورج آر. آر. مارتن مؤلف سلسلة "أغنية الجليد والنار"، دعوى قضائية بحق شركة OpenAI التي زعموا أنها تنتهك حقوق الطبع والنشر.
ومن المقرر أن تظهر مزايا هذا الاتفاق حالما يصبح نافذًا. فعلى سبيل المثال، إذا طرح المستخدم سؤالًا على ChatGPT، فسيجب عنه بملخصات من المقالات الإخبارية المنشورة على مواقع إلكترونية مثل "بوليتيكو" (Politico)، و"بيزنس إنسايدر" (Business Insider)، و"بيلد" (Bild) وغيرها.
وسيتضمن ChatGPT كذلك مقالات حصرية تقتصر عادةً على المشتركين في تلك المواقع الإلكترونية، على أن تحتوي الأجوبة التي يقدمها للمستخدمين: "روابط المقالات الكاملة لأجل الشفافية".
ولا تعد هذه الاتفاقية الأولى التي تبرمها OpenAI مع أحد الناشرين، فقد عقدت اتفاقًا مع وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) في شهر يوليو/تموز الماضي، واستطاعت بذلك ضمّ أرشيف الأخبار لدى الوكالة إلى بيانات التدريب.
أما الاتفاقية الجديدة مع Axel Springer، فتقضي بأن تستفيد OpenAI من محتوى المواقع الإعلامية التابع لشركة النشر في تدريب نماذج اللغة الضخمة، ومنها نموذج GPT-4.
وكانت رابطة (News Media Alliance)، التي تُمثّل أكثر من 2200 ناشرًا، قد أصدرت بحثًا في شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت، أوضحت من خلاله أن البيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مستمدة بمعظمها من محتويات شركات النشر؛ إذ يفوق حجمها محتوى الويب العام بعامل يتراوح بين 5-100 تقريبًا.
