شكّلت نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية جدلًا واسعًا، حول فوز المرشح دونالد ترامب، وتفاجأ معظم المحللين السياسيين والصحافيين، بما آلت إليه الأمور. وشمل هذا الجدل، ما تداوله الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت أنباء حول تأثير موقع "فيسبوك" على النتائج، وقدرته على تحويل الرأي العام ودفعه إلى اختيار أحد المرشحين. وذلك تبعًا لخاصية الـ"نيوز فيد"، التي اتهم مستخدمون، مؤسس الموقع، بأنه وجهها لتعطي صورة محددة، وهو ما ساهم في إرساء نتيجة انتخابات الرئاسة إلى ما وصلت إليه.
اتهم مؤسس فيسبوك بأنه سمح للأنباء الوهمية أن تنتشر على موقعه وتؤثر على فوز ترامب
هذا الرأي، دفع بمؤسس الموقع مارك زوكربيرغ، إلى الخروج بمؤتمر صحافي، رفض فيه اعتبار أن الأنباء "الوهمية"، التي نُشرت على موقعه، قد أثَّرت بأي شكل من الأشكال على نتائج الانتخابات الأمريكية، واصفًا هذا الرأي بأنه "فكرة في غاية الغباء". وأكد زوكربيرغ أن "الناخبين يتخذون القرارات على أساس ما عاشوه وجربوه"، موضحًا أنه من "اللاتعاطف المحض التأكيد على أن السبب الوحيد في تصويت الناس، على النحو الذي صوتوا به، يعود إلى الأنباء الوهمية"، ومشيرًا إلى أن من يؤمن بذلك قد "فشل في استيعاب" الرسالة، التي أرسلها أنصار دونالد ترامب خلال الانتخابات.
اقرأ/ي أيضًا: تحديثات فيسبوك.. خصائص جديدة للموقع الأشهر
كما رفض، الشاب الذي يعدّ من أهم المؤثرين على الرأي العام في العالم، الرأي القائل إن صفحات "آخر الأخبار (نيوز فييد)" الخاصَّة بالناس على الموقع تصبح، بشكل متزايد، أكثر شخصية إلى درجة لم تعد معها وجهات النظر المعارضة مرئية، وهي ظاهرة تعرف باسم "فقاعة المصفاة"، حيث يُزوَّد المستخدم بالأخبار التي يحب أو يفضل الاطلاع عليها، من خلال عملية تصفية وفلترة تقنية، ما يجعله على غير معرفة بالآراء المخالفة له.
رفض زوكربيرغ اعتبار الـ"نيوز فيد" في فيسبوك حالة مضللة للرأي العام
مؤكدًا أنه تمت دراسة الأمر، "وأنه مهتم به على نحو جدي"، ومضيفًا أنه من أجل أن يكون ثمة تأثير جيد على العالم فإنه يريد أن يكون لدى الناس تنوع في المعلومات". وقام زوكربيرغ بمقارنة المشهد الإعلامي الحالي مع نظيره قبل عشرين عامًا، عندما كان لدى الناس المقدرة للوصول إلى عدد قليل من شبكات التلفزيون والصحف الكبرى. "لقد حصلتم على كافة أخباركم مصفاةً ومفلترة عبر ذلك"، وفق ما يقول.
ويوضح مارك، أنه مع وجود فيسبوك، صار "لدى معظم المستخدمين أصدقاء يمتلكون وجهات نظر سياسية مختلفة عنهم. حتى لو كان 90% من أصدقائك من الديمقراطيين، فلعل 10% منهم من الجمهوريين. وحتى لو كنت تعيش في ولاية أو بلدة فإنك ستعرف بعض الناس الذين يعيشون في ولايات أو بلدان أخرى". مضيفًا: "هذا يعني أن المعلومات التي تحصل عليها من خلال النظام الاجتماعي ستكون بطبيعتها أكثر تنوعًا مما كنت لتحصل عليه عبر محطات الأخبار".
ويختم زوكربيرغ أن المشكلة هي أن الناس لا "تشتبك" مع المحتوى الذي لا يتوافق مع نظرتهم للعالم، وفقًا لنزعة تحيزية بشرية. وهو ما لا يعني أن المعلومات المتنوعة غير موجودة هناك، ولكن أن الناس لم يشتبكوا معها بنسب أعلى".
اقرأ/ي أيضًا: