طردت المنتخبات الأوروبية ما تبقّى من فرق لاتينية في كأس العالم، فأقصت بلجيكا البرازيل في الدور ربع النهائي بهدفين لهدف، بعد ساعات من انتصار فرنسا على الأوروغواي بهدفين دون رد، ليضرب الجاران موعدًا في الدور نصف النهائي، ويضمنا خوض 7 مباريات في المونديال الحالي بعد إتمامهما لخمس، حيث انتصرت بلجيكا في كلّ مبارياتها، بينما تعادلت فرنسا في واحدة وفازت في أربع، بانتظار ما ستسفر عنه مباريات الدور ربع النهائي بين إنجلترا والسويد، وكرواتيا وروسيا مستضيفة البطولة.
لم تنجح البرازيل في قلب تأخّرها بهدفين بتاريخ المونديال سوى مرّة واحدة في بطولة 1938
توقّع الكثيرون مباراة سهلة لزملاء نيمار وكوتينيو أمام فريق بلجيكا المدجّج بالنجوم، والذي يوصف بجيل بلجيكا الذهبي، فالبرازيل قدّمت أداءً رائعاً أمام المكسيك بدور الستة عشر، بينما عانت بلجيكا الأمرّين أمام فريق ليس بالكبير نسبيّاً، في قلبت تأخّرها أمام اليابان بهدفين دون رد إلى فوز أسطوري في الدقائق الأخيرة 3-2.
بدأت البرازيل المباراة بقوّة، فأهدر تياغو سيلفا فرصة ثمينة عندما ارتطمت كرته التي لم يحسن استقبالها بالقائم، قبل أن يضيع زميله باولينيو فرصة افتتاح النتيجة، وبانت أفضليّة بلجيكا في خطّ الوسط، نظراً لغياب النجم البرازيلي كاسيميرو عن المباراة بسبب الإنذارات، ومن ركلة ركنيّة افتتح أهداف اللقاء البرازيلي فيرناندينيو عندما سجّل في مرماه الهدف الأول بعدما ارتطمت الكرة بيده.
اقرأ/ي أيضًا: البرازيل أكبر صانع للمفاجآت في تاريخ المونديال.. فهل تفعلها في روسيا؟
هدفٌ أربك البرازيليين، بالمقابل شكّلت هجمات بلجيكا المنسّقة بقيادة نجم اللقاء كيفن دي بروين خطورة كبيرة، وقاد لوكاكو مثلّث الرعب البلجيكي، حيث أمدّه كلّاً من هازارد ودي بروين بكرات سريعة أحسن خلالها نجم مانشستر يونايتد بزيادة قلق البرازيليين، في وقت أهدر به خط السامبا الأمامي فرصاً بالجملة، فطوراً تضيع الكرة بسبب رعونة المهاجمين، وتارة يتألّق الحارس العملاق تيبو كورتوا.
بعد مرور نصف ساعة على اللقاء، استلم لوكاكو الكرة من منتصف الملعب، وحماها ببنيته القويّة، وتخطّى ثغرات البرازيل الخلفية، ومرّر كرة على طبق من ذهب للأشقر دي بروين، والذي أودعها هدفاً ثانياً في الشباك البرازيليّة، ليصبح نجم مانشستر سيتي اللاعب رقم 100 الذي يسجّل في مونديال روسيا، بغض النظر عن الأهداف العكسيّة.
بالغ نيمار في تمثيل السقوط أمام الحكّام، فلم يصدّقه أحد عندما تتم عرقلته بالفعل
مع نزول فيرمينيو في الشوط الثاني، تكون البرازيل قد رمت بكافّة أوراقها الهجوميّة، علّه يفلح بتحقيق ما عجز عنه رفاقه، فالفريق لم ينجح في تاريخه بقلب تأخّره بهدفين إلى فوز سوى مرّة واحدة في مونديال 1938 أمام السويد، وانتصرت حينها 4-2، لكنّ تألّق كورتوا الاسطوري أكثر من مرّة، وتنظيم بلجيكا الرائع، والذي اعتمد على المرتدّات الخطيرة، لم يساعد البديل على تكوين الفارق، على الرغم من أفضليّة البرازيل في هذا الشوط، حيث افتقد فريق السامبا للكثير من الحظ، وتأثّر لاعبوها بقرارات حكم اللقاء، إذ جنت البرازيل نتائج ما فعله نيمار بالفريق..
اقرأ/ي أيضًا: نيمار.. المتهم بريء حتى تثبت إدانته
إذ عمد نيمار في البطولة على اللجوء للتمثيل من أجل تحصيل الركلات الثابتة، وجعل من نفسه أضحوكة تداولتها كافّة وسائل التواصل الاجتماعي، لكثرة مبالغته بالتمثيل، بل عمد في هذه المباراة على ادّعاء الإصابة أمام حكم اللقاء الصربي ميلوراد مازيك، ورغم أن الأخير أبدى تسامحاً عندما لم يمنحه بطاقة صفراء على ذلك، لكنّه رفض في أكثر من مرّة اللجوء لتقنيّة الفيديو في كلّ مرّة يتعرّض بها نيمار للعرقلة، وأثبتت الإعادة في بعض الحالات صحّة ادّعاء نيمار، لكنّ سمعته أضرّت به وبفريقه.
عادت البرازيل لأجواء اللقاء عندما سجّل ريناتو أغوستو برأسه هدف تقليص الفارق، قبل أن تكمل البرازيل نسقها الهجومي الذي أبدع الحارس البلجيكي في إحباطه أكثر من مرّة، ليعلن الحكم نهاية المباراة وتأهّل بلجيكا إلى الدور نصف النهائي لأوّل مرّة في تاريخها منذ مونديال المكسيك 1986، وخروج آخر الفرق اللاتينية من البطولة بعد إقصاء فرنسا لكلّ من الأوروغواي والأرجنتين، وخروج كولومبيا أمام إنجلترا، والبيرو من الدور الأوّل، وحدث هذا الأمر أكثر من مرّة، آخرها في مونديال ألمانيا 2006، عندما غابت فرق أمريكا الجنوبية عن المربّع الذهبي، وهنا سيتوجّب على فرق القارّة التي منحت عشّاق الكرة أجمل الفنّيات الكروية عبر العصور أن تعيد حساباتها من جديد.
اقرأ/ي أيضًا:
فرنسا تطرد الأرجنتين من كأس العالم.. ونجوم التانغو في طريقهم للاعتزال
بعد خلاصها من لعنة ركلات الترجيح.. قدم إنجلترا في نهائي كأس العالم