ليلة الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، خرج محمد البرادعي عن صمته في بيان من 13 بندًا، وهو البيان الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي بـ #بيان_البرادعي. تحدث الأخير عن عدة نقاط أساسية وأهمها: أنه "فوجئ باعتقال الدكتور محمد مرسي إبان أحداث 30 يونيو وأن ذلك تم دون علم القوى المدنية".
أهم ما ميز ردود الأفعال على بيان البرادعي هي حالة السخط، من المؤيدين والمعارضين على السواء واتهمه النشطاء بالخروج متأخرًا عن صمته
وجاء في بيان البرادعي أيضًا أن أولوية العمل في هذه الفترة كانت بالنسبة له "تتركز على ضرورة حقن الدماء، الحفاظ على السلمية والتماسك المجتمعي من خلال خارطة طريق، تمت صياغتها في عجالة، بنيت على افتراضات مختلفة بالكامل عن تطورات الأحداث بعد ذلك".
اقرأ/ي أيضًا: 30 يونيو.. فشل الإخوان وغضب الشعب واستغلال العسكر
ويقول البرادعي أيضًا إنه "وفي أثناء مساعيه لحقن الدماء والسلمية في ذلك الوقت، فوجئ باستخدام القوة لفض الاعتصامات وهو الأمر الذي لم يكن ليقبل به ليس فقط لأسباب أخلاقية ولكن لتوفر أرضية اتفاق مشتركة بين الأطراف المختلفة (أنصار الرئيس - المجلس العسكري الممثل للجيش - القوى المدنية)".
يشير البرادعي أيضًا، في بيانه، إلى ما اعتبرها "محاولات تشويه وهيستيريا أرادت النيل منه ومن سمعته منذ عمله بالوكالة الدولية للطاقة الذرية"، فيما يتعلق بعملها في التفتيش على برنامج العراق النووي، وتعرض للاتهامات التي لاحقته، "زورًا وبهتانًا"، حسب البيان، حول زيارته لإسرائيل أو عمالته لأمريكا وزيارته لها قبل 30 يونيو للترويج لعزل مرسي".
اقرأ/ي أيضًا: مأزق الاصطفاف في مصر
وقال عنها إنها "اتهامات باطلة طالته، لا أساس لها من الصحة"، مشيرًا إلى اختراق خصوصيته بعدما تعرض له إثر تسجيل وإذاعة المكالمة التي أجراها مع أحد الوزراء في الولايات المتحدة، والتي تم تسجيلها وأذاعها النظام وقتها، على يد المذيعين المقربين من النظام أحمد موسى، الذي أسماه المتخابر الأكبر، وعبد الرحيم علي.
ونفى البرادعي، في بيانه، "قبول فض اعتصام رابعة بالقوة"، مؤكدًا أن مستقبل مصر يبقى مرهونًا بالتوصل إلى صيغة للعدالة الانتقالية والسلم المجتمعي وأسلوب حكم يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعلم والعقل".
أهم ما ميز ردود الفعل على بيان البرادعي هي حالة السخط عليه، من المؤيدين والمعارضين على السواء، فاتهمه النشطاء بالخروج متأخرًا عن صمته، ساخرين بقولهم: "خدمة الإنترنت تعود للنمسا بعد ثلاث سنوات" على هاشتاج #بيان_البرادعي، وتساءل كثيرون عن مغزى اختيار هذا التوقيت لخروج البيان.
بينما أشار آخرون إلى أن الغرض من البيان في هذا التوقيت هو "إبراء ذمته تاريخيًا من العنف والدماء"، واعتبروا أن ذلك لا يمكن أن ينفي خطأه، كونه كان جزءًا من المشهد المصري. أما البعض الآخر، فقد انتقد عدم اعتراف البرادعي بأي خطأ قد يكون قام به خلال الفترة التي تصدر فيها واجهة المشهد السياسي في مصر.
أما أبرز ردود الأفعال على البرادعي فكانت من محمد عبد العزيز، عضو المركز القومي لحقوق الإنسان وأحد مؤسسي حركة تمرد، التي قادت الانقلاب على مرسي، حيث قال "عبد العزيز"، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه وبصفته أحد الحاضرين عند إعداد بيان 3 يوليو فهو يؤكد أن "أغلب ما قاله الدكتور البرادعي "كذب"، وذكر في تدوينة ثانية بعض التفاصيل لإثبات ذلك.
لكن بعض الآراء ثمنت بعض البنود، التي وردت في البيان، ومنها أن "استقالة البرادعي كانت أكبر إزعاج للنظام حينها وأهم احتجاج رسمي على مشاهد الدم والعنف في الشوارع المصرية".
اقرأ/ي أيضًا:
مبادرة حجي.. هل تفتح ثغرة في جدار السياسة المصرية؟