الترا صوت – فريق التحرير
تتوالى الأخبار والتحقيقات التي تكشف عن تعرض هواتف معارضين ومشتغلين في حقوق الإنسان للاختراق من خلال برمجية بيغاسوس للتجسس التي طورتها شركة NSO الإسرائيلية. كان آخرها تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية حول اختراق السلطات البحرينية لهواتف معارضين وناشطين في حقوق الإنسان في المملكة. واستند تقرير الغارديان الذي جاء بعنوان "الشيء الأكثر إيذاءً، كيف تخنق برامج التجسس حقوق الإنسان في البحرين"، إلى تحقيق جنائي صادر عن مشروع سيتزن لاب التابع لجامعة تورنتو الكندية بالشراكة مع مجموعة الخليج لمراقبة الحريات والصحافة (ريد لاين).
تتوالى الأخبار والتحقيقات التي تكشف عن تعرض هواتف معارضين ومشتغلين في حقوق الإنسان للاختراق من خلال برمجية بيغاسوس للتجسس التي طورتها شركة NSO الإسرائيلية
تحقيق سيتزن لاب الذي كان قد كشف في شهر أغسطس/ آب 2021 عن اختراق 9 هواتف تعود إلى معارضين بحرينيين، أعلن القائمون عليه في 18 شباط/ فبراير الحالي عن اكتشاف 3 اختراقات جديدة تعود إلى ناشطي حقوق الإنسان في البحرين. حيث كان من بين المستهدفين المحامي محمد التاجر، الذي اخترق هاتفه، بعد أسبوع من صدور التقرير الأول عن حالات الاختراق في البحرين. كما تم اختراق هاتف الطبيبة النفسية شريفة سوار المقيمة في بريطانيا، بعد اتهامها أحد أفراد العائلة الملكية في البحرين بالترويج لأدوية ذات استخدام ترويحي للأطفال في المدارس.
بالإضافة لسوار والتاجر، تم استهداف صحفي فضل عدم الكشف عن اسمه، كان نشيطًا في بث أخبار حركة الاحتجاجات البحرينية المطالبة بالديمقراطية. وكان تقرير سابق لسيتزن لاب، قد كشف استخدام برمجية بيغاسوس للتجسس من قبل البحرين ودول عربية أخرى مثل الإمارات والمغرب والسعودية عام 2017 أي ما قبل توقيع اتفاقيات التطبيع.
بالعودة إلى تقرير الغارديان، فإنه يشير إلى أن المحامي محمد التاجر كان قد تلقى تحذيرًا من شركة آبل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 يشير إلى تعرض هاتفه للاختراق. التاجر الذي لم ينخرط في نشاطات حقوقية منذ خمس سنوات، كان معروفًا بدفاعه عن المعتقلين في البحرين بعد احتجاجات 2011، بالإضافة إلى ترؤسه مرصد البحرين لحقوق الإنسان. وقال التاجر "أسوأ شيء وأكثره ضررًا أن تشعر بأنك لست بأمان، وبدلًا من أن يكون هاتفك صديقك، هو الآن عدوك. ولا تعرف ما هو متاح للدولة من معلوماتك الخاصة".
من بين الهواتف المستهدفة أيضًا، كانت هناك أرقام تعود لموالين مقربين من العائلة الحاكمة في البحرين، بالإضافة إلى هاتف لمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية كان يعمل في البحرين. ووجود أرقام الهواتف في قاعدة البيانات لا يعني بالضرورة تعرض أصحابها للاختراق، لكنه يشير لكونهم من ضمن الأشخاص المحتمل تعرضهم للمراقبة. وقد ظهرت أرقام 20 عضوًا في مجلس النواب البحريني من بينهم رئيسته ونائبها، وعضو في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، الممولة حكوميًا، وأشخاص من العائلة الحاكمة. ومن بين الأسماء في القائمة أعضاء في جمعية الوفاق المعارضة. ولا يبدو هذا مفاجئا، ففي آخر كشف عن استخدام برمجية بيغاسوس والذي كان في الأردن، أعلن عن تعرض هواتف حوالي 200 مواطن، من بينهم ناشطون في حقوق الإنسان، بما فيهم مقربون من الديوان الملكي الأردني.
وفي تعقيبه على هذا الإعلان "للغادريان" قال مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية سيد أحمد الوداعي: "شهدت البحرين عقدًا من القمع الممنهج، والحكومة عازمة على ضمان عدم حدوث أي انتفاضات جديدة من خلال إبقاء النشطاء والفاعلين السياسيين تحت المراقبة، هذا هو الواقع الجديد". مضيفًا أنهم "يريدون التأكد من أن هذا لن يحدث مرةً أخرى"، في إشارة للاحتجاجات التي اندلعت في البحرين عام 2011.
اقرأ/ي أيضًا:
الأردن: اختراقات بالجملة لهواتف شخصيات سياسية وإعلامية
بيغاسوس يصل الأردن... غضب واسع بعد الكشف عن اختراق هاتف ناشطة حقوقية بارزة