أوقفت جامعة كولومبيا، في نيويورك، أربعة طلاب عن العمل وطردتهم من السكن الجامعي، إلى أجل غير مسمى، بسبب حضورهم حدثًا تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني زعمت الجامعة أنه "غير مصرح به" في الحرم الجامعي.
أُقيم الحدث المذكور تحت اسم "المقاومة 101"، وشارك فيه خالد بركات الذي يزعم البعض أنه مسؤول كبير سابق في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، التي شاركت – ولا تزال – في القتال ضد "إسرائيل" في غزة ولبنان.
وقد تم تصنيف الجبهة على أنها "منظمة إرهابية" من قِبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا، حيث يقيم بركات الذي نفى عدة مرات أن تكون له علاقة بالجبهة التي برزت في سبعينيات القرن الفائت، وتأسست على يد جورج حبش سنة 1967.
أُوقف الطلاب عن العمل وطُردوا من السكن الجامعي بسبب حضور فعالية تضامنية مع فلسطين
وكانت "جامعة كولومبيا" قد أوقفت في البداية ستة طلاب بسبب استضافتهم حلقة النقاش في مقر الإقامة بالجامعة، لكنها ألغت الحكم عن اثنين منهم. وبحسب صحيفة "كولومبيا سيكتاتور"، فإن إيقاف الطلاب عن العمل وطردهم من سكنهم جاء بسبب انتهاكهم لمعايير الجامعة وإرشادات الانضباط، وفق زعم الجامعة.
وتحدّث الطلاب الذين طُردوا عما تعرضوا له في حدث منفصل أُقيم الخميس الفائت تحت عنوان "الكل من أجل الشفاء"، في إشارة إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الذي انسحبت منه قوات الاحتلال قبل عدة أيام بعد أن قامت بتدميره بصورة كاملة.
وقال أحد الطلاب: "أقف أمامكم اليوم كواحد من طلاب كولومبيا الستة الذين تم إيقافهم بشكل غير عادل وغير إنساني من كولومبيا اعتبارًا من الساعة الثامنة مساءً الليلة الماضية".
وأضاف: "كولومبيا تجعلنا بلا مأوى، وتحرمنا من وظائفنا في الحرم الجامعي، مصدر دخلنا الوحيد، وتحرمنا من منحنا الدراسية، وإمكانية وصولنا إلى قاعات الطعام، وإمكانية وصولنا إلى الفصول الدراسية والتعليم الذي حصلنا عليه".
وتخوض إدارة جامعة كولومبيا صراعًا مفتوحًا مع الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، وتُعتبر الحادثة المذكورة أحد فصولها. وسبق أن رفع اتحاد الحريات المدنية في نيويورك، بالتعاون مع منظمة فلسطين القانونية، دعوى قضائية ضد الجامعة بسبب إجراءاتها ضد "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) و"الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP).
واتهم الطلاب المؤيدون للفلسطينيين جامعات (Ivy League)، وهي رابطة تجمع ثماني جامعات تعتبر من أشهر وأقدم الجامعات في الولايات المتحدة، من بينها "جامعة كولومبيا" بإسكات أصوات الطلاب الداعمين لفلسطين والمتضامنين مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب مدمّرة تشنها "إسرائيل" منذ 187 يومًا.
وتعرّض الطلاب اليهود الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، إلى مضايقات شديدة في الحرم الجامعي. وتُعتبر جامعة كولومبيا واحدة من أكثر المدارس تجاهلًا وقمعًا للأصوات المؤيدة لفلسطين.
