10-مارس-2024
الحاخام الأكبر لليهود السفارديم إسحاق يوسف

(epaimages) الحاخام الأكبر لليهود السفارديم إسحاق يوسف

أثارت تصريحات الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل، إسحاق يوسف، بشأن تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) ردود فعل واسعة، لا سيما أن يوسف هدّد بأنه إذا أُجبر الحريديم على الخدمة العسكرية فسيسافرون جميعًا إلى الخارج.

ونقلت القناة الإسرائيلية الـ12 عن يوسف قوله: "إذا أجبرونا على الالتحاق بالجيش فسنسافر جميعًا إلى خارج البلاد، نشتري التذاكر ونذهب"، في إشارة إلى المتدينين.

وأضاف: "لا يوجد شيء من هذا القبيل، إن العلمانيين يضعون الدولة على المحك".

وتابع: "يجب أن يفهموا هذا، كل أولئك العلمانيون الذين لا يفهمون هذا الأمر".

وشدد الحاخام: "عليهم أن يفهموا أنه بدون التوراة، بدون الكُلّية، بدون المدرسة الدينية، لن يكون هناك نجاح للجيش".

 وأكّد: "ما نجح فيه الجيش بفضل أبناء التوراة، فالجنود ناجحون بالتوراة".

تصريحات الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل، إسحاق يوسف، حول رفضه لتجنيد الحريديم، أثارت جدلًا وتوترات في دولة الاحتلال

 

وقد فجّرت هذه التصريحات ردود فعل داخل الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب، إذ قال عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، إن على الجميع المشاركة في الخدمة العسكرية في هذا "الوقت العصيب"، بمن فيهم الحريديم.

وأضاف غانتس أن كلمات كبير حاخامات السفارديم "تمثل ضررًا أخلاقيًا على الدولة والمجتمع الإسرائيلي"، وفق تعبيره.

أما زعيم المعارضة، يائير لابيد، فرد على ذلك بتأكيد أن الحريديم يجب أن يخدموا في الجيش، مؤكدًا أنهم مهمين لتعزيز الجيش الإسرائيلي. كما أشار إلى أن عدم أداء الخدمة العسكرية سيؤدي إلى عدم حصولهم على دعم من الدولة.

من جانبه، اتهم رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، الحاخام بتعريض أمن إسرائيل للخطر.

بالمقابل، أيد حزب "ديغيل هتوراه" تصريحات يوسف، مؤكدًا أن الخدمة العسكرية تعتبر وصية عظيمة وأن دراسة التوراة تمنحهم القوة.

يأتي هذا الجدل يأتي في ظل إثارة مسألة تجنيد اليهود المتدينين أو "الحريديم"، إذ قانت حكومة نتنياهو بتمرير قرار في حزيران/يونيو 2023 يأمر الجيش الإسرائيلي بعدم تجنيد طلاب المعاهد الدينية الحريدية لتسعة أشهر، إلى أن تقوم بصياغة قانون جديد، وتنتهي فاعلية القرار نهاية آذار/مارس الجاري.

ولطالما كانت مسألة تجنيد اليهود المتدينين "الحريديم" الذين يتهربون من الخدمة العسكري بدعوى التفرغ لدراسة التوراة، ملفًا شائكًا في المجتمع الإسرائيلي.

وفي شباط/فبراير الماضي، دعا يائير لابيد الوزيرين في مجلس الحرب، غادي آيزنكوت وبيني غانتس، إلى الانضمام إليه في معارضة مشروع قانون التجنيد، الذي يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية.

وتسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إقرار مشروع قانون يستثني الحريديم من الخدمة العسكرية، ويزيد مدة الخدمة الإلزامية من 32 شهرًا إلى 36 شهرًا، مع تطبيق ذلك أيضًا على المجندين حاليًا.

يذكر أن في إسرائيل حاخامين رئيسيين، أحدهما يمثل طائفة السفارديم (الشرقيين)، والآخر يمثل طائفة الأشكناز (الغربيين)، ويطلق عليهما الحاخامان الأكبران. ويتولى كل منهما منصبه لـ10 سنوات، في انتخابات يشارك فيها 150 شخصًا من الحاخامات ورؤساء بلديات ومجالس محلية ووزراء وأعضاء كنيست.

وعادة ما يكون حاخام السفارديم من حزب "شاس" الديني، في حين يكون حاخام الأشكناز من تحالف أحزاب "يهودوت هتوراه"، والحزبان ضمن حكومة بنيامين نتنياهو الحالية.