"لسنا بسحرة أو مشعوذين، ولسنا بجان أو مردة. نحن التابعون المختارون، تابعون لملكوته، ولميثرا وديودونيسوس. تجلَّى ضوء شموسهم في 25 كانون الأول، وماتوا لمغفرة الخطايا. ثلاثة عشر خادمًا وخادمة. نفعل ما نؤمر خاضعين. القرابين من دم الغزال والأطفال تنير نهري الفرات وسبأ. لا نسخِّر الجان بل نحن من سُخِّرنا لخدمة النور الذي تجلى ليكتمل الهرم ليهبط في أيلول معلنًا عن قبول قربان التعبّد".
صفحة تحمل اسم "تحت الأرض" تجد صدى في مصر وتبشِّر بعودة عبدة الشيطان، لتثير حملة من السخرية والقلق بين نشطاء فيسبوك وتويتر
هكذا أعلنت صفحة مجهولة الهوية، ظهرت فجأة، عن نفسها، وحملت اسم "تحت الأرض" لتبشِّر بعودة عبدة الشيطان في مصر، ولتثير حملة من السخرية والقلق، بين نشطاء فيسبوك وتويتر. بثَّت الصفحة المريبة احتفالات قالت إنها "مباشرة" من تحت الأرض لإحياء طقوس الجمعة المباركة، في الأول من نيسان/أبريل 2017.
اقرأ/ي أيضًا: عبادة الشيطان.. تمرد وموسيقى
حتى الآن، لم تجد الصفحة إلَّا نوعيْن من التفاعل مهما نشرت من صور أو كلمات تشبه التعاويذ: الأول تعليقات بآيات من القرآن من جانب الجادّين، الذين يحذِّرون من مخاطر الصفحة، والثاني أكثر ميلًا إلى السخرية، بأن الأمر ليس أكثر من خدعة وأكذوبة ولعبة ستشغل وقتها وتنتهي.
ويدّعي القائمون على الصفحة أنهم سيظهرون قريبًا، وتمهيدًا للخروج الكبير وضعوا صورًا ومقاطع فيديو لطقوسهم الشيطانية، والعلامات والطلاسم التي يحملونها للعالم، "استعدادًا لبَعث عبدة الشيطان من جديد في مصر".
ما لفت المهووسين بالصفحة أكثر من أي شيء آخر هو اللغة التي يتحدَّث بها "عبدة الشيطان" الجدد. فالكلام لا يخلو من الرموز وأسماء آلهة وثنية ويونانية وشخصيات ووقائع تاريخية، تشبه التعويذات الواردة في كتاب شمس المعارف، الأكثر رعبًا في التاريخ. وتقدَّم الصفحة كل ذلك كأدعية وقراءات تخصّ عبادة الشيطان، والعهد المقدّس لتابعيهم، ما دفع 71 ألف شخص إلى الإعجاب بالصفحة خلال أربعة أيام فقط، ولا يزال العداد يحسب المزيد من المعجبين الجدد، يتابعون الظهور الثاني لعبدة الشيطان في مصر.
اقرأ/ي أيضًا: كما في نيويورك.. آخر مراحل الحضارة
ونشرت فتاة، لا تزال مجهولة إلى الآن، صورتها بماكياج عبدة الشيطان؛ الشفتان الملونتان بالدم، والعين المرسومة بالكحل الثقيل، قائلة: "أنا الخادمة رقم 6 من بين 13 خادمًا من الشرق الأوسط، أُمروا من القيادة الهيكلية المقدسة بكشف هوياتهم في هذا الوقت، وأنه في يوم 29 سيظهر هوية كل خادم من الخدام عدا الخادم 13 محتفظين بهويته، وسيتحكمون في كل صغيرة وكبيرة في حياة كل الناس سواءً أرادوا ذلك أم رفضوا".
مسَّت صفحة "تحت الأرض" وترًا حساسًا لدى المصريين، خاصة وقد ذكرتهم ببدايات حفلات عبدة الشيطان في مصر عام 1996
يعنون أصحاب الصفحة الغامضة رسائلهم بـ"مزامير القرآن"، ووراء كل رمز أو تعويذة يهدِّدون الجميع: "لقد جئناكم بمتن الخطيئة وأسفار التطهير.. عند كل باب ستجدوننا". وهناك تهديد آخر: "ليقبل تقسيم دولكم، وتقسيمكم فيما بينكم حسب لونكم، دينكم، أسماء عوائلكم واضطهاد من أسفل منكم في المثلث وتعنيف أقلياتكم الجنسية، ليقبل تخبطكم ليؤجرنا الدينونة".
وردًا على الأسئلة والاعتراضات على لهجة "عبدة الشيطان"، تتوالى الأوامر: "حجوا إلى الغابة البوهيمية لمن استطاع إليه سبيلاً فهناك الإجابة على بوم الشجر أسفل نار تحت الأرض من مملكة سبأ تضيء إلى كاليفورنيا نورها طاووس المحبة".
مسَّت الصفحة وترًا حساسًا لدى المصريين، خاصة أنهم شهدوا بدايات حفلات عبدة الشيطان في مصر عام 1996 حين انتهى الأمر على كابوس، عندما شك ضابط شرطة في سلوك ابنه، وتتبعه فوجده منضمًا لإحدى مجموعات الشباب التي تمارس طقوسًا غريبة من بينها صلوات في بيوت مهجورة، وألقى القبض عليها، فاعترفوا إنهم "مجموعة عبدة شيطان". واتَّسموا في ذلك الوقت بالشعر الطويل، ورسم الصليب المعقوف على صدورهم وأذرعهم، وارتداء سلاسل سوداء يتدلى منها رأس شيطان بقرنين.
تتمحور أفكار مجموعات عبدة الشيطان، التي بدت جليّة في مجموعة "تحت الأرض"، التي انتشرت مؤخرًا، حول عقيدة أن الشيطان ظُلِم من الله عندما طرده من الجنة حين رفض السجود لآدم، ولذلك فآية عقيدتهم، ووصيتهم الأبدية، أنْ "أطلق العنان لأهوائك، وانغمس في اللذة، واتبع الشيطان فهو لن يأمرك إلا بما يؤكد ذاتك، ويجعل وجودك وجودًا حيويًا".
اقرأ/ي أيضًا: