كشف تحقيق للغارديان عن تورط الجيش البريطاني في مقتل مدنيين عراقيين في الموصل في العامين 2016 و2017 في الوقت الذي كان يؤكد استهدافه لمقاتلي تنظيم داعش فحسب.
التحقيق الذي أجرته الغارديان بالتعاون مع منظمة إيروورز أكد أن الجيش البريطاني في ست ضربات جوية فقط قتل وجرح ما يقدر بحوالي 26 مدنيًا عراقيًا من بينهم أطفال ونساء، كما نقل شهادات لذوي الضحايا الذين فقد بعضهم عائلاتهم بأكملها نتيجة للضربات البريطانية التي استهدفت منازل ومناطق سكنية.
تحقيق الغارديات أثبت تورط الجيش البريطاني بمقتل حوالي 26 عراقي، بينهم نساء وأطفال، في ست ضربات فقط على الموصل، وفقًا لشهادات من ذوي الضحايا.
يذكر التحقيق أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت التعليق على نتائج التحقيق واكتفت بالتأكيد على أن القوات البريطانية لم تقتل ولم تؤذِ أي مدني في العراق، على حد زعمها، في حين قال الناطق باسم الوزارة إنه "لا توجد أدلة على وقوع ضحايا من المدنيين في الضربات التي نفذت في سوريا والعراق."
يذكر أن التحالف الدولي بقيادة الجيش الأمريكي كان قد اعترف بوقوع مئات الضحايا من المدنيين في ضرباته ولكنه لم يحدد الدول التي نفذت جيوشها تلك الضربات، كما أنه اعترف بعد خضوعه لضغوط عدة بمقتل عراقيين اثنين من المدنيين في الموصل في التاسع من كانون الثاني/ يناير عام 2017 ضمن مهمة أطلق عليها اسم راف RAF وكان الجيش البريطاني جزءًا منها، ولكن بريطانيا مع ذلك تصر على أنها لم تتسبب بمقتل أي مدني عراقي وأنها كانت تستهدف مقاتلي داعش فقط.
الجيش البريطاني يزعم أنه لم يقتل أي عراقي مدني على الإطلاق وأنه تسبب بمقتل سوري مدني واحد فقط، في حين تؤكد العفو الدولية أن ضربات التحالف قتلت أكثر من 1600 مدني في الرقة وحدها.
في الفترة ما بين عام 2014 و2020 شنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية عديدة على العراق وسوريا، قيل إن الهدف منها هو مساندة القوات العراقية على الأرض للقضاء على تنظيم داعش، وقد استخدمت في الضربات أكثر من 4000 قذيفة على البلدين.
يزعم الجيش البريطاني أن الضربات أدت إلى مقتل 3052 مسلحًا من داعش في العراق و1017 آخرين في سوريا وأنها لم تتسبب بمقتل أي مدني في العراق، ونتج عنها مقتل مدني واحد فقط في سوريا. في حين تؤكد منظمة العفو الدولية أن الضربات تسببت بمقتل أكثر من 1600 مدني في مدينة الرقة وحدها، وتؤكد هيومان رايتش ووتش أن أكثر من 7000 مدني قتلوا في الضربات الجوية على العراق وسوريا منذ بدئها.