كشف تحقيق فرنسي أن التبرعات المعفاة من الضرائب، والتي من المفترض أن تستخدم لأغراض خيرية، كان يتم تحويلها لتمويل الطائرات المسيّرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك في تحقيق نشره موقع "لو ميديا" الفرنسي، وعرض تفاصيله موقع "ميدل إيست آي"، حيث تجمع منظمات غير ربحية ومخصصة للأنشطة الخيرية تبرعات لتمويل معدات جيش الاحتلال.
كشف تحقيق فرنسي أن التبرعات المعفاة من الضرائب، والتي من المفترض أن تستخدم لأغراض خيرية، كان يتم تحويلها لتمويل الطائرات المسيّرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تحقيق نُشر، الثلاثاء الماضي، بعنوان "كيف تمول ضرائبنا الطائرات المسيّرة للجيش الإسرائيلي"، شرح الموقع الفرنسي كيفية انتهاك الجمعيات غير الحكومية التشريع المالي الفرنسي، والذي يسمح للجمعيات الخيرية بالاستفادة من التبرعات المعفاة من الضرائب، وتهدف هذه الآلية المالية إلى تشجيع العمل الخيري لأسباب إنسانية أو اجتماعية أو ثقافية، ومع ذلك، أساءت بعض المنظمات استخدام الآلية، من خلال استغلال ذلك بتقديم الدعم لجيش الاحتلال.
تحقيق الموقع الفرنسي ركز على منظمة "تيبات مازال"، وهي منظمة تأسست عام 2020 قرب باريس، للعمل "طواعية من أجل كبار السن والأيتام والنساء العازبات مع الأطفال"، ومع ذلك، وجهت "تيبات مازال لعدة أشهر التبرعات التي تتلقاها نحو شراء المعدات العسكرية لجنود الاحتلال وفقًا للتحقيق".
وشمل دعم هذه المنظمة تمويل الاحتلال لشراء الخوذ والسترات الحربية، وعشرات الطائرات المسيّرة، حيث يتم استخدام هذه الطائرات الحرارية التي تعتبر من الجيل الأحدث في العدوان على جنوب لبنان.
🚨SCANDALE : Des drones israéliens payés par nos impôts ! Retour sur l’enquête édifiante du @LeMediaTV, un thread ! (1/8) ⬇️ pic.twitter.com/UwclfORC0A
— Alma Dufour (@alma_dufour) October 16, 2024
وبيّن الموقع الفرنسي في تحقيقه الدور الرئيسي الذي لعبه في هذه العملية، وأتى عن طريق رجل فرنسي إسرائيلي يبلغ من العمر 49 عامًا يُدعى، يوهان ساباتير، والذي كان نشطًا في جيش الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث اعترف في مقابلة له على موقع "يوتيوب" في شهر أيار/مايو الماضي أن التبرعات التي تجمعها الجمعيات الخيرية الفرنسية تهدف إلى شراء معدات للجنود الإسرائيليين. وأقرّ بأن هذه المساعدات غير قانونية أيضًا في إسرائيل، موضحًا أنه للالتفاف على قوانين الجمارك، يجب على المانحين أن يزعموا أن هذه الأموال مخصصة للمدنيين.
وأوضح التحقيق الفرنسي أن منظمة "تيبات مازال" تضمن لمانحي التبرعات حصولهم على شهادة ضريبية تسمح لهم بخصم الضرائب نظرًا لتبرعاتهم. ومع ذلك، لا تذكر الشهادة أي مشتريات عسكرية، وتبرر بدلًا من ذلك التبرعات بأنها مخصصة لـ"الأسر المعوزة"، وفي الوقت نفسه أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي جنودًا إسرائيليين يشكرون "يوهان ساباتير" والمانحين الفرنسيين، على المعدات العسكرية التي تمكنوا من الحصول عليها بفضل جمع التبرعات.
وبحسب التحقيق، فقد زودت منظمة "تيبات مازال" الاحتلال بـ50 طائرة مسيّرة، تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 7 آلاف يورو، وقيمتها الإجمالية 350 ألف يورو، وبتطبيق نظام الإعفاء الضريبي بنسبة 66 بالمئة. ويساهم دافعو الضرائب الفرنسيين دون علمهم بمبلغ 231 ألف يورو من أجل تمويل الاحتلال.
وبعد نشر التحقيق، تم حذف مقطع الفيديو الذي شكر به ساباتير جنود الاحتلال، وتم إغلاق جميع التبرعات في المنظمة، فيما رفضت وزارة المالية الفرنسية والمحافظة المحلية طلبات التعليق".