13-يونيو-2017

احتفال معهد الدوحة للدراسات العليا بتخريج الفوج الأول من طلبة الماجستير

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا أمس الاثنين 12 حزيران/ يونيو 2017 بتخريج الفوج الأول من طلبة الماجستير، برعاية معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وحضور كلٍ من سعادة السيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وسعادة الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني رئيس الديوان الأميري، وسعادة اﻟدﻛﺘور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، وسعادة الدكتور عيسى بن سعد الجفالي النعيمي وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، وسعادة الدكتور صالح بن محمد النابت وزير التخطيط التنموي والإحصاء، ورئيس مجلس الأمناء الدكتور عزمي بشارة، وأعضاء من مجلس الأمناء، وجمع من كبار الشخصيات والضيوف. كما حضر رئيس المعهد بالوكالة الدكتور ياسر سليمان معالي، والدكتورة هند المفتاح نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية، إضافة إلى عمداء الكليات، وأهالي الخريجين.

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا بتخريج الفوج الأول من طلبة الماجستير الذين تم اختيارهم من أفضل الطلبة العرب

استُهِل الحفل الذي شهد تخريج (101) طالب وطالبة، والذي أقيم في مقر المعهد، بالسلام الأميري القطري تلته كلمة لسعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي، قال فيها: إن "معهد الدوحة للدراسات العليا بما يقوم به من جهد للارتقاء بمجال الدراسات العليا يؤكد تفرده بين مؤسسات التعليم العالي في عالمنا العربي، ومن ثمّ فإنه يقدم خدمة كبيرة للتعليم العالي؛ سواء على المستوى المحلي أو العربي، خاصة في ضوء ما يقوم به المعهد من تدقيق شديد في اختيار طلبته من بين الأعداد الكبيرة من المتقدمين للدراسة فيه، مما يؤكد حرصه على تخريج أفضل الكفاءات".

وأضاف سعادة الوزير "إننا نهنئ أنفسنا بوجود معهد الدوحة للدراسات العليا في قطر، خاصة في ظل تنامي أعداد الطلبة القطريين المقبولين بالمعهد والخريجين ضمن الفوج الأول من كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية".

اقرأ/ي أيضًا: المركز العربي للأبحاث..الأكاديميا الحرة في مواجهة البروباغندا والاستبداد

كما عبّر الدكتور عزمي بشارة، رئيس مجلس أمناء المعهد، خلال كلمته عن سعادته وفرحته بتخرج أول فوج من حملة شهادة الماجستير من أكثر من اثني عشر قطرًا عربيًّا، إضافة إلى دولة قطر، بعد تأهيلهم لحمل لواء العلم في قضايا الاجتماع والإنسانيات والإدارة.

وقال بشارة: "إننا نشهد باكورة ثمار معهد الدوحة للدراسات العليا الذي بدأ المركز العربي للأبحاث تأسيسه منذ خمس سنوات، بدعم مثابر ومنهجي من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وحكومته".

وأشار أن المعهد "بذل جهدًا لاجتذاب أفضل الكفاءات من الأساتذة الذين رأوا في معهد الدوحة فرصة للإسهام في تنشئة جيل من الباحثين في مجالات أُهملت طويلًا في الوطن العربي". مشيرًا إلى أن تخريج الفوج الأول "يشكّل مصدر سعادة شخصيّة بعبور هذه المحطة المهمة في المشروع النهضوي العربي الرامي إلى إحياء العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة في الوطن العربي، بحيث تغادر وظيفة التبرير، إلى وظيفة التنوير، وظيفتِها البحثيّة، النظريّة والتطبيقيّة التي لا تقوم من دون معارف حقيقيّة ومناهج تحليليّة نقديّة".

مركز إشعاع حضاري لتفاعل بين التخصصات والمناهج

قال الدكتور عزمي بشارة: "لقد أنشأنا هنا في هذا الحرم الجامعي، والذي بناه ورعاه هذا البلد الكبير القلب والعقل والدور، مركز إشعاع حضاري وفضاء لتفاعلٍ ضروري بين التخصصات والمناهج. وتمتّع هذا الحرم الجامعي بحريّة أكاديميّة يستحيل من دونها الإبداع، وتمتنع في غيابها الموضوعيّة العلميّة، وأقول كما تعلمون، الموضوعيّة وليس الحياد. ومهمتنا الرئيسة أن نخرِّج باحثًا/ ة يتّبع حيادًا منهجيًا في البحث، وخبيرًا/ ة متمكنًا من أدوات تخصصه؛ ولكن يحدونا أيضًا أمل أن ينشأ في بيئتنا مثقفٌ غير محايد بين الخير والشر، والحق والباطل، والحرية والعبودية، والعدل والظلم، وتعنيه قضايا شعبه ومجتمعه".

وختم كلمته بقوله إن "مشروعنا عربيّ وإنساني كما هو معلن، بيد أن مكانَه وموقعَه في هذا البلد الذي احتضنه وتفاعل معه يحتم عليه أن يسعى إلى استفادة المجتمع والدولة في قطر بأقصى درجة من وجوده هنا، وليس فقط بالمعنى الذي يسميه السياسيون "القوّة الناعمة" والمتعلقة في حالتنا بسمعة الحريّة الأكاديميّة التي تستحقها البلد، والتي لا تمتاز بها منطقتنا للأسف، وإنما أيضًا بالفائدة المباشرة في مجالاتٍ تحتاج إلى تطويرٍ، وذلك ضمن خطة التنميّة البشريّة القطرية التي نلتزم بها. وأعتقد أنّنا نحققُ تقدمًا متواترًا في هذا الموضوع بنسب تواجد الطلبة القطريين، ولا سيما في مجال الإدارة العامة، لكننا نبذل جهدًا حثيثًا في إقناع أعدادٍ أكبر من الشباب القطري للانخراط في المسار البحثي في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة. وثمّة تقدم مثير ملحوظ بالأرقام من سنة إلى أخرى".

يتمتع معهد الدوحة للدراسات العليا بحرية أكاديمية يستحيل من دونها الإبداع وتمتنع في غيابها الموضوعيّة العلميّة

اقرأ/ي أيضًا: ما وراء حملة الإعلام الإماراتي والسعودي ضد عزمي بشارة؟

معهدٌ عربي بامتياز

ألقى الدكتور ياسر سليمان معالي رئيس المعهد بالوكالة، كلمة هنّأ فيها الخريجين بهذه المناسبة ورحب بالحضور، وعرض فيها رسالة المعهد القائمة على تخريج طلبة متميزين ومؤهلين علميًّا وعمليًّا، قائلًا: "أوجّه شكري وعميق امتناني لمشاركتنا بهجةً من مباهج قطر في هذا الشهر الفضيل؛ حفلَ تخرّج الفوج الأول من طلبة معهد الدوحة للدراسات العليا. وحضورُكم اليوم هذا الحفلَ البهيج نعدُّه دعمًا وطيدًا لمواصلة المعهد رسالتَه الأساسية والمتمثّلة في تكوين جيل جديد من الباحثين الشبان في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارية والاقتصادية، والمساهمةِ في خدمة دولة قطر والمحيط الإقليمي والعربي، من حيث تكوينُ الكفاءات وصقلُ المهارات. حضورُكم أيها الحفل الكريم هو تحفيز لنا على المضي في تفعيل خطط المعهد، من أجل تحقيق أهدافه النبيلة: خدمة العلم والمعرفة والمساهمة، إلى جانب المؤسسات الأكاديمية النظيرة، في بناء منارة الدوحة المشعة في كل الآفاق توافقًا مع موقف قطر التنموي إقليميًّا وعربيًّا ودوليًّا".  

وأضاف الدكتور معالي: "تشاركوننا اليوم في قطف أولى ثمار المعهد وجنيِ باكورة إنتاجه. اليومَ نعلن عن تخرج الفوج الأول في كلّيَتَيْ العلوم الاجتماعية والإنسانية، والإدارة العامة واقتصاديات التنمية. لقد ترشح لمتابعة الدراسة بمعهد الدوحة في أول سنة دراسية له 903 طلبة، لم يحالف النجاح منهم سوى 155 طالبًا، التحق منهم 134 طالبًا، ومن أصل هذا الرقم الأخير تخرج (101) طالب وطالبة، ينتمي هؤلاء الطلبةُ إلى قطر ومعظمِ البلاد العربية من المحيط إلى الخليج. وبذلك يكرّس المعهدُ واحدًا من عناوينه الكبرى: "معهدُ الدوحة معهدٌ عربي بامتياز".

وأكد أن المعهد "كرّس جهدَه لضمان تكوينٍ رصينٍ لفائدة الطلبة، من خلال العمل على استقطاب أساتذة باحثين متميزين، لتعزيز التأطير الأكاديمي الجيّد. التحق هؤلاء الأساتذة بالمعهد من جامعات عربية ودولية مرموقة، إيمانًا منهم بمشروع معهد الدوحة ونظرته النهضوية والتنويرية، وسعيه لخدمة المجتمع القطري والخليجي والعربي".

وقد ألقت الطالبة فرح علي من برنامج الإعلام والدراسات الثقافية كلمة الخريجين قالت فيها: "إن هذا الصرح العلمي الذي يحمل اسم معهد الدوحة للدراسات العليا قد اجتاز بداية تاريخية في سفر التطور المنشود، لن يغفل عن ذكرها مستقبلًا تاريخ قطر، وتاريخ المنطقة العربية ككل، لا بوصفه جامعة جديدة تضاف إلى جامعات تُعدَ بالمئات في هذه المنطقة من العالم، وإنما بصفته مشروعًا نهضويًا غير مسبوق"، وأضافت: "أتوجه إلى دولة قطر ممثّلة بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لأعرب له باسمي وباسم زملائي جميعًا عن أعمق مشاعر الامتنان على تبنيه هذا المشروع النهضوي التنويري منذ كان فكرة، ورعايته ودعمه، حتى صار منارة عز نظيرها في حاضر العرب، كما أتوجه أيضًا إلى إدارة المعهد وإلى أساتذتنا الذين شاركونا وشاركناهم ترجمة الطموح إلى واقع".

أمّا الطالب حمد المهندي من برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية فألقى كلمة مماثلة خاطب فيها الخريجين قائلًا: إن "قطر اليوم، ومن خلال تخرجكم، تثبت بحق أنها أصبحت مصدرًا ملهمًا لكل من يبحث عن العلم الجاد والمعرفة الرصينة والفكر المستنير. وأنها توفر مناخًا أكاديميًا وفكريًا تزدهر فيه العقول الشابة الفتية الطموحة لغد مشرق لنا ولأمتنا العربية، وأنها تحرص على دعم العلم والمعرفة بكل ما تملك، وذلك من أجل رفعة شباب أمتنا العربية والإسلامية". وأضاف المهندي: "إنّ التخوف الذي راودني في التسجيل بأول فوج في المعهد جعلني اليوم أعتبر هذا القرار أحد أفضل القرارات التي اتخذتها؛ نظرًا لما لمسته من تطور فكري وجودة تعليمية عالية يندر أن توجد في جامعات أخرى. لقد اكتسبنا في هذا المعهد خبرات علمية وعملية وتبادلنا تجارب ثرية مع زملاء لنا، خاصة أن المعهد يمثل معظم الدول العربية، ما أكسبه بُعدًا عربيًا ودوليًا، وجعلنا في الوقت ذاته نفاخر بانتمائنا إلى هذه المؤسسة".

وفي ختام الحفل، قام رئيس مجلس الأمناء الدكتور عزمي بشارة، ورئيس المعهد بالوكالة الدكتور ياسر سليمان معالي، وعمداء الكليات بتسليم الشهادات للخريجين البالغ عددهم (101) طالب وطالبة، وموزعين على عشرة برامج أكاديمية هي (العلوم السياسية والعلاقات الدولية، علم الاجتماع والأنثربولوجيا، الإعلام والدراسات الثقافية، اللسانيات والمعجمية العربية، الأدب المقارن، التاريخ، الفلسفة الإدارة العامة، اقتصاديات التنمية، السياسات العامة). تلا ذلك التقاط صور تذكارية جماعية للخريجين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية

ماجستير الدراسات الإسرائيلية ببيرزيت: أول من نوعه