توّج ليفربول الإنجليزي بكأس السوبر الأوروبي للمرّة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه على مواطنه تشيلسي بركلات الترجيح، في مباراة مثيرة احتضنتها مدينة إسطنبول التركية، بذلك عادل ليفربول رقم ريال مدريد بعدد مرّات رفع الكأس، ليتقاسما المركز الثاني خلف برشلونة وميلان اللذين حملا الكأس 5 مرّات.
كم هي عصيبة الأيام التي يمرّ بها نادي تشيلسي، وما أكثر الضغوط التي يتعرّض لها مدرّبه الجديد فرانك لامبارد، حيث تولّى نجم البلوز السابق تدريب الفريق في وقت حُرم به النادي من التعاقد مع لاعبين جدد بسبب عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي. كذلك شهدت هذه الفترة رحيل النجم الأكثر تألقًا بالفريق البلجيكي إيدين هازارد، وفوق كلّ ذلك كان على لامبارد أن يلعب في مباراته الرسميّة الأولى ضد مانشستر يونايتد، وبعد 3 أيام كان عليه الرحيل لإسطنبول من أجل ملاقاة ليفربول بطل دوري أبطال أوروبا. هُزم لامبارد أمام اليونايتد وقاد فريقه لخسارة مريرة وقياسيّة في الجولة الأولى من البريميرليغ، فرحل إلى المدينة التركيّة وكلّ المؤشّرات تميل نحو فوز ساحق لليفربول، وبدا أن لامبارد سيفشل في نيل السوبر الأوروبي للمرّة الثالثة في تاريخه، بعد خسارته النهائي مرّتين كلاعب في صفوف البلوز.
خسر تشيلسي بطولة وفاز بمدرّب اسمه فرانك لامبارد، فيما نال ليفربول البطولة للمرّة الرابعة بتاريخه
على عكس منافسه، كانت ظروف الألماني يورغن كلوب مثاليّة للغاية من أجل نيل اللقب، الفريق بدأ مشواره في البريمرليغ بفوز كبير على نوريتس سيتي، وأبرز اللاعبين الغائبين كالسنغالي ساديو ماني سيكونون حاضرين في المباراة، وأن يكون اللقاء في إسطنبول فهو أمر كاف لمعرفة وجهة اللقب حسب مشجّعي الريدز، لأن هذه المدينة تعتبر فأل خير للنادي الإنجليزي بعد نهائي دوري الأبطال الشهير نسخة 2005، حيث تأخّر ليفربول أمام ميلان الإيطالي 3-0، وعدّل النتيجة بالشوط الثاني، إلى أن منحته ركلات الترجيح اللقب الأوروبي.
اقرأ/ي أيضًا: بداية لامبارد الكارثيّة.. اليونايتد يفتتح مشواره بانتصار تاريخي على تشيلسي
ظنّ ليفربول أن الحسم سيكون مبكّرًا، فحاول ساديو ماني أن يستعرض عضلاته بكرة مقصيّة دون جدوى، ردّ عليه الإسباني بيدرو بتسديدة جاورت مرمى الحارس أدريان، وكاد محمد صلاح أن يفتتح باب التسجيل لولا تألّق كيبا أريزابالاغا، إذ انفرد المهاجم المصري بأغلى حارس في العالم مع الدقيقة 15، لكنّ الأخير تألّق في إبعاد الكرة، بعد ذلك فرض فرانك لامبارد أسلوبه على وسط الميدان، ومالت الأفضليّة تجاه تشيلسي.
إذ عاب ليفربول تباعد الخطوط وانعدام الحلول هجوميًا، وضياع خطّ الوسط، كما أثار كلوب التساؤلات بعد زجّ غوميز بدلًا من ألكسندر آرنولد، وبان على ميلنر التعب أمام نظرائه في تشيلسي، بالمقابل تألّق خط وسط الفريق اللندني بشكل لافت مع تحرّكات كوفاسيتش وكانتي وبيدرو وأمامهم بوليسيتش الذي لم يبخل على جيرو في الإمداد بالكرات الخطرة، ولولا سوء الطالع لافتتح بيدرو التسجيل من كرة قويّة داخل منطقة الجزاء، تعاون على إبعادها حارس ليفربول والعارضة التي خلفه، فيما أهدر جيرو انفراد خطير بالمرمى، إلى أن نجح اللاعب نفسه في تسجيل هدف السبق بالدقيقة 36، عندما تلاعب الأمريكي بوليسيتش بخط ليفربول الدفاعي ومرّر كرة بين 5 لاعبين يرتدون الزيّ الأحمر إلى زميله، والذي انفرد في المرمى محرزًا هدف التقدّم، دقيقتين فقط بعد ذلك وينجح بوليسيتش نفسه في تعزيز التقدّم، لكنّ الحكمة ستيفاني فرابرت ألغت الهدف بداعي التسلل، وهي أوّل امرأة في التاريخ تتولّى قيادة مباراة نهائيّة في بطولة قارّية.
حاول يورغن كلوب تصحيح بعض هفواته في الشوط الثاني، فزجّ بالبرازيلي فيرمينيو بدلًا من تشامبرلين، وفينالدوم عوضًا عن جيمس ميلنر، وعلى الفور آتت هذه التبديلات أكلها بصناعة فيرمينيو لهدف التعديل، والذي كان من نصيب السنغالي ساديو ماني، هدفٌ هو الأوّل للاعب أفريقي بهذه البطولة منذ 13 عامًا، حيث فعلها المالي فريدريك كانوتيه لاعب إشبيلية بطل كأس الاتحاد الأوروبي ضدّ برشلونة حامل لقب دوري الأبطال.
اقرأ/ي أيضًا:افتتاح البريميرليغ.. تجرّأ نوريتش فعاقبه ليفربول
حاول ليفربول استغلال الروح المعنوية العالية إثر الهدف، فضغط بشكل كبير على دفاعات تشلسي دون جدوى، وكانت أخطر الفرص تلك الكرة التي سدّدها محمّد صلاح وأبعدها كيبا بالاشتراك مع زميل له، فارتدّت الكرة لفان دايك الذي ضربها نحو المرمى، لكنّ كيبا والعارضة حالا دون وصولها للشباك، ليتحسّن أداء تشيلسي ويملك وسط الملعب من جديد في الدقائق الأخيرة من المباراة، والتي بقيت نتيجتها على حالها، ما اضطر الحكم لتمديدها لوقتين إضافيين.
بتسديدة جميلة من ساديو ماني، منح المهاجم السنغالي ليفربول التقدّم بهدف في الدقيقة الخامسة من الوقت الإضافي، وما هي إلا 5 دقائق أخرى حتّى أعلنت حكمة اللقاء منح تشيلسي ركلة جزاء إثر عرقلة الحارس مهاجم تشيلسي البديل أبراهام، ترجمها جورجينيو بنجاح في المرمى، واستمرّ تشيلسي بتألّقه وكان أن يسجّل هدف الفوز القاتل عبر لولا سوء الطالع، وكانت آخر محاولات الفريقين في الشوطين الإضافيين من نصيب تشيلسي، عندما سدّد مونت نفسه كرة أبعدها حارس ليفربول الإسباني بصعوبة، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي منحت ليفربول اللقب، بعد إضاعة ابراهام ركلة تشيلسي الأخيرة، فانتهت الركلات بفوز ليفربول 5-4، ونال الريدز اللقب للمرّة الرابعة في تاريخهم، وخسر تشيلسي البطولة وكسب مدرّبًا اسمه فرانك لامبارد.
اقرأ/ي أيضًا:
من هم الضيوف الجدد على البطولات الـ5 الكبرى في أوروبا؟
أغلى لقاء بالتاريخ.. أستون فيلا يعود للبريميرليغ ويضمن 170 مليون باوند