09-أبريل-2023
Saleh Al Maghamsi

أثارت تصريحات الإمام السابق لمسجد قباء، صالح المغامسي، جدلًا كبيرًا إذ تحدث عن ضرورة إنشاء مذهب فقهي جديد. (GETTY)

أثارت تصريحات للداعية والإمام السابق لمسجد قباء، صالح المغامسي، جدلًا كبيرًا إذ تحدث عن ضرورة إنشاء مذهب فقهي جديد.

المغامسي قال في مقابلة على القناة السعودية الأولى إنه "يرجو من الله أن ينشئ على يديه مذهبا إسلاميًا فقهيًا جديدًا". وأضاف أن "المراجعة لما قد سلف أمر لا مناص منه. في كل مرحلة من مراحل البناء الفقهي يطغى شيء جديد. لذا لا بد في هذا الزمن عن تحرير المسائل".

وقال أن "الله عز وجل أنزل هذا القرآن على نبيه، عارضت قريش القرآن، قالت إن هذا القرآن يا محمد منك وليس من الله، الله عز وجل رد عليهم بـ3 طرائق، الطريقة الأولى أن الله عز وجل أخبرهم أن هذا النبي لم يكن يوما من الدهر يكتب أو يقرأ فأنى له أن يأتي بكتاب متكامل مثل هذا؟.. الطريقة الثانية: "هم يقولون إن القرآن من محمد عليه الصلاة والسلام أي أنه صناعة بشرية فما دام صناعة بشرية كما تزعمون هاتوا مثله.. الطريقة الثالثة وهي التي تعنينا أن الله عز وجل قال عن القرآن ولو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، معنى الآية أن أي صناعة بشرية أي كتاب بشري لا يمكن أن يكون مكتمل.."

المغامسي قال إنه "يرجو من الله أن ينشئ على يديه مذهبا إسلاميًا فقهيًا جديدًا"، كما انتقد أحاديث الآحاد والاستناد إليها. 

كما قال المغامسي أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي لا يمكن مراجعته وأن الفقه الإسلامي صناعة بشرية وأنه لا بد من مراجعته وتمحيصه، قائلأ أنه إذا اعترفتم أن "أصحاب المذاهب" بشر ما الذي يمنع من المراجعة؟"

وأضاف أن السند طغى "فدخلت أحاديث آحاد، من الصعب نسبتها للنبي".

تصريحات الإمام السابق لمسجد قباء في المدينة المنورة أثارت جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض، إذ أيدها البعض في حين استغرب البعض الآخر من الدعوة إلى مذهب جديد في الوقت الذي لا زالت فيه المذاهب الفقهية نشطة ويمكن الاجتهاد من أي منها.

كما لم تخل بعض الآراء من الدفاع عن المغامسي، ومن بينهم الكاتب السعودي عبدالله الغذامي، الذي قال إنه يعلم الرجل عن كثب في مرحلة الدراسة الجامعية، حيث كان طالبه في مرحلة الماجستير، وشهد له بالتفوق وعمق النظر، مستدركًا في الوقت ذاته على أن فكرة "المذهب الجديد"، فكرة "قويّة". 

يذكر أن الشيخ صالح المغامسي شغل مناصب هامة عديدة في السعودية من أهمها إمامة مسجد قباء، إلا أن السلطات السعودية أقالته من الإمامة عام 2020 بسبب تغريدة دعا فيها إلى إطلاق سراح علماء معتقلين، لكنه اعتذر عنها لاحقًا ووصفها بغير الموفقة.

التغريدة دعت بالإفراج عن "المخطئين من السجناء" في إشارة فهمها الكثيرون على أنها تعود على الشيوخ والعلماء الذين تعتقلهم السلطات السعودية على خلفية آرائهم.

المغامسي بدوره شدد على أن إقالته جاءت من وزارة الشؤون الإسلامية في المدينة المنورة لا من الديوان الملكي، واتهم "المتربصين من الإخوان المسلمين، والسلفين المنتفعين والسرورين" بنشر مغالطات وأخبار كاذبة.