تواصلت في لبنان ردّات الفعل الغاضبة والشاجبة لطلب محكمة الاستئناف في لبنان من قاضي التحقيق في ملف تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار التوقّف عن متابعة تحقيقاته مؤقتًا، بعد الدعوى التي قدمها وزير الداخلية السابق النائب نهاد المشنوق، لكفّ يد القاضي بيطار عن الملف.
تعرّض القاضي اللبناني طارق بيطار لحملة واسعة من أكثر من جهة سياسية، وخاصة من تيار المستقبل وحزب الله، في المقابل شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة معه
وقد تعرّض القاضي بيطار لحملة واسعة من أكثر من جهة سياسية، وخاصة من تيار المستقبل وحزب الله، ليكتمل المشهد مع التهديد الذي وجّهه رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إلى البيطار، عبر رسالة شفهية بعث له بها مع إحدى الإعلاميات، وتمّ الحديث عنها بشكل واسع في لبنان، في الوقت الذي كان فيه ذوو ضحايا الانفجار يلتفّون خلف القاضي البيطار، ويعلنون في جميع تحرّكاتهم ثقتهم التامة به لكشف الحقيقة، ورفضهم للضغوطات التي تعرّض لها من جهات سياسية لا تريد الوصول إلى الحقيقة، بسبب تورّطها بالانفجار بشكل أو بآخر.
واستحوذت قضية التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، والأحداث التي رافقتها في الأيام الأخيرة، على اهتمام المتابعين والناشطين على وسائل الاجتماعي في لبنان، إذ تم استعمال وسم #طارق_البيطار لهذه الغاية، فقال الناشط هاشم عدنان إن السكوت عن تهديدات حزب الله يجعله يربح نصف المعركة، كما أن السكوت لنصرالله، بري، الحريري والمشنوق يجعل المجرمون يربحون نصف المعركة، ودعا إلى المشاركة بالتحرّك أمام قصر العدل، ظهر الأربعاء 29 أيلول/سبتمبر 2021، لكي تنكسر دوامة الإجرام والإفلات من العقاب.
من جهته قال الناشط طارق أبو زينب، إن كفّ يد القاضي بيطار، وتعليق مهمته وجلسات الاستجواب التي كان يقوم بها، جاء بعد ترهيب سافر من دون أي تردّد أو تراجع من قبل المسؤول الأمني الأرفع في حزب الله وفيق صفا، وأكّدت الناشطة زينة كرم أن العدالة سوف تسود في النهاية رغم كل التلاعبات، مستخدمةّ وسم "المنظومة بدها غيار"، في رد على وسم "البيطار بدو غيار" الذي استخدمه مناصرو الأحزاب والجهات السياسية التي وقفت في وجه البيطار.
أما الناشط علي وهبي فأشار إلى أن سكوت اللبنانيين عمّا جرى في مرفأ بيروت، وعن الغلاء في الأسعار، وعن العتمة، وعمّا حصل مع القاضي بيطار، يؤكد أن الشعب اللبناني اليوم راضٍ بالظلم وساكت عنه، فيما اعتبر الناشط جهاد فرح أن إسقاط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، هو إسقاط لأي أمل بتغيير سلمي في البلاد، فهم يريدون ارتكاب جرائمهم بدون أي حساب، وقال في تغريدة أخرى، إن من يستطيع تطيير التحقيقات بانفجار المرفأ، هو قادر على تطيير أي شيء في المستقبل، كالانتخابات والاستحقاقات، وصولًا إلى اغتيال وتصفية المعارضين، وبالتالي يجب على الجميع المشاركة في التحرّك أمام مبنى العدلية الأربعاء.
بينما قالت الناشطة ميرا وهبة إنه لا توجد عدالة في هذه البلاد، ومن الممكن أن يكون أي شخص منّا هو الضحية القادمة، معلنةً وقوفها إلى جانب القاضي بيطار على الداوم، وقال الدكتور ميلاد سعد إن القضاء على القضاء في لبنان، هو قضاء على لبنان ومن فيه، وأن الأمر ليس مجرّد قضاءً وقدر، وأعلنت الفنانة كارين رزق الله وقوفها إلى جانب القاضي بيطار، واعتبرت أن الهجوم الذي تعرّض له لكفّ يده عن الملف يؤكّد أننا نعيش في الغابة، فالدولة لا تكون دولة في حال غابت العدالة.
اقرأ/ي أيضًا: