دخل قطبا مدينة لندن الآرسنال وتشيلسي ديربي المدينة، بعد أن كان الأول قد تلقى نتيجة مخيبة للآمال إثر تعادله على أرض فريق ويست بروميتش ألبيون بهدف لهدف. بينما غريمه تشلسي قد دكّ شباك ضيفه ستوك سيتي بخماسية نظيفة ارتقت به إلى وصافة الدوري الإنكليزي الممتاز.
بدأ ديربي لندن بحذر نسبي من الفريقين وبتشكيلتين متقاربتين من حيث الرسم التكتيكي
سعى الفرنسي آرسن فينغر، الذي يقابل تشلسي للمرة الستين للفوز والظفر بثلاث نقاط تعزز موقعه؛ حيث يحتل فريق نادي آرسنال المركز الخامس على سلّم ترتيب الدوري. ومن ناحية أخرى دخل فريق نادي تشيلسي اللقاء بصفوف مكتملة العناصر ما عدا غياب المدافع الدولي البرازيلي دافيد لويس، في المقابل، آرسنال فإنّ عيادته الطبية مشغولة بعلاج كتيبة المصابين وعلى رأسهم لوران كوشيلني، ناتشو مونريال، آرون رامزي وسعيد كول سنياش.
بدأ الفريقان المباراة بتشكيلتين متقاربتين من حيث الرسم التكتيكي؛ حيث يلعب كل منهما بثلاثة مدافعين في خط الدفاع، وخمسة لاعبين في خط الوسط ومهاجمين. ويقود الإسباني ألفارو موراتا خط هجوم البلوز، ومن ورائه البلجيكي إدين هازارد. ويتقدم خط هجوم الجانارز الفرنسي ألكسندر لاغازيت ومن خلفه الألماني عازف الليل مسعود أوزيل والتشيلي ألكسيس سانشيز.
اقرأ/ي أيضًا: تشيلسي يقهر مدينة مانشستر بقطبيها
بدأ اللقاء بحذر نسبي بين الجانبين، أزاله أليكسيس سانشيز بركلة حرة في الدقيقة السابعة حولها دفاع تشيلسي لركلة ركنية، رد عليها هازارد بمحاولة خطيرة في الدقيقة الحادية عشرة ليتكفل دفاع آرسنال بإبعادها. لم يلتزم البلوز آداب الضيافة وحاولوا مجددًا طرق شباك بيتر تشيك وهذه المرة بعد إضاعة موراتا فرصة ذهبية إثر تمريرة النيجيري فيكتور موزيس، والتي تركته في مواجهة مباشرة مع تشيك. رد الجانرز لم يتأخر إذ أطلقوا أولى قذائف مدافعهم صوب شباك البلوز فكاد سانشيز يعانق بكرته الشباك لولا أنها تمردت عليه لتراقص القائم وتطرب الآخر معلنة وفاءها للبلجيكي كورتوا.
في الدقيقة الثالثة والعشرين، نثر الساحر الألماني أوزيل سحره بتمريرة حريرية وضعت الفرنسي لاغازيت أمام المرمى ليرسل كرة أبعدها كورتوا باحترافية. بعدها بأربع دقائق ردّ بكايوكو على لاغازيت بتسديدة تألق تشيك في إبعادها في مسعاه للحفاظ على شباكه نظيفاً للمبارة المئتين.
البطاقة الصفراء الأولى في اللقاء كانت من نصيب جاك ويلشاير، لاعب وسط آرسنال، بعد تدخله على سيسك فابريغاس، وفي الدقيقة السابعة والثلاثين كان الخطر يحوم حول شباك الآرسنال بعد أن حصل تشيلسي على ركلة حرة قريبة من المرمى لم يحسن الإسباني ماركوس ألونسو ترجمتها هدفاً في مرمى تشيك، بعدها بدقيقة انتفض آرسنال فمرت كرة أوزيل بجانب قائم كورتوا بسنتيمترات قليلات ليضغط بعدها صاحب الأرض.
الدقيقة الثالثة والأربعين شهدت حصول ضحية البطاقة الأولى فابريغاس على بطاقة صفراء بعد عرقلته جاك وليشاير وبعدها بدقيقتين بزغ نجم هازارد؛ حيث راوغ مدافعين وقدم كرة لم يترجمها فابريغاس هدفًا لتحاذي مرمى تشيك وينتهي الشوط الأول بلوحة فارغة الأهداف مليئة بالإثارة.
اقرأ/ي أيضًا: 5 لاعبين سرقهم تشيلسي من مانشستر يونايتد
في الشوط الثاني، قرر الفريقان فتح النار على بعضهما بعضًا؛ ففي الدقيقة الخمسين أبعد بيتر تشيك كرة خطيرة للإسباني موراتا؛ ولأنه ديربي الكر والفر، ردّ لاغازيت بتسديدة أبعدها البلجيكي كورتوا بطريقة أكثر من رائعة. شهدت الدقيقة الثالثة والخمسين حصول مدافع آرسنال روب هولدنج على بطاقته الصفراء الأولى.
أراد كونتي أن يكون البادئ بتبديل أحجار الرقعة؛ فقرر سحب النيجيري موزيس وإدخال مواطنه زاباكوستا بعد إحدى عشرة دقيقة على بداية الشوط الثاني. الدقيقة الثالثة والستون أعلنت فك شفرات دفاع البلوز بعد تمريرات صاغها مسعود أوزيل وترجمها جاك ويلشاير هدفًا في الزاوية الصعبة من شباك كورتوا لتخونه الكرة هذه المرة.
هنا.. لم تدم فرحة الجانرز سوى دقائق أربع؛ إذ حصل هازارد على ركلة جزاء أسكنها الشباك ليؤجل نظافة شباك تشيك لإشعار آخر، وبعدها بدقائق وضع فابريغاس زميله موراتا في مواجهة جديدة مع تشيك فوضع الكرة فوق المرمى حارمًا فريقه من التقدم، لحظات أراد فيها كونتي تنشيط خط وسطه فدفع بداني درينك ووتر بدلاً للإسباني سيسك فابريغاس.
كانت نهاية ديربي لندن "هيتشكوكية" لتنهي المباراة بتعادل مثير لكنه لا يغير الكثير في ترتيب الفريقين
وهنا جرب كانتي حظه فجانبه كما جانبت كرته المرمى، ومن هجمة مرتدة قادها هازارد في الدقيقة السادسة والسبعين، أضاع موراتا الفرصة للمرة الثالثة بعد أن كرّر مواجهته لبيتر تشيك. ولأن فينغر يريد النقاط الثلاث، أخرج مواطنه لاغازيت دافعًا بالإنجليزي داني ويلباك في محاولة لخطف هدف الفوز.
بعدها أنهى كونتي خياراته بدفعه البرازيلي ويليان مكان الساحر البلجيكي إدين هازارد في محاولته استغلال المساحات المتروكة من دفاع الآرسنال وكان له ما أراد بحدود الدقيقة الرابعة والثمانين؛ إذ سجّل الإسباني ماركوس ألونسو على إثر تمريرة عرضية من زميله الإيطالي زاباكوستا.
ولأنه شوط البدلاء، أضاع داني ويلباك فرصة التعادل بعد تشتيت دفاع تشيلسي كرته، هنا يبدو آرسن فينغر وكأنه كاد "ينتحر" تكتيكيًا؛ حيث سحب مدافعه تشامبرز وأدخل مهاجمه وولكوت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
احتسب حكم المباراة تايلر أربع دقائق ظهر فيها "هيتشكوك" بسيناريو مثير؛ إذ حقق بيليراين التعادل للآرسنال في الدقيقة الثانية والتسعين، دقيقة واحدة قرر فيها موراتا اقتحام دفاع الآرسنال فسدد كرة تصدى لها تشيك ببراعة لترتد إلى الإيطالي زاباكوستا الذي أغمض عينيه وسددها في عارضة تشيك لتأتي صافرة النهاية معلنة تقاسم النقاط بين الفريقين. تعادل رفع رصيد تشيلسي إلى النقطة السادسة والأربعين ليتنازل بهذا عن مركزه الثاني لصالح رجال مورينيو، أما الآرسنال فرفع رصيده إلى تسع وثلاثين نقطة محافظًا على مركزه الخامس في الترتيب العام.
اقرأ/ي أيضًا: